😽الفصل الثاني عشر😽

41.5K 880 128
                                    

    " بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"

تلك الجملة التي انهي بها المأذون مراسم الزواج وكأنه انهي حياتها  تماماً ......  تشعر وكأن صدرها اصبح مكاناً لندبات الحياة ...... فكيف لتلك البريئة أن يجمعها القدر مع الظلم .......تشعر وكأنها عارية الجسد يكسوها الظلام بخارجها .........تنظر بشرود للاشيئ ......صامتة ولكن الضجيج يستعمر مكاناّ بداخلها....

افاقت  غنية من حالة التيه التي اصابتها عندما وثب قصي من مقعده ساحباً اياها في قسوة شديدة الي وِجهة مجهولة بالنسبة إليها ....... جعلتها ترتعش مكانها.....تتصارع الافكار بعقلها عن ما يلي تلك الاحداث التي مرت في لحظات لم تكن بحسبانها علي الاطلاق...... شعرت وكأنها تحيا حياه تختلف عن سابقتها ....... فلولا صمودها امام تلك الحياه لكانت تحت التراب ترقد...

اخذت غنية تنظر حولها في رعب جليّ من ذلك المنزل الذي دفعها قصي الي داخله في همجية شديدة.......  فبرغم مستوي بنائه ورقي أساسه الا انها شعرت بالفزع من مكوثها معه في مكان واحد ......ولكن لم يعطي قصي مجالاً اخر لعقلها كي يستشف ما عزم عليه ...

مردفاً بهدوء مرعب:

نورتي بيتك يا عروسة

غنية وقد تلألأت الدموع بعينيها :

والله انا معملتش حاجة

قصي بسخرية لازعة :

لأ ما انا عارف طبعاً انك معملتيش حاجة .

ثم اكمل بهمس مخيف بعد ان اقترب من اذنيها:

اومال مين بقي اللي عمل ....!  تميم  المغربي مش كدة؟

صمتت غنية فقد وضحت الرؤية امامها الآن.... فقد استشفت من حديث قصي انه توهم بأنها تعمل لدي تميم بدلا من اخيها .... ولكنها جهلت تماماً في كيفية الحديث ولم تعلم ما الذي يتوجب عليها من قول ولكن قاطع قصي اضطرابات عقلها..

مردفا بهدوء نسبي ممسكا بأحدي خصلاتها حول إصعبه :

ها .قوليلي بقا يا حلوة فين البضاعة اللي المفروض كانت هتتسلم

تلعثمت غنية بشدة:

انا . أن ا

قصي كي يستدرج منها الكلمات :

ها انتي ايه يا غنية ....  مش غنية برده؟

اماءت غنية راسها في توتر ولا تعلم بماذا تجيبه ....اتعترف له بالحقيقة وتلقي باخيها الي السجن.... ام تظل علي حالة الصمت وتتحمل عواقب فعلتها ..

قصي  بانفعال وقد نفذ صبره :

جرا ايه يا بت . انتي هتعشيلي في دور الخُرس ده كتير ..  ما تنطقي وتقولي فين البضاعة اللي المفروض كانت هتتسلم النهاردة  ... والا رحمة اهلي لهخليكي تكرهي اليوم اللي جيتي فيه علي وش الدنيا..

نضجت عشقاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن