🔥الفصل الثالث عشر🔥

43.5K 820 101
                                    


اشرقت الشمس تعلن عن صباح يوم جديد .. و لكنه ليس كأي يوم مثلما مضي ..

ضائعة.. مشتتة .. خاوية الروح .. مرهقة الجسد .. لا تعلم حقاً بماذا تشعر . ولكن كل ما تشعر به أنها منطفئة . تعيسة. تشعر و كأن الحياة قد نصبت خيمة العزاء لإتمام مراسيم موتها.. فهي لا تريد سوي "الراحة" تلك الكلمة التي تعنيها بصدق.. حياتها مغلفة ببقعة سوداء كبيرة لا يعتريها النور.. فقد وقعت فريسة للحزن .. و لكن هي وحدها من أودت بحياتها الي القاع ..

هكذا كانت حالة غنية.. فلم تري عينيها  طريق للنوم منذ ما حدث بالأمس .. تنتظر قدوم ذلك ال " قصي" في حذر مغلفاً بالرعب كي تري ما سيفعله بها .. تفكر في أخيها وما حدث له .. تفكر بالقادم علي الرغم من مخاوفها منه .. حيث باتت محاولاتها بلا جدوي في الهروب  أمس من ذلك المنزل ولكن لم يعطي لها قصي مخرج للهرب حيث قام بإغلاق باب الغرفة عليها في احكام شديد كي تظل سجينة بتلك الغرفة التي شهدت علي أسوأ ما حدث لها بحياتها في الأمس ...

وثبت  غنية من الفراش مرتدية ذلك القميص الذي وجدته بخزانة قصي .. فمنذ تمزيقه لملابسها أمس .لم تجد سواه كي تخفي به جسدها الذي اصبح نحيف بشدة ... تتجه بخطواتها  نحو مرحاض الغرفة في وهن شديد من ذلك الوجع الذي ما زال تأثيره مؤلم لقدميها..

خرجت بعد قليل من الوقت بعدما توضات... تبحث عن ملابس تلائمها ..كي تلجأ لخالقها عله يمحو ذلك الظلام بداخلها و يمحو شعورها بالغرق.. ذلك الغرق الذي جعل روحها تأبي أن تعافر بعد ذلك..

انتهت من صلاتها تتضرع الي خالقها في خشوع لا يخلو من البكاء .. تدعوه بكل ما تتمناه ولا تتمناه .. ثم ختمت صلاتها ببكاء يُعلن عن قلبها المعتصر حزناً والماً علي ما تمر به ..

**********
داخل كلية التجارة:-

تجلس چويرية داخل مدرجها تستمع الي ما يقوم به الدكتور من شرح.. ولكن تستمع إليه بأذنيها فقط.. عقلها مشتت وقلبها هائم بمن سرقه خداعاً و وهماً ..  هو من جعل الحب ينتفض بقلبها كل لحظة.. فكل ما يحدث لها من تصرفاته اتجاهها و نصائح الكثير لها بخطيئة ما تتوهم به يجعلها مشتتة تماماً ... يجعلها تخوض صراعات مع عقلها كي تثبت أنه شخص جدير بالحب والثقة ..ولكنها العتمة تصيب القلوب حينما نعشق بكل ذرة بكياننا..

حبيبة وهي تلكز ذراع چويرية برفق كي تسترعي انتباهها :

چويرية ! ركزي.. الدكتور  كدة هياخد بالو انك سرحانة

چويرية وقد أعادت لرشدها:

اها. انا مركزة اهو يا حبيبة

حبيبة بضجر من چويرية التي جاهدت في إعادتها لصوابها كي تتقي شر هذا " الادهم " المخادع :

مركزة فين يا چويرية! ده انتي في وادي غير الوادي . انتي برده . لس.

قاطع الدكتور حديثهم بحدة مشيراً لكل منهما:

نضجت عشقاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن