13

68 5 1
                                    

تكفير خطيئة.
.
.
أعلم أن الإلاه غفور رحيم، فيا صديقي هل تغفر لي خطيئتي؟
.
.
.
.

مر أسبوع و لازال رامي لم يلتق بملاك، أو بالأصح يتفادى مواجهتها، رغم اتصالاتها المتكررة، إلا أنه استمر في تجاهلها.

خطوات التائهة قادته نحو غرفة إلين، بعدما تأكد من عدم تواجد ملاك بالغرفة قرر أن يدخلها، تصوبت أنظار الطفلة نحوه، وكانت سعيدة برؤيته، لم يستطع مقاومة ابتسامتها البريئة، فاقترب نحوها وبقي يداعب خصلاتها تارة، وأصابعها تارة أخرى، كانت ملاك تراقبهما باتسامة حزينة، توجهت نحو غرفة ماجد خلسة، كان هو خائفا جدا من رؤيتها.

"كيف لرجل أن يخاف من فتاة؟"نطقت بسخرية

"اسمعيني..'رامي' لا علاقة له بالأمر، إن أردت قتل أحدهم فاقتليني أنا.."تحدث بصوت مهتز

بقيت ترمقه بازدراء
"لن أستطيع أن أجعله يفقدك أنت أيضا..أنا املك قلبا ولست من أمثالك، اعتن به جيدا.."

خرجت من الغرفة بينما تتبعتها نظراته المضطربة، قد كان يومه الأخير في المشفى، كان مستلقيا وبجانب سريره تموضعت طاولة صغيرة، لفت نظره الكأس الموجود عليها، توجه نحو باب الغرفة أغلقه بإحكام، ركض نحو الكأس وكسره، أخذ أكبر قطعة زجاجية منه وأكثرها حدة، ومررها على معصمه عدة مرات، قطع شرايينه التي سمحت لدماء عفنة بالشر بالتدفق بغزارة من جسده، رغم ألمه إلا أنه كبح صرخاته وشهقاته، لن يموت ضعيفا كما أرادته هي.


كان أحد الممرضين يركض نحو رامي كي يخبره بما فعل والده، هو شعر باليأس يكبله، ويجعله يتعطش لطعم الحرية، لم يشأ أن يذهب لرؤية والده صريعا، منتحرا، لكن عليه أن يراه للمرة الأخيرة، بينما كان في صراع مع أفكاره،

قد تلقى رسالة نصية من ملاك
-رامي، أرجو أنّ تراجعي عن قتل والدك سيكفر عن ذنبي، أرى أنك تحب 'إلين'أرجو أن تعتني بها جيدا،
أرجو أن تنعت للشرطة منزلي كي يتكفلوا بجثتي،
العنوان:
حي السلام، المنزل رقم ٧
أرجوك..
هذه المرة، وداعا-

شعر بالذعر وأول ما فكر فيه هو أن يستقل سيارة أجرة نحو العنوان المكتوب هناك، متجاهلا والده الذي كان قد مات بالفعل، كان الجو ممطرا، كأن السماء تبكي رثاء لحاله، هو كان يرجو أن يصل إليها قبل أن تقترف شيئا خاطئا، فيم كانت تفكر بالضبط؟ ستترك إلين لوحدها في هذا العالم الشاسع تصارع سكانه القذرين؟

كان يتخبط بين زوايا عقله، لم يكن منزلها بعيدا جدا عن المشفى إلا أن
المسافات في حالات كهذه تطول وتتضاعف.


"وصلت سيدي"

أسرع بدفع أجرته وغادر السيارة يقتحم المنزل
"ملاك!"

خطيئة لن تغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن