داخل غرفة ادهم :-
كان الخيار الأوحد بالنسبة إليه هو ابتعاده عن البشر .. كي يُداري إكتئابه خلف هروبه وانكساره خلف قوته وحزنه خلف عزلته.. فـ فقدانه لبصره أفقده الشغف في النهوض مرة اخري .. فها قد مر شهراً كاملاً علي عزلته ومازال يشعر بالسقوط المتكرر..يشعر وكأن السعادة قد سبقته وربما لم تعد ترافقه وكأنه بقايا إنسانية مُحطمة .. يتجاوز إصابته وكأنه أشلاء مُبعثرة علي طريق الجحيم..
باتت محاولات كلاً من والديه وأشقائه في إنتشاله من نوبة الصدمة التي إعترته بلا جدوي ... فتلك الاصابة جعلته يعي من بقي بجانبه ومن تخلي عنه .. يُقيم كل ليلة حِداد علي من ظن بهم الوفاء ولكن كشف له إبتلائه كم كان عقيماً بقلبه قبل عقله ... يشعر وكأنه كان مُحلقاً بأجنحة من الخبث والخيانة كانت ترافقه دوماً ..
فلاش باك:-
روفيدا بضيق ظاهر بنبرتها :-
خير يا ادهم ! اياد قالي إنك عايز تشوفني ضروري ..
ادهم بجمود :-
مشوفتكيش سألتي عليا يعني من ساعة اللي حصلي ..
روفيدا بسخرية :-
وأسأل عليك ليه .. ما انت كويس اهو .. وبعدين انا عندي مليون حاجة شاغلة دماغي ...
ادهم وما زال يحتفظ بجموده عكس انغراز سهام الحزن بقلبه :-
وطبعاً انا ولا حاجة من المليون حاجة دول .. صح ؟؟ وبعدين هو انتي مش قولتي انك بتحبيني ولا ايه ؟! والمفروض حبيبتي تكون جمبي وانا في ظروف زي ديه!
روفيدا بابتسامة متهكمة بشدة علي حديثه اللازع اعلي مسامعها:-
بحبك !! انت مش شايف نفسك ولا ايه يا ادهم .. انت خلاص بقيت عامل زي عملة أهل الكف ملهاش تمن ولا قيمة ..
ثم اكملت بوقاحة بعد صمته الذي استغرق وقتاً من صدمة حديثها :-
ايه مالك ؟؟ اتصدمت من كلامي !! لو مش مصدقني ممكن تقوم تبص علي نفسك في المراية وتشوف شكلك بقي عامل ازا ..
قطعت حديثها بابتسامة خالية من الرحمة تستكمل حديثها في قلب مسلوب من الإحساس :-
اوبس ! سوري يا ادهم نسيت انك مبتشوفش ...
ادهم بانفعال جعل عروقه تبرز بشدة:-
برة ! امشي اطلعي برة ...
روفيدا بعدم اكتراث بعد أن وثبت من مقعدها:-
همشي يا ادهم .. همشي ومش راجعة تاني .. وياريت متبعتليش تاني مع حد عشان تشوفني .. لانك كدة كدة
مش هتشوف ..سلام ..رحلت صاحبة القلب الصاخب بالغل والحقد تاركة خلفها قلب خُزل بواسطة من كان ودها مكذوباً .. فعندما تُصاب الحياة بهؤلاء البشر تصبح مسرحية خرقاء ... عاجزاً عن تصور الأمور بأنها سوف تتحسن .. فقد طاقته في إخماد تلك النيران المتأججة بداخله .. لم يجد سوي البكاء سراً خشية من شعور الشفقة اتجاهه ..
أنت تقرأ
نضجت عشقا
Mystery / Thrillerأجبرتها تلك الحياة اللعينة علي احتياج المال كي تنقذ حياة اخيها ولكن حينما قصدت اقرب الناس اليها استغلوها أبشع استغلال مما جعلها في ورطة كبيرة وأصبحت روحها في يد ذلك الظابط الذي اقسم أنه سيذيقها العذاب بألوانه.