ضوء...
.
.
.
.
.
.لطالما كان العالم أسودا بنظري، لكن لولا سواده لما استطعت تمييز سطوعك بين جماهيره، بفضلك أيقنت أنه لولا قساوة الحزن لما استطعت تذوق طعم السعادة، جعلتني أعلم أنه لولا السواد المحيط بالقمر لما بدا فائق الجمال وهو بدر.
.
.
.
.
.
.
.
أحبك.
إلى الروح الضائعة في متاهة الحياة،
إلى الملاك الذي فقد براءته،
إلي أنا.
.
.
.
.
.
.
"أبي أخبرتك أنني سأعود متأخرا الليلة، لمَ تسأل أين سأكون؟"
خرجت الحروف من شفتي المراهق ببرود مما جعل أباه يشدد على كلماته الصارمة"رامي! أنا أقود الآن، إذا وصلت قبلك إلى المنزل فلاداعي كي تعود إليه."
أراد الدفاع عن نفسه لكن صوت الارتطام كان مرعبا بحق، استدار بقلق يبحث عن تلك الفتاة التي لن يقبل والده أن تبيت في منزله بالطبع، تفحص بعينيه الضيقتين المكان حوله عله يلمح هيئتها، لكن لم ير غير الفراغ المحيط به، شعر بالتوتر وهو يركض بحثا عنها لكن السؤال المطروح هو: حتى إن وجدها، أين ستبيت؟أخذ يركض واليأس يهمس له بأنها اختفت ولن يجدها، لكن ما رآه لم يكن محببا له، تلك السيارة المتحطمة التي تعانق شجرة الصنوبر، لم بدت مألوفة لهذه الدرجة؟ شعر برعشة سرت بكامل جسده حين تراجع بضع خطوات
"أليست هذه سيارة ابي؟"
فكر وتوجه نحوها بخطى مضطربة، اقترب أكثر حتى رأى والده صريعا، هو لن يفقد الأمل لكنه لم يكن الوقت المناسب للصراع بين التفاؤل والتشاؤم، عليه إنقاذه مهما حصل._______
بينما أنظارها مصوبة نحو تزاحم الناس المثير للريبة، هي كانت تذرف دموعها بغزارة فتدنس وجهها البريء، عقلها الطفولي أخبرها أنها ان اقتربت منهم فسيساعدها أحدهم، سيعيدها لحضن أختها، اقتربت وبقيت تقترب أكثر بخطاها الصغيرة، وبينما هي تقطع الطريق بخوف، شقت تلك السيارة المسرعة طريقها نحوها دون رحمة، فعم السكون المرعب وخيم على مسامعها، بينما تطايرت دماؤها بعشوائية وهي تضفي عنصر الرعب إلى المشهد القاسي، رُميت جثتها على قارعة الطريق، وتنافست النساء في نحيبهن
فليس هناك ما يرعب أكثر من أن يكون مشهد كهذا حقيقيا وبشدة، هو لم يقتبس من أحد الأفلام، بل تجسد على أرض الواقع أمام أنظارهن.كان الناس يحاولون التعرف على الجثة، ويسعون لمساعدتها دون إلقاء بال للذي اصطدمت سيارته بتلك الشجرة، هل حكموا عليه بالموت؟ وكم من مرة تصارع الموت والحياة على أجساد بعض البشر؟حسبهم الناس موتى ولكن القدر كان له كلمة أخرى.