طفلُ القمر |6

200 27 18
                                    

*قبلَ ثلاثين سنة*

6/8/1994

«ماذا عن الكاميرات؟» سألني يون مول لأبتسم بثقة «لا تقلق تكفلت بأمرها» قلت وأخرجت صورة لرجلٍ في الأربعين من عمره ووضعتها أمامهم «هذا تشوي جونغ، عامل صيانة في المستشفى، اتفقتُ معه بمبلغٍ من المال على أن يقطع المدّة ما بين سرقة الطّفل ووضعه في الحقيبة، وكي لا يشكوا سيكون شريط الفيديو كأنكِ دخلتي الغرفة وتحدثتي مع طبيب الأطفال وخرجتي منها دون أي شيءٍ آخر، في المصعد تصرّفي بطبيعيّة مثل كل مرّة، حسنًا؟» قلت لتومِئ لي.

«أما أنت يا طبيب الأطفال» قلت ونظرتُ لجونق إن «ظهركَ سيكون مقابلًا للكاميرا طيلة حديثك، ستخرج من سلم الطّوارئ وسيلاقيكَ زوجي هناك مع يورا كما اتفقنا، لا تظهر وجهكَ للكاميرا أبدًا!» أومأ لي «جيد! هل من أسئلة أخرى؟» نفوا برأسهم لأبتسم.

--
*في الوقت الحاضر*

18/8/2024

«البارحة فكّرت فيها ووجدت أننا لم نتفقد الكاميرات التي في غرفة الأطفال ولا التي في المصعد» قلتُ لتايهيونغ حالما دخلتُ إلى السّيارة ليبتسم إبتسامة صغيرة «للأسف تفقدناهم ولا شيء بهم أيضًا» قال لأتنهد «أريدُ أن أرى بنفسي».

--
«اللعنة على هذا!» رميتُ قلمي أمامي بغضب عندما لم أجد شيء في الكاميرا، لم نرَ وجه الطّبيب وفي المصعد تصرّفت بطبيعيّة مثل أي يوم طيلة الشّهرين. «أنا سأخرجُ قليلًا» قلتُ لهم وحملتُ أغراضي وخرجتُ أمشي في المدينة، اللعنة على هذه القضية المُرهِقة.

جلستُ على مقعد في مقهًى قريب وجدته في طريقي وطلبتُ لي قهوة علّني أسترخي قليلًا، نظرتُ للطاولة أمامي لأرى فتًى وفتاة يمسكان بأيدي بعضهما وكلٌّ منهما ينظرُ للآخر بحبّ، العديد من الذّكريات بدأت تومض بعقلي وتنهدت لها، أنا مشتاقٌ لكِ نانا.

صوت رنين هاتفي انتشلني من أفكاري لأجد أن المتصل أمّي «مرحبًا أمّي» قلتُ ليأتيني صوتها المُتعب «أهلًا بني، كيف حالك؟» قالت لأبتسم «أنا بخير أمّي، اشتقتُ لكِ كثيرًا» قلتُ بصدق «وأنا أيضًا بني، متى سوف تعود؟» سألت لأتنهد «لا أعلم حقًا، هذه القضية تحتاج وقت أكثر مما تصوّرت» قلت ليأتيني صوتها المتحمس «أخبرني ربّما أستطيع مساعدتك» قالت لأعدّل جلستي «أمّي تعلمين أنني لا يمكن أن أخبركِ بسبب السّريّة» قلت لتزفر بملل «لكنكَ كنتَ تخبرني بالمعلومات التي تخص قضاياك سابقًا، ما الذي حدث ليتغيّر هذا؟».

كلانا صمت لهذا السّؤال «أنا آسفة عزيزي لم أقص-..» قاطعتها قبل أن تكمُل «لا بأس أمّي لكن أرجو ألا تعيدي فتح هذا الموضوع مرّة أخرى» قلتُ بهدوء «آسفة مجددًا عزيزي لكن مرّ بالفعل ثلاثة سنوات، ألم تتخطاها؟» سألت لأفكّر قليلًا، لا، ولن أتخطاها أبدًا «لا، وداعًا أمّي لديّ عملٌ مهم، أحبّكِ» أغلقتُ الخط ووضعتُ الهاتف على الطّاولة وصورة العرض هي هدفي الوحيد، صورتها، بقيتُ أتأملها بينما الذّكريات تطوفُ بعقلي.

--
*قبلَ ثلاثةِ سنوات*

13/12/2021

ابتسمتُ بينما أنظر إلى باقة الورود وعلبة الخاتم على مقعد السّيارة بجانبي، دندنت الأغنية التي سأضعها اليوم بينما أطلبُ منها الزّواج لتتسع ابتسامتي لمرآها في عقلي. وأخيرًا بعد سنتان من المواعدة أستطيع أن أطلب منها الزّواج اليوم، والذي شجعني أكثر أنها تقبلت عملي بخطورته وقالت أنها محظوظة كونها تواعد شخصًا يساعد الآخرين.

رنَّ هاتفي لأرَ اسمها يتوسطه لأجيب عليه «مرحبًا عزيزتي، أين أنتِ؟» سألتها بحماس «هي معي» قال صوت رجل وقهقه لأعقد حاجباي «من أنت؟ وأين نانا؟» سألته بينما وقفتُ بالسّيارة على جانب الطّريق «ربّما هي بجانبي؟ لا أعلم حقًا، آخر مرّة رأيتها كانت تتعرض للتعذيب من قِبل رجالي» قال لأشعر بأطرافي تتصلب وانعقد لساني عن الحديث «لمَ أنتَ صامت محقق نامجون؟ كلُّ هذا يحدث بسبب أفعالك، أخبرتكَ أن تترك قضيتي وشأنها لكنكَ أصريت أن تعمل عليها والآن أنظر ماذا حدث».

هذا رئيس عصابة المافيا كيونج جو المتهم بقتل فتاة «أوه مهلًا هي تود قول شيءٍ لك» قال لأرتجف «نامجون أرجوك أنقذني» قالت بتقطع وبكاء لأشعر بدموعي تتجمع في عيناي «هذا كان تحذيرك الأوّل محقق نامجون، أكمل العمل على هذه القضية وسأنتقل لوالداكُ» قال وسمعتُ صراخها ثم صوت رصاصة وبعدها عمَّ الهدوء «وداعًا محقق نامجون» قال وأغلق الخط لأنظر أمامي بشرود، لقد ماتت، بسببي.

--
*في الوقت الحاضر*

يومها تناسيتُ مشاعري وعزمتُ على إيجاده وبالفعل وجدته وقتلته بنفسي، بعدها انهرت وانسحبتُ من هذا العمل، ماتت بسببي وأنا لن أسامح نفسي أبدًا.

سحبتُ نفسي من المقهى وعدتُ للمركز لأعيد مشاهدة الكاميرات ربّما غفلتُ عن شيءٍ ما.

طِفْلُ القَمَرِ √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن