*قبلَ ثلاثين سنة*
10/9/1994
«هل أنتِ متأكدة من هذه الخطة؟» سألني بينما ينظر لتخطيطي الورقيّ على الطّاولة «سؤالك متأخّر جدًا، التنفيذ بعد يومين لذا يجب أن تكون متأكد وأن لا تخاف، الخوف هو من سيعرقل سير العميلة» قلتُ بهدوء ليقلب عيناه «أنا لستُ خائفًا، أنا فقط لستُ متأكد من الخطة، أعني نصف الصّحافة والشّرطة ستكون موجودة هناك، هو رئيس شركات التصدير والإستيراد يون ليس مجرّد شخصية معروفة أخرى».
قال لأبتسم ببرود «وهذا المطلوب عزيزي، كثرة الأشخاص الموجودين لن يزيدوا خطتنا إلا سهولة، هكذا لن يركّز معنا أحد وسنستطيع أخذ مرادنا بسهولة» قلتُ ليتنهد «أنا أثقُ بكِ، لو حصل لي شيء سأقتلكِ» قال لأضحك بشدّة «موافقة».
«لكن هل أنتِ متأكدة أننا حقًا مستعدون؟» سألني مرّة أخرى لأراجع حساباتي، نحن متوترون بالتأكيد، عددنا قليل وهذا جيد أنه يمكننا الهرب بسهولة لكن سيء في نفس الوقت أنه إذا فشل أحد بلعب دوره لن يستطيع الآخر مساعدته، لكن كما قلت لا مجال للتردد الآن، «أجل نحنُ مستعدون».
--
*في الوقت الحاضر*17/8/2024
وقفنا عندما خرج الإسم لنذهب أمام جهاز الحاسوب الكبير لتظهر لنا جميع معلوماتها، بانغ يورا ولدت عام 1972، ولدت وترعرعت في مدينة أولسان، تخرجت من الثّانوية بمعدلٍ عالٍ مما أدخلها المستشفى بدور ممرضة، هذا يفسّر كيف دخلت إلى المستشفى إذا كانت حقًا هي الخاطفة.
«هل هناك أي معلومات عن مكان إقامتها؟ عملها؟ أي شيء» سألت بينما آخذُ ملاحظاتي «هي.. هي في الواقع لا تزال تعمل في المستشفى» توقفت عن الكتابة ورفعتُ نظري للمُحقق تايهيونغ «أتمازحني؟» سألته بهدوء لينفي برأسه وأشار إلى المعلومات المكتوبة بخط صغير أسفل مكان إقامتها «اللعنة!» همست وأخذت الجاكيت الخاص بي وهرعتُ إلى سيارتي وخلفي المُحققان هوسوك وتايهيونغ، كيف؟
«كيف أمكنها أن تبقى في المستشفى؟ أليس من المفترض أن تهرب أو ما شابه؟» سألتُ بما يفكّران والصّمت هو ما أجابني «هذا خطأ، هناك شيءٌ خاطِئ» همستُ لنفسي «عندما ندخل سنعيد افتتاح القضية معها لكن ليس كأنها مشتبه به، لا نريد أن نخيفها أو ما شابه» قلت وهم أومأوا لي «قدرتها على البقاء في المستشفى بعد هذه الحادثة يعني سببان: أنا مخطِئ بشأنها، أو أن لديها شخص أكبر منها سلطةً ليحرسها».
--
«مرحبًا سيدتي، هل أنتِ بانغ يورا؟» كانت امرأة ذات طولها كان متوسط، جسدها كان متناسق نسبةً إلى عمرها، شعرها قصير أسود وتجاعيد وجهها ظاهرة نسبيًا، نقلت بصرها بين ثلاثتنا وبهدوء أجابت «أجل» ابتسمَ لها المُحقق تايهيونغ وأخرج هوية المحقق «أدعى كيم تايهيونغ، وهذان هما المحققان جونغ هوسوك ومين نامجون» وقعَ نظرها علي ورمشت عدّة مرات بغير طبيعيّة «أهلًا بكم» قالت بصوت شبه متزن، كما لو أنها تحاول جعله طبيعي لكنها فشلت، هل هي متوترة؟ وإذا كانت لمَ يا ترا؟«نريدُ أن نسألكِ بضعة أسئلة، هل أنتِ متفرغة؟» سألها المُحقق تايهيونغ لتومئ ببطء «أجل، تفضلوا إلى صالة الطّعام لنتحدّث» مشينا حتى هناك وجلسنا على الطّاولة بحيث جميعنا أمامها «إذًا؛ ما الخطب؟ هل كلُّ شيءٍ بخير؟» سألت بينما تلعب بالقلم الذي بيدها.
«نحنُ نحقق في عملية اختطاف ابن السّيد كيم التي حدثت سنة 1994 قبل ثلاثين سنة، وأنتِ من الأشخاص القليلين الذين لا يزالوا يعملون هنا، هل تعلمين بالضبط ماذا حدث يومها؟» سألها المُحقق تايهيونغ وأنا جهزت دفتري لأخذ الملاحظات، اتفقنا أن يسألوا هم الأسئلة وأنا أراقب تصرفاتها.
«لا أذكر حقًا الكثير، كنتُ من الطّاقم الذي تم اختياره لتوليد السّيدة كيم، تمت العملية بسلام وأخذتُ الطّفل إلى سريره في غرفة الأطفال لنتأكد من صحته، ذهبتُ إلى غرفة تغييوعندما عدت أخبرني طبيب الأطفال أن الطّفل ليس بخير ويحتاج للعناية وهذا ما نقلته للأبوين، هذا ما حدث».
«هل تذكرين شكل الطّبيب؟» سأل المُحقق هوسوك لتنفي برأسها «كنتُ جديدة في هذه المستشفى لذا لا أعرفه كثيرًا، كما أنني كنتُ على عجلة من أمري لأنه كان لديّ أمرٌ طارئ لأفعله» قالت لأرفع حاجباي «ألم تكن استراحتكِ؟» سألتها بشك لتنظر لي، بؤبؤ عيناها أهتزّ قليلًا «أجل، وأنا في طريقي لتغيير ملابسي هاتفتني أختي لشيءٍ حدث في المنزل» قالت بهدوء وهي تضغط على القلم، كاذبة سيئة «ما الأمر الطّارئ؟» سألها المُحقق تايهيونغ «لا أذكر حقًا، هذا حدث قبل ثلاثين سنة لعلمك» قالت لأنظر لها بطرف عيناي بينما آخذ ملاحظاتي.
«أين هو طبيب الأطفال؟» سألها المُحقق هوسوك لتتنهد «للأسف توفي بعد هذه الحادثة بعامين» قالتها بشيءٍ من الحزن، ليس مُصطنع لكنه أشبه أن يكون إلى المُبالغ به «هل كنتِ على علاقة بهذا الطّبيب؟» سألتها بهدوء لتنظر لي بحاجبين مرفوعين «عفوًا؟ من أنتَ لتتكلّم هكذا معي؟ أتيتُ معكم إحترامًا لمكانتكم لكن لا شيء سوف يُجبرني على إجابة سؤال كهذا!» قالت بغضب لأبتسم بجانبية وأدوّن في دفتري «كانت على علاقة مع طبيب الأطفال» همستُها لكن يبدو أنها سمعتني لأنها ضربت بيدها على الطّاولة ووقفت «قليلوا أدب!» قالت ومشت بطريقها.
«بالنسبة إلى امرأة في سنها لديها سمعٌ قوي» قلتُ بسخرية بينما أقف «هي الآن المشتبه به الرّسمي رقم واحد، سنعود الآن للمركز لمراجعة جميع الأشرطة، أريدُ أن أرى إذا ما قالته صحيح أم لا» قلت بينما نخرج ليومِئوا لي «ستكون ليلتنا طويلة يا شباب، ليكن الله بعوننا».
أنت تقرأ
طِفْلُ القَمَرِ √
Mystery / Thrillerفي ليلةٍ مُمطِرة وبارِدة ولِدَ هو، رُغم أنّ الغيوم الكَثيفة قد مَلَأت السّماءَ يومها إلا أن القمرَ كان بدرًا واضحًا لأعيُنِهما كما صوتُ صراخه كان مسموعًا، كان هو؛ طِفْلُ القَمَرِ. تاريخ بداية النشر: 3/3/2020. تاريخ نهاية النشر: 17/3/2020. جميع الحقو...