خطيئة.
.
.
كنت ملاكا بأجنحة، ثم دونها، ثم صرت شيطانا، بفضلك.
.
.
."اه..'رامي'.."
آخر ما لفظته شفتي تلك المرأة التي لم تلبث أن أصبحت جثة بين يدي ملاك، سارعت الشابة نحو الورقة تكتب رسالة انتحار مزيفة، وهمت بالهروب من منزل ضحيتها، وبينما هي خارجة من المنزل، رمقت صورة لمراهق ما، تمنت لحظتها ألا يكون ابنها، لكن الأماني لا تنفع عندما يكون الأوان قد فات.هذه ثاني جريمة يرتكبها الملاك، لذا خطيئته التي سلبته أجنحته كانت أخرى، ألا وهي قتل اخت ماجد بنفس الطريقة،
انتقاما لوالديها، لم ترغب بقتله، بل أرادت تعذيبه وهو على قيد الحياة، عله يشعر بألمها.
لكنها لم تعلم أنها تسببت في جعل مراهق يفقد والدة بريئة كما حدث معها هي.
__________
بقي رامي يحدق بصمت
"لكن..لكنها انتحرت.."
جثت ملاك على ركبتيها وأخذت تبكي بحرقة
"أنا من فعل هذا رامي..أنا آسفة..أعلم أن الاعتذار لا يغني عن جريمتي شيئا، إلا أن الغضب والحقد أعمى بصيرتي صدقني..لم أعلم أنها تملك ابنا.."بقي يراقب توسلها ولا يدرك كيف يتصرف، أيتعاطف معها، أم يكرهها فقط؟
"ثم بعد هذا بسنة كاملة، تلقيت اتصالا من شخص غريب، أخبرني إن لم أسلم نفسي للشرطة، سيختطف 'إلين'، إن دخلت السجن فمن يعتني بتلك الطفلة؟
لم أعلم كيف اتصرف، تجاهلت الاتصال فقط، وقررت أن أعود سريعا إلى البيت، فقد كنت خارجا، عندما عدت لم أجدها، يمكنك تصور صدمتي..استغرقت يوما كاملا أبحث عنها بين الزقاق والطرقات، إلى أن وجدتها ملقاة على الطريق ووالدك من صدمها بسيارته.."لم ينبس رامي بحرف، بل كان مصدوما، كيف يمكن أن يتوفى الناس الأبرياء ضحايا لمجرمين آخرين بهذه السهولة؟ أوليست أرواحهم غالية؟
"إن أردت الانتقام، أرجو ألا يشمل هذا 'إلين'..اقتلني، اسجني، فقط تأكد أن تعيش هي بسلام"
لم تستطع حبس شهقاتها المتألمة بينما يراقبها هو بهدوء
"على أحدهم أن يوقف دوامة الانتقام هذه.."
نظر إلى وجهها بصعوبة، وركض مبتعدا عنها، تحديدا نحو غرفة والده، وبينما هو في طريقه اعترضه أحد الممرضين كي يخبره أن أباه أفاق، سعد بهذا الخبر، لكنه كان يريد أجوبة وتفسيرات من والده فقط، دخل عليه وهو مستلق
"أبي!"اقترب منه بحذر والحزن باد على وجهه، ابتسم والده له، وربما كانت أول مرة يفعل فيها هذا
"أبي، هل أنت من خطف إلين؟"
بقي والده يحدق فيه بوجه خال من التعابير
"هل أنت من وضعها في المستودع؟ أجبني!"
لاحظ الأب انهيار ابنه فلم يجبه بحرف
"السكوت علامة الرضى.."
خرج من الغرفة وهو يشعر بخيبة أمل جعلته يشرد لوقت طويل، فقد بقي يمشي نحو وجهة مجهولة، تماما كأي بشري، يسير في طريق حياته وفق خريطة القدر التي لا يملكها هو ولا يعلم عنها شيئا.