8

100 11 10
                                    

الوحش.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
هي الحياة..نمشي على الطرق التي اختارتها لنا أقدرانا والتي بعثرت الحزن والسعادة على طول الأيام.
.
.


.
.
.
.

'وقفت بصعوبة تجفف دموعها بعنف وألقت نظرة على ما وجد بداخل الخزانة، بقيت تتأمله وتحاول تذكر شيء ما،وليتها لم تفعل.'

ملاك فتاة السابعة عشر، تحدق بذلك الملف الذي وضع على أحد رفوف الخزانة التي كان يرتب فيها أبوها أغراضه الخاصة بعمله، "سمير مصطفى،59سنة، تزوير عقود اندماج شركتي 'يونايتِد'و'دريم'ومحاولة الاستيلاء على الشركة الثانية"أرفق هذا النص بصورة لكهل أسمر يبدو عليه الغرور، وبينما هي تقرأ الصفحة الثانية"ماجد مصطفى."
توقفت عن القراءة لوهلة
"ماجد."

"أخبرتك أنه إن مس أبي سوء فسأجعلك تندم أنا ماجد الذي لا يخلف وعوده"

اخترقت تلك الجملة مسامعها كأن قائلها يقف بجانبها وقد تفوه بها في تلك اللحظة.

أسقطت تلك الأوراق وغطت أذنيها بعنف بعدما سمعت صراخ والديها وأنينهما، جلست حينما شعرت بالضعف.

هي فقدت والديها مرتين..فاليوم مر أسبوع على وفاة أيوب و نجوى في حادث سيارة.
رغم مظهرها الذي يوهمك بأنها قاسية ومتبلدة إلا أن مشاعرها مرهفة.

بيدين مرتجفتين وأنفاس متقطعة، تناولت الورقة مرة أخرى وراحت تحفظ ملامحه، عينان ضيقتان سوداوتان بشكل مخيف.

"هذا هو الوحش.."
همست بصوت منكسر، طوت تلك الورقة بحرص وغادرت المنزل بسرعة.

كانت إلين قد تجاوزت سنتها الثانية أياما معدودات
قبل مفارقة والديها للحياة، لذا تركتها ملاك عند جدتها ذلك الأسبوع كي تجعلها تتفادى مراسم الجنازة، وأجواء الحزن.

في ذلك الشارع، كانت ملاك تمشي وحيدة عندما بدأت الغيوم جنازتها، على الأقل لن يرى أحد دموعها.

تقف أمام باب منزلها وتبحث عن مفاتيحها، فتحته وولجت البيت المظلم الذي استوطنه البرد والسكون.

اتجهت نحو طاولة المطبخ وأحضرت هاتفها، دفترا وقلما.

انتشلت هاتفها ودونت على محرك غوغل
"شركة يونايتِد"
انتظرت قليلا كي تظهر النتيجة وقد بدأت في قضم أظافرها بقلق

"شركة يونايتِد الشهيرة، تم اعتقال صاحبها 'سمير مصطفى'بعدما أثبت المحامي ' إسحاق إبراهيم' إدانته.."

توسعت عيناها عندما قرأت اسم والدها، اعتقدت أنها بدأت تفهم ما حدث فواصلت القراءة بصمت

"لكنه انتحر بعد مرور سنة من إلقاء القبض عليه."

ماجد قد قتل والديها انتقاما، لكنه فر بفعلته، لأنه كان متنكرا وقد خطط لهذه الجريمة بدقة، أقسمت أنها لن تغفر له غلطته.

____________

ربما كانت تلك أول مرة يشعر فيها رامي الطيب بالحقد اتجاه أحدهم، عواطفه كانت تخبره أن ملاك شخص مجنون حاول قتل أبيه وعقله كان يصور له أن لأبيه قصة يخفيها عنه، ربما كانت في زمن بعيد جدا.

في ذلك الوقت كانت ملاك تبكي وتجفف دموعها بكميها الأسودين، هو نفسه رغم أن علامات الكبر طغت على ملامحه إلا أن نظرته الخالية من الحياة وعيناه الضيقتان، أيٌّ من ذلك لم يستطع الزمن تغييره، هي فقط قتلت أناسا أبرياء لأنها لم تستطع مواجهته، تشعر بالندم، لكنها قتلت أقرب الناس إليه أخته نوال وأم رامي وئام هذا ربما جعله يشعر بألمها، لكنها لا تزال نادمة.

اتجهت ملاك نحو رامي تحاول الاعتذار، لكنه استمر في تجاهلها
"أخبرتني أنك وجدت إلين في مستودع قريب من منزلك أليس كذلك؟"

ألقى عليها نظرة ساخطة وأومأ إيجابا.

"هل سيزعجك إن أخبرتك أن والدك هو من خطفها؟"
"ما الذي تهذين به؟"

انتفض رامي غاضبا

"جعلتني أندم لأنني ساعدتها!"
صرخ بوجهها

"ألا تظن أن والدك يخفي عنك شيئا خطيرا؟"

حدق رامي بالفراغ ولم يجبها، هو يوقن تماما أن والده يخفي عنه سرا ما، لكنه لم يعتقد يوما أن يكون خطيرا!

"بلى."

أجابها بهدوء

"ما رأيك أن أخبرك قصتي؟"

خطيئة لن تغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن