الفصل الرابع من إنه القدر.."إنا رادوه إليك"

1.3K 38 4
                                    

٤
"عوَض"

حلت الفوضى في جميع الأنحاء وتبعثروا من بعضهم البعض،
حتى جاء صوت صراخ رباب قائلة بفزع:بلال مات يا أستاذة أسماء بلال مات
فزعت أسماء لهذا الخبر الذي وقع كوقع الصاعقة عليها وقالت بتلعثم ودهشة معًا:بتقـ بتقولي إيه؟!
إنتِ بتقولي إيه يا رباب؟
إنـ إنتِ بتقولي كده ليه!
ظلت رباب تبكي بحرقة فهزتها أسماء بقوة وقالت بعنف:اخلصي وانطقي يا رباب
فأظهرت رباب بعضًا من ملابس بلال ملطخة بالدماء وقالت وهي تبكي بشدة:لقيت جثته جوا والنار أكلت وشه خالص
صرخت أسماء لأنها لم تصدق أو بالأصح لم تستطع التصديق فما هذا الذي صار؟!
لم تفق من هذه اللعنة التي حلت عليها إلا وسمعت أيضًا صراخ ماريا مقدمة عليها من بعيد وهي فتاة من الملجأ تبكي وتقول بصراخ وهي ترتعش:إلحقوني لقيت ندى واقعة على الأرض ولما جريت عليها علشان ألحقها خشبة كبيرة والعة بالنار وقعت عليها وأكيد موتتها
صرخت أسماء لأنها لم تستوعب كل هذا الهراء،
صرخت كالتي فقدت عقلها بحق وقالت ببكاء هستيري:إنتوا بتقولوا إيه؟!
إنتوا أكيد بتهزروا مش معقول الاتنين يموتوا كده!
لا لا ماتهزروش بالله عليكم أنا قلبي مش مستحمل
ثم سقطت على الأرض وظلت تبكي بحرقة
ماتا معًا؟
أيعقل هذا؟
الصغيران معًا!
توقفت عن البكاء ثم مسحت دموعها ووقفت قائلة بثقة:بلال وندى لسه عايشين ومش معقول الاتنين يموتوا سوا كده يعني!
قالت لماريا بلهجة صارمة:تعالي يا ماريا قوليلي شوفتي جثة ندى فين،
وإنتِ يا رباب تعالي معايا أشوف جثة بلال فين،
صرخت رباب وقالت بلهفة:لا أنا مش هدخلك للنار يا أستاذة
صرخت أسماء بوجهها وقالت وهي محتفظة بالنبرة الصارمة:لا ما الناس طفوها
يلا دخلوني ليهم اسمعوا الكلام
ولو مش هتدخلي معايا هدخل لوحدي
لم تستطع رباب إلا الموافقة على أوامر أسماء ثم أمسكت بيدها وأدخلتها للمكان الذي رأت فيه جثة بلال مع ماريا
وجدن أن الجثة ما زالت بمكانها فجثت أسماء على ركبتيها وهي ترتجف وعقلها يردد لا هذا ليس بلال لا،
وجدت أن وجهه قد احترق بالكامل ولكن نظرت على يده فوجدت أنها ليست محترقة وتذكرت أن بلال يمتلك شامة كبيرة ومميزة على كتفه الأيمن،
فكشفت كتفه وهي ترتجف بشدة حتى وصلت لكتفه فلم تجد الشامة فصرخت قائلة:ده مش بلال ده مش بلال يا رباب
بس ده مين!
ودي هدوم غير هدوم بلال أصلًا بس أنا ماخدتش بالي من لهفتي،
شيلي الطفل ده يا رباب وتعالي نخرجه برا علشان الإسعاف ياخدوا الجثة بتاعته
ربنا يرحمه
قالت رباب:روحي مع ماريا وشوفي جثة ندى وأنا هروح أنادي حد من الإسعاف
أومأت أسماء برأسها وذهبت مع ماريا وقلبها ينكوي بالنار فهي لا تعلم ما هذا الذي صار؟
أهي تحلم؟!
أم أن هذا هو الواقع والواقع الأليم الذي يلاحقها دائمًا!
ذهبت إلى مكان جثة ندى ولكن لم تجد في هذا المكان أي جثث من الأساس فسألت ماريا بلهفة:إنتِ متأكدة إن ده المكان يا ماريا؟
افتكري كويس كده!
قالت ماريا بتوتر:والله هو ده المكـ.. المكان حتى حفظته علشان أقولك
قالت أسماء وهي تبكي:أنا مش عارفة حاجة
أنا مش عارفة حاجة خالص والله
احتضنتها ماريا واسندتها لكي تقف وخرجتا معًا فركضت عليهما رباب وسألتهما بنبرة خائفة ومترددة في الوقت ذاته:عملتوا إيه؟
انفجرت أسماء بالبكاء وقالت بحزن شديد:خلاص يا رباب أنا مش عارفة حاجة خالص
أنا ماعرفش إزاي كل ده حصل أصلًا!
القدر المرة دي لعب معايا لعبة صعبة أوي بس اتكسرت والله
الملجأ اللي من سنين بعمّر فيه في ثانية يضيع مني كده؟!
والأطفال اللي حبيتهم كإنهم أولادي يتصفوا مني وأرواحهم تروح بسببي وبسبب إهمالي؟!
قاطعتها رباب قائلة بسرعة:لا مش إهمال منك ولا حاجة وربنا يشهد إنتِ عملتِ ليهم إيه،
يمكن ده اختبار من ربنا ويمكن ده خير والله
إحنا مانعرفش الخير فين ويمكن ده الخير
نظرت أسماء للفراغ وقالت بنبرات يذوب الفؤاد لها قهرًا:أنا هستنى وأشوف القدر هيعمل فيا إيه تاني،
أنا خلاص اتعلمت إنه بيحاول يهدني بس أنا ربنا يرزقني البركة في العمر والصحة وهحارب بنفسي،
مش هستسلم،وهلاقيهم،
مش بعترض يا رب على حكمك بس أنا عارفة إنه اختبار وهنجح فيه بإذنك أكيد.
*********************
"وبعد مرور إحدى عشرة عامًا"

رواية إنه القدر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن