🌹الفصل الثامن عشر 🌹

37.3K 833 75
                                    


داخل منزل حمزاوي وآمنة:-

تجلس حفصة اعلي الفراش بجوار خديجة التي تود من يستمع إلي صوت البكاء بداخلها وليس بخارجها فقط...
تشعر وكان الندم الذي يحالفها ليس له نهاية كـ الكون .. تحتضنها حفصة  بحنان بالغ تربت اعلي كتفها في هدوء بعد استماعها لما مرت به شقيقتها من ظلم وقهر بجانب ما يُدعي زوجها.....

حفصة بقلب يتمزق إربا علي حزن شقيقتها :

كفاية بقي يا خديجة ... حرام عليكي نفسك ... حاولي تنسي اللي فات.. اللي فات عمره ما هيرجع تاني ولو رجع مش هيكون بنفس احساس ووجع اول مرة ...بالعكس انتي هتكوني قادرة تواجهيه لانك المفروض تكوني بقيتي اقوي من الاول .. واديكي اتعلمتي من غلطتك ..  بصي لنفسك ولبناتك ..متخليش حاجة تضعفك ..

خديجة بضياع وكانها بلا روح متشبثة بحفصة :

عارفة يا حفصة ..كل الوجع اللي انا شفته مكانش بس وجع في جسمي .. لا كل اللي كان بيحصل كان بياخد من روحي ..مكانش وجع سهل بالنسبالي .. وجعي كان شبه بركان بينفجر من جوف الارض ...كنت عاملة زي الرماد المحروق اللي ملوش وزن ولا قيمة من خفته....

حفصة بدمع يلتمع حزناً علي شقيقتها ممسكة بوجهها بين راحة يديها :

خديجة انتي مكنتيش كدة... ازاي بقيتي بالضعف ده ؟!

خديجة بنبرة نادمة :

عشان مكنتوش جنبي ....أو بالاصح انا السبب في انكوا متكونوش جمبي....

بكت حفصة بعد ان انهارت حصونها في التخفيف عن شقيقتها ... تحتضنها في حزن جم ...شعرت حفصة بجبال من الالم تعتلي صدرها بمجرد استماعها الي عناء شقيقتها فيما عايشته... فما حال  شقيقتها التي اصابت الخيبات عمق وريدها ... وتوالت مواسم صقيع الخوف علي قلبها ....

استرسلت خديجة حديثها بفراغ داخلها :

انا حاسة يا حفصة اني زي التلجاية اللي نفسها تقعد في الشمس ....

حفصة بهدوء بعد أزاحت دموعها كي تزيل الحزن من داخلها :

التلجاية ديه اصلها مية عادي ... وانتي نفسك ترجعي لطبيعتك تاني .. وعشان ترجعي لطبيعتك تاني لازم تقعدي في الشمس ....

خديجة بخوف ظاهر بنبرتها :

بس انا خايفة يا حفصة ... خايفة اقعد في الشمس لاحسن اتحرق من غير مرجع لطبيعتي زي الاول ...

حفصة بحكمة :

الخوف ده احنا مولودين بيه.... وضروري يكون موجود عشان نقدر نعيش ... لانك لو مش هتخافي مش هتقدري تتحركي وبالتالي مش هتقدري تعيشي..  

خديجة بياس :

بس الخوف ده ممكن يزيد لدرجة إنه يشل حركتي ....

حفصة بتعقل كي تبث الامل والتفاؤل بداخل خديجة:

ساعتها يبقي تواجهي خوفك ومتهربيش منه ... في اللحظة اللي انتي فكرتي فيها تهربي انتي وبناتك وتيجوا علي هنا ..هي نفس اللحظة اللي المفروض تكوني فكرتي فيها في نفسك وفي بناتك وانكوا هتعيشوا مرتاحين ..... بس صدقيني يا خديجة لو فضلتي كدة عمرك مهترتاحي لا انتي ولا بناتك ....

نضجت عشقاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن