طفلُ القمر |9

188 32 11
                                    

*في الوقت الحاضر*

20/8/2024

وصلتُ إلى المستشفى لأرَ المحقق تايهيونغ يبكي في حضن السّيدة كيم، تقدمت نحوهما «آسفٌ لخسارتكما» انحنيتُ لهما وابتعدت قليلًا كي يأخذا مساحتهما الخاصّة، لن أخبرهم، ليس الآن.

لا أصدق أنني أنا ابنهما، والسّيد كيم، أبي، مات قبل أن يعلم عني، أنا الطفل المختطف، لمَ فعلوا هذا؟ ما هو هدفهم من خطفي؟ هم حتى لم يطلبوا فدية عني.

نظرنا أنا والمحقق هوسوك لبعضنا ثم لهم، بعد مدة من محاولة الإقناع أوصلناهما للمنزل واتفقنا أن تكون الجنازة غدًا لأن الوقت متأخر الآن، وأنا أوصلني المحقق هوسوك لمنزلي.

--
21/8/2024

«شكرًا لكَ أيها المحقق نامجون على تعبك، زوجي قد مات وهو شاكرٌ لكَ لمحاولة البحث عن ابنه» قالت السّيدة كيم لأومئ لها بإبتسامة صغيرة «عفوًا سيدتي أنا لم أفعل شيء» قلتُ لها بهدوء «يمكنكَ العودة إلى سيؤول وإلى عائلتكَ محقق نامجون، لم يعد هناك داعٍ لبقائكَ هنا» قالت مجددًا وصعدت الدرج.

نظرتُ للمحقق تايهيونغ «إلى اللقاء محقق تايهيونغ، آسف على خسارتك» قلتُ له لينحني لي «شكرًا لكَ مجددًا» أومأتُ له وأشرت للمحقق هوسوك أن يتبعني «هل أنتَ مشغول باليومين القادمين؟» سألته ليعقد حاجباه «لمَ؟» سأل لأنظر للمحقق تايهيونغ ثم له«لا تعطي ردّة فعل لكن أظن أنني وجدتُ الطفل» قلتُ له ليفتح عيناه بصدمة «جهّز نفسكَ غدًا ستأتي معي وسأخبركَ بكل شيء في طريقنا» أومأ لي وذهب وأنا عدتُ لفندقي أحزم حقائبي.

--
22/8/2024

«صباحُ الخير» قلتُ حالما دخلتُ سيارة المحقق هوسوك «صباحُ الخير، هلّا شرحت لي بسرعة» قال بينما نتحرك لأومأ له «البارحة وأنا أرتب الملفات لفتَ نظري ملف كان يحمله المحقق تايهيونغ، هو نفسه الذي أراد أن يريني اياه، كان الملف يخصُّ أُمّي» قلت وتوقفت لينظر لي «ثُمّ؟ حسنًا والدتكَ كانت تعمل لدى السّيد كيم قديمًا ما الأمر في هذا؟» سأل لأتنهد «اتصلتُ عليها لأسألها وأخذت وقت حتى تجيب، شككتُ بها للحظة وتذكرت طفولتي مع عائلتي التي لم تكن جيدة كثيرًا والأشياء غير المنطقية التي قالاها لي، لذا..» نظرتُ له ليفتح فمه بصدمة «أنتَ طفلُ القمر!» قال بصدمة لأومأ له «لهذا نحنُ ذاهبان إلى سيؤول كي أسألها».

--
وصلنا منزل العائلة ووقفتُ أمامه للحظة قبل أن نتقدم وأطرق الباب فتحت والدتي الباب لتبتسم حالما رأتني واحتضنتني «عزيزي، وأخيرًا عدت!» قالت لأحضنها بالمقابل، عرّفتها على المحقق هوسوك وأدخلتنا المنزل وسلّمنا على أبي.

«أمّي، أبي، أريد أن أسألكما شيئًا» قلتُ لهما «تفضّل بني» قالت أمّي «هل تعرفان شيء عن قضية الطفل الذي اختطف قبل ثلاثين عامًا؟ ابن السّيد كيم؟» سألت لتتبدل ملامحهما ونظرا لبعضهما «لمَ تسأل بني؟» سأل أبي لأنظر له بشك، لقد قال كلمة بني لي لأوّل مرة بحياته، إذًا هناك حقًا شيء مريب قد حدث فيبدو أن أمّي أخبرته عن سؤالي لها على الهاتف.

«كنتُ أحقق في القضية وجميع الأدلة كانت تشير لكما، لمَ فعلتما هذا؟» سألتُ بهدوء لتنظر لي والدتي ببرود «هذا المجرم كان يستحق ما فعله» قالت بغضب ليمسكها أبي ويهدِئها «ما الذي تقصدينه؟» سألتها ووقفت وذهبت إلى المكتبة وأحضرت كتاب كبير، وضعته أمامي وأشارت لي بفتحه، فتحته لأرَ عدّة صور لهما بجانب طفل ربّما بعمر الرّابعة.

«هذا ابني، ابني الذي كان مصاب بالسّرطان وهو لم يصبح بالخامسة من عمره بعد، كان وضعنا سيء واحتجنا مبلغًا من المال كي نقوم لعملية له، كانت هذه العملية ستحدد شفائه من المرض أم لا وكانت نسبة نجاحها عالية، ذهبتُ إلى السّيد لعين كي آخذ منه المبلغ ك علاوة على شرط أن أعمل ساعات زيادة لكنه لم يقبل قائلًا أن الشّركة تمر بوضعٍ سيء بينما هو يدفع الآلاف فقط لراحته» قالت بغضب وجلست على الأريكة «ترجيته كثيرًا لكنه لم يقبل، وبهذا مات ابني، مات طفلي الوحيد وأخذتُ عهدًا على نفسي بالإنتقام منه» ابتسمت وهي تنظر بشرود للأرض.

«ثم ظهرت الأخبار بحمل السّيدة كيم، كانت هذه فرصتي، سأفعل بهما ما فعلاه بي، سأقتل طفلهما» قالت لأشعر بقلبي ينقبض، كانت ستقتلني؟ «حضرتُ وفكّرتُ بكل شيء لكن أنا وزوجي لم نكن كافيين، استعنتُ بممرضة كانت تعمل في مستشفى أولسان، بانغ يورا كي تسرق الطفل لي» نظرنا أنا والمحقق هوسوك لبعضنا حالما سمعنا اسمها «وظفنا جيسونق طبيب أطفال كي تتم عمليتنا ورشونا عامل الكهرباء كي يقطع مقتطفات السرقة في الكاميرا، كانت خطة محكمة وكاملة وهذا ما ظهر في تنفيذها وعدم قدرة الشرطة على حلّها حتى بعد ثلاثين عامًا» قالت بإبتسامة فخورة.

«كنتُ أطيرُ فرحًا عندما رأيتكَ بين يديّ يورا وكلّ ما أفكر فيه أنني سأنتقمُ لك، لكن شيءٌ تغيّر بي عندما حملتكَ بين يدي، كنت صغيرًا جدًا وقلبي رقّ لك، رأيتُ طفلي فيك ولم أستطع قتلك» قال وهي تنظر لي بحب لأقابلها بوجهي البارد «أخبرتُ مون يول بفكرة بقائكَ معنا وأن نهرب من هناك لكنه عارض عليها لأنه لم يحبّك، لكنني أقنعته» قالت وهي تمسكُ بيده «ماذا حدث ليورا والطّبيب؟» سأل المحقق هوسوك «كانا مغرمان ببعضهما، أخذا المال المتفق عليه وأخبرانا أنهما لن يقولا أي شيء إذا نسيناهما وتركناهما بشأنهما وهذا ما فعلناه، لم أسمع بهما منذُ ذلكَ الحين».

شردتُ بالأرض أفكّر بما قالته، هما يعتبران مجرمان ولا أعلم ماذا أفعل بهما الآن «بموجب القانون أنا أقبضُ عليكما بتهمة اختطاف طفل رضيع ومحاولة قتله والتآمر ضد عائلة، أي شيء قد تقولانه سوف يستخدم ضدكما في المحكمة، ويحق لكما توكيل محامي وإذا لم تستطيعوا فالمحكمة سوف توكل لكما واحدًا» قال المحقق هوسوك لأنظر له بصدمة «أي حركة خاطئة من قِبلك ستعتبر عرقلة لسير عمل الشّرطة وسوف تُحاسب عليها، أرجوك دعني أقم بعملي» قال لأنظر لوالداي اللذان يحدقان بنا بصدمة «أنا آسف، هو محق» قلتُ بتقطع وسحبتُ نفسي من أمامهم حابسًا دموعي.

طِفْلُ القَمَرِ √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن