الفصل الثالث عشر من إنه القدر..'إنا رادوه إليك'

1K 27 2
                                    

١٣
"شوق"

طرقت عمة أبرار الباب ثلاثة ثم دخلت وقالت بخجل: احمم ممكن يا بنات بس تدخلوا العريس لعروسته شوية؟!
ضحكن جميعًا ثم قالت ندى بابتسامة:حاضر يا طنط
خرجن معًا فرأت ندى بأن زوج أبرار هو نفسه ذاك الشاب الذي أوقفها بالجامعة..!
حملقت به عن بُعد ثم قالت كالبلهاء: للدرجة دي الدنيا صغيرة؟!
سمعت صوت رجل يقول لها بعدما تنحنح:جدًا والله
أنا كمان بقول كده
نظرت لمصدر الصوت فوجدته من كان يقف بجوار ذلك الشاب منذ قليل!
نظر لها محمد بابتسامة لطيفة جعلتها تبتسم رغمًا عنها ثم قالت بخجل:آسفة لو مضايقة طريق حضرتك
قال لها بسرعة:لا لا يا بنتي ماتقوليش كده ده أنا اللي جيت في طريقك
نظرت له بدهشة ثم قالت بتعجب:مش فاهمة!!
ضحك محمد ثم قال مدعيًا بأنه يمزح:بهزر يا بنتي
بس هو إنتِ زميلة بلال وعلي في الجامعة؟!
كان متعمدًا لفظ اسم بلال حتى يرى ملامحها بماذا ستتحدث
فوجدها ترد بلا مبالاة:لا أنا زميلة أبرار يا عمو
إحنا في كلية تجارة
قال محمد بعدم أريحية ولكنه كان بارع بإخفائها:آااه فهمت
هو إنتِ من عيلة إيه يا بنتي؟!
تعجبت ندى من سؤاله ولكنها أجابته بسرعة لأنها سمعت سما تناديها:أنا اسمي ندى عصام الجوهري يا عمو
معلش همشي لإن صاحبتي بتناديلي
نظر لها محمد بتمعن ثم قال مبتسمًا:حاضر يا بنتي أنا اتشرفت بمعرفتك
أنا اسمي محمد هلالي أبو بلال
واعذريه يا بنتي لما جه اتكلم معاكِ في الكلية هو كان بيدور على حاجة معينة والله
ابتسمت له ندى بعدم فهم وقالت:ولا يهمك يا عمو هو موضوع واتحل،همشي أنا السلام عليكم
رد عليها وقال:و عليكِ السلام يا بنتي
ذهبت ندى لطريقها ولكن تفكير محمد بها لم ينتهِ
كان ينظر لها متفحصًا لعينيها التي لمعت بالدموع عندما ذكر لها ما فعله بلال معها بالجامعة
ولكنه تعجب أيضًا بأنها لم يظهر عليها أي شيء عندما ذكر بأن اسمه بلال!
كان يردد:يا ربي أنا اتشتت بزيادة لما كلمتها
اهدي قلبه يارب واصلح ليه حاله
وكانت ندى هي الأخرى متعجبة من هذا الرجل ولماذا ظهر لها في هذا التوقيت!
وتعجبت أيضًا عندما قال بأن بلال هو من كان يبحث ولم يقُل بأنه يبحث لصديقه المتوفي!
ولكنها نفضت هذه الأفكار من رأسها وأكملت طريقها.
***********************
عندما تسعى بكل ما فيك وبكل جوارحك لتحقيق أي شيء وينتهي المطاف بك بتحقيقه،فماذا تتمنى من الحياة أكثر؟!
كان علي يجلس بعيدًا بعض الشيء عن أبرار
قال لها بحب:مش هتكلميني؟!
قالت وهي تفرك يديها ببعضهما البعض وقد تمكن الخجل منها:إزيك؟!
ضحك علي وقال:الحمدلله وإنتِ؟!
ضحكت لضحكته وقالت:الحمدلله بخير
قال لها علي وقد تلعثمت حروفه:أنـ أنا في معايا حاجة عاوز أعطيهالك...تقبليها مني؟!
ابتسمت أبرار وقالت بخجل:أكيد
أظهر الحقيبة التي تحوي صندوقه
فنظرت له بتعجب وقالت:إيه ده؟!
قال بحب:ده صندوق فيه أكتر من جواب وأكتر من كشكول وهدايا باسمك وحاجات كان نفسي تشاركيني فيها لما مريت بيها
فرحتي وحزني
كل حاجة عديت بيها من يوم ما عرفتك موجودة هنا
كلها جمعتها وجيبتهالك النهاردة
فرت دموعها بغزارة وكأنها كانت حبيسة في عينيها ثم قالت بفرحة:أنا مش عارفة أقولك إيه والله
فقال لها:أنا مش عاوزك تقولي حاجة..
أنا بس عاوزك جنبي على طول وعاوزك تفضلي منورة حياتي يا أبرار.
سقط اسمها منه على مسامعها أفضل من صوت النغم فابتسمت وقالت:وأنا جنبك وهكون جنبك دايمًا إن شاء الله.
**********************
كان بلال يجلس بغرفته وتذكر بيتًا من الشعر لعلي بن الجهم وظل يردده لأكثر من مرة..

رواية إنه القدر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن