طفلُ القمر |8

187 28 20
                                    

*قبلَ ثلاثين سنة*

12/9/1994

«هل أنتِ جاهزة يورا؟» سألتُها لتومِئ بتوتر «هل أعيد عليكِ الخُطة؟» أومأت أكثر من مرّة لأبتسم «ستساهمين في عملية التّوليد دون أي تردد أو خوف، عندما تأخذين الطّفل إلى الغرفة ستخرجين قليلًا منها لتغيّري ملابسكِ إلى الملابس العادية وعندما تعودين سيكون جيسونغ هناك بانتظارك، ستأخذين الطّفل وتضعيه بحقيبة ظهركِ، وعندما تخرجين أخبري الأبوان أن الطّفل بحالة سيئة وأنكِ مستعجلة للخروج بسبب حالة طارئة لديكِ في المنزل، تأتين بالطّفل لي وتعودين إلى المستشفى كما كأنه لم يحصل شيء، حسنًا؟» أومأت عدّة مرات لأبتسم.

«مهلًا! ما شكل الطّبيب؟» سألتها بترقب لتفتح فهما لتجيب وأخذت تفكّر، لا إجابة لذا زفرتُ بغضب «لا أذكر، أنا جديدة، لم أركّز في ملامحه لأنني كنتُ على عجلة، مفهوم؟» سألتُ بغضب لتومِئ عدّة مرّات «جيد! تدرّبي على كلامك» أمرتها لتبتسم بتوتر «حاضر» قالت وبدأت تتدرب على كلامها.

«وأنت! هل تحتاج إلى تذكير بمهمتك؟» سألته لينفي برأسه بفخر، تقدّم نحو يورا عندما رأى توترها وقبّل رأسها وهمس لها بعدّة كلمات كأحبّك واهدأي لأقلبَ عيناي «لا وقت للحب هيّا هيّا!»

--
*في الوقت الحاضر*

20/8/2024

وصلنا للشركة في تمام السّاعة الثّامنة صباحًا كي نغطي جميع ملفات الموظفين، قسّمنا العمل بيننا ليأخذ المحقق تايهيونغ ملفات موظفي أوّل عشرِ سنوات، ثمّ أنا ثاني عشر سنوات وأخيرًا المحقق هوسوك سيأخذ آخر عشرِ سنوات، وإذا احتاج أحدٌ منا للمساعدة سوف يساعده الآخر. نظرتُ للملفات الكثيرة أمامي لأبتسم ابتسامة صغيرة، اشتقتُ لهذا العمل.

جلستُ على المقعد وحملتُ أوّل ملف وبدأتُ بتصفحه، الملف لوحده كان 10 صفحات، هذا سيأخذُ وقتًا أطول مما توقعت.

--
«أنا سأذهب لأحضر شيئًا لنشربه أو نأكله، هل تحتاجان شيء؟» سأل المحقق هوسوك بعد خمس ساعات من العمل «فطيرة تفاح وعصير تفاح أيضًا» قلتُ له «أي شيء تعلم ما أحب» قال المحقق تايهيونغ ليومئ لنا ويخرج من الغرفة «هذا أصعب مما تخيلت» قال تايهيونغ وهو يتنهد «أجل» قلتُ له بينما أعدّل جلستي.

أتى المحقق هوسوك مع الأغراض لنأخذ استراحة ساعة وبعدها نعود للعمل.

--
وخمس ساعات أخرى مرت لكن لا يوجد نتيجة «محقق نامجون انظر لهذا» قال المحقق تايهيونغ ووقف لكن توقّف عندما رنَّ هاتفه «أجل؟» أجاب ليفتح عيناه على مصاريعها «ماذا؟ أنا قادمٌ بسرعة!» قال ورمى الملف على مكتبي «ماذا هناك محقق تايهيونغ؟» سألته «أخي تدهورت حالته ودخل الطوارئ» قال بينما يأخذ مفاتيح سيارته «سآتي معك كي لا تفتعل حادث» قال المحقق هوسوك «أنا سأقفل الشرّكة وسألحقكما» قلتُ لهما ليخرجا.

وضعتُ رأسي على الطّاولة بتعب وأغلقتُ عينيّ، يبدو أنني لن أستطيع حل هذه القضية وسمعتي ستذهب في مهب الرّيح، فتحتهما وتنهدت وبدأتُ بتوضيب الملفات القليلة في الصناديق. انتهيتُ من مكتب المحققان وبدأتُ بمكتبي لكن لفتَ نظري طرف صورة مألوفة في ملّفٍ من الملّفات أمامي، إنه الملف الذي رماه المحقق تايهيوتغ، أمسكتُ الملّف ليتوقف جسدي عن العمل، أُمّي؟ هل كانت تعمل أُمّي لدى السّيد كيم؟ أخذتُ هاتفي واتصلت بها.

«عزيزي نامجون، كيف حا-..؟» قاطعتها قبل أن تكمل «أُمّي هل كنتِ تعملين عند السّيد كيم قديمًا؟» صمتت قليلًا ولم تقُل شيء «كيف علمتَ بهذا؟» سألت ببرود «لا شيء فقط استفسر» قلت وأبعدتُ الهاتف عن أذني بصدمة، كل هذا منطقي الآن.

كلانا ولدَ بنفس اليوم، الطّفل كما لو أنه اختفى، وجود علامة على بطن أُمّي قائلةً أنها من ولادتي لكن أبي يقول أنها ولدتني ولادة طبيعيّة، توتر بانغ يورا عندما سمعت بإسمي، علاقة أبي المتوترة معي وكره أُمّي لي عندما تبكي وإبعادها عني كما لو أنني لستُ طفلها لأنني بالفعل لستُ كذلك، أنا هو الطّفل المختطف، أنا هو طفلُ القمر.

وقفتُ بسرعة لأذهب لأخبر أي أحد لكن وردني اتصال من تايهيونغ لأبتسم «محقق تايهيونغ لن تصدق-.. ماذا بكَ؟ لمَ تبكي؟» سألته عندما سمعتُ شهقاته «أخي، لقد.. توفي قبل قليل».

طِفْلُ القَمَرِ √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن