ظلام... ظلام حالك لا يخترقه سوى خطوات ركضها المجهولة .انفاسها الاهثة المضطربة.ضربات قلبها العنيفة.جسدها المرتعش بشدة.دموعها الغزيرة التي تغرق وجهها الملائكى باكمله.شهقاتها الصادرة من أعماق قلبها.لا تعي ما مصيرها سوي الضياع الذي يشوبه الخوف والقلق مما هو قادم.اخذت تركض وتركض بكل ما اوتيت من سرعة وقوة في آن واحد وتلتفت خلفها بين الحين والآخر حتى تطمئن أن لا يطاردها أحدهم و عندما كانت تلتفت خلفها علي حين غرة.
اااه:صرخة أطلقتها بكل ما اوتيت من قوة اثر اصطدامها بشئ صلب أشبه بالحائط المنيع الذي لا يميل ولا يلين طوال حياته تراجعت اثر اصطدامها وكادت أن تسقط لولا يد هذا الحائط التي قبضت علي رسغها كي تمنعها من السقوط.
صمت...صمت تام لا يسوده سوي نظرات كلا منهما اتجاه الاخر احدهما ينظر للآخر نظرة رعب.فزع.قلق كل ملامح الخوف تجسدت فوق ملامحها البريئة.ملامحها ذات البشرة البيضاء والعيون ذات لون العسل الصافي التي يحاوطها اهداب كثيفة زادت عينيها جمالا فوق جمالها والأنف الصغير المرسوم بدقة وعناية بالغة والشفاه المنتكزة باغراء .كل هذه الملامح التي أبدع الخالق في صنعها يصاحبها جسد ممشوق كأحد عارضات الازياء بينما الآخر ينظر إليها نظرة غموض.شك وبالطبع هذه النظرات لا تخلو من نظرات الإعجاب التي برع في إخفائها اتجاهها قطع هذا الصمت صوته العميق ذو البحة الرجولية المميزة التي تناسب وجهه الشرقي وجهه الذي يجذب جميع الفتايات اليه ولما لا وهو صاحب بشرة سمراء تجعله وسيما للغاية وشعر اسود كالحرير مصفف بعناية بالغة وذقن وشارب منحوتان بطريقة فائقة تزيد من وسامته المفرطة وكل هذه الجاذبية المهلكة يصحبها قامته الفارهة وعضلات جسده البارزة نتيجة حفاظه علي لياقته البدنية باستمرار وعلي الرغم من كل هذه الملامح الجذابة الا أنه شخصية ذات طباع حادة مع الجميع عدا عائلته ورفاقة المقربين.لا يتهاون في ارتكاب الاخطاء صغيرة وكبيرة.لا يكره في حياته بأكملها سوا الكذب.عند الكذب لا يعرف احد.
اجفلت هي عند سماع صوته ذات النبرة الخشنة والقوية وهو يتساءل:
بتجري من مين يابت انتي؟ فاسترسل حديثه قائلا:سرقالك سريقة ولا قتلالك قتيل؟
لا تعلم بماذا تجيبه بزيه الرسمي الذي دب الرعب في جميع أوصال جسدها المرتجف بشدة هذا الزي الذي لم تأخذ وقتا طويلا كي تتعرف عليه فهذا الزي لا يرتديه سوي ظباط الشرطة وهذا الأمر جعل حالتها تزداد سوءا مع مرور الوقت فلم تستطيع أن تجيبه نظرا لشدة خوفهامن هيئته الضخمة ونظراته المسلطة عليها التي اربكتها فظلت صامتة كأن الكلام قد توقف في حلقها الذي أصبح أكثر جفافا من شدة الخوف والعطش ايضا.
عندما لم يستمع إلي أي رد منها تساءل بنبرة أكثر قوة أشبه بالصراخ الحاد:جري ايه يا روح امك مسمعتنيش وانا بسألك بتجري من مين؟ولا نروح القسم نشوف الموضوع ده هناك؟
أنت تقرأ
نضجت عشقا
Mystery / Thrillerأجبرتها تلك الحياة اللعينة علي احتياج المال كي تنقذ حياة اخيها ولكن حينما قصدت اقرب الناس اليها استغلوها أبشع استغلال مما جعلها في ورطة كبيرة وأصبحت روحها في يد ذلك الظابط الذي اقسم أنه سيذيقها العذاب بألوانه.