الفصل السابع ...
بعد ساعتين من الانتظار المرير كاد بهم أن يفقد عقله ، ولكن نظرة واحدة لتوأم اخيه يجعلونه يطمئن لعودته مرة أخرى ،
لقد أخبرته أمه أن أخيه جاء بمفرده مع التوأمين وقال لها أن زوجته ذهبت لأهلها كي ترى والديها وأختها وستعود في غضون يومين ، ويجب عليها أن تعتني بولديه حتى تعود ،
ولم يخبرها أي تفاصيل أخرى ، جلوس والديه بجوار بعضهما البعض وتحدثهما في كل الاحتمالات التي من الممكن أن تكون حدثت ومن ضمنها أن يكون انفصل عنها ولا يريد اخبارهما بالأمر الان جعلته يشعر بقليل من الارتياح ..
تركهم سليم وذهب للشرفة الكبيرة المتواجدة في غرفة الجلوس وقد بدأ يشعر بالغضب والقلق يقتات على ما تبقى من مقاومته ،
اخرج سيجارة تبغ لينفث بها أفكاره السوداء التي تتوالى على عقله ، تراوده الشكوك حول ما اخبر به هشام والديه ، فحتى وإن ذهبت لعائلتها فلن تترك ولديها الصغيرين اللذان لم يكملا عامها الثاني بعد ،
هناك خطب ما ، أطفئ ما تبقى من سيجارته على حافة الشرفة ثم قذف بها تجاه الشارع ، ثم أشعل اخرى وعيناه تتجولان على المارة وهو يتمنى أن تظهر من وسطهم حتى يرى وجهها الذي اشتاق له حد الجنون ،
توقفت سيارة فضية أمام بيتهم فضيق عينيه يراقب من خرج منها ليجده لم يكن سوى أخيه ،
انفجر صدره بما يعتمل داخله منذ ثلاث سنوات ليخرج هاتفه من جيبه بالسرعة القصوى ويتصل بها ،
اجابته بصوت يكاد يخرج من حنجرتها ، ليأمرها كما عادته بنبرة استشعرت أن خلفها بركان على وشك الانفجار :
- هاتي ياسمين وانزلي .. بسرعه
خرج من الشرفة ومنها لغرفة الجلوس ليلقي نظرة على والديها اللذان مازالا يجلسنا كما هما دون التوأمين ،
بنظرة بحث سريعة وجدها يغطان في نوم عميق بجوار والدته التي دثرتهما بالغطاء وهي مازالت تتحدث مع أبيه ،
انطلق نحو باب الشقة ليفتحه في الوقت المناسب تمامًا ،
يقف هشام أمام الباب ويده مرفوعة نحو الجرس وقد كاد أن يضغط عليه ، بينما تقف وسيلة أمامه وبيدها ابنتها التي تنظر لعمها بتعجب ، لتقطع صمت ثلاثتهم وهي تنظر نحو عمها قائلة :
- أنا ياسمين .. حضرتك مين ؟
رمق هشام أخيه بنظرة جعلته يشعر بجزء بسيط من السعادة التي لن تكتمل إلا حين يخرج كل غضبه على هيئة لكمات في وجه أخيه الجميل ،
انحني هشام على ركبتيه ليواجه الفتاة الصغيرة ذو الوجه الهادي والعينان البنيتين اللتان تشبهان أبيها إلى حد كبير ، ليمد لها يده يحييها قائلًا :
- أنا عمو هشام أخو بابا
تركت يد أمها وسلمت عليه بيدها الصغيرة وهي تسأله :
- بس أنا عمري عمري ما شوفتك
ابتسمت امها ابتسامة سخيفة وهي تجرها تجاهها قائلة :
- ما هو عمو كان مسافر يا حبيبتي ولسه جاي
اعتدل هشام في وقفته وهو يُخبرها :
- ولو دخلتي عند تيتا دلوقتي هتلاقي
سالم وسليم .. ضغط على الاسم الأخير ليرفع سليم وجهه نحوه بنظرة متعجبة وكأنه يريد أن يسأله من أطلق على أحد الولدين اسمه ،
أكمل هشام وهو مازال ينظر نحو ياسمين :
- ادخلي بقى العبي معاهم وخدي بالك منهم اهه
قفزت الصغيرة من فرحتها وسحبت يدها من يد أمها وانطلقت داخل الشقة وصوتها يصدح عاليًا :
- والنبي يا تيتا سبيني اصحيهم
بنظرة تعرفها وسيلة جيدًا وهو يؤمي لها برأسه كي تتبع ابنتها ، احنت رأسها وهي تمر من بينهما للداخل ليوقفها هشام قائلًا :
- اذيك يا وسيله .. أنتِ كمان مش عاوزه تسلمي عليا زي البيه
انهي جملته وهو ينظر نحو سليم الذي أمسك بمرفقه يكاد يعتصره بين كفه وهو يضغط على حروفه وينظر لعينيه بحنق ظاهر للعيان قائلًا :
- البيه هيسلم عليك سلام مخصوص .. بس فوق مش هنا
دلفت وسليه ركضًا للداخل فكل ما يمثله لها سليم هو الرعب الخالص ،
جر باب الشقة خلفه مغلقًا إياه ليسحب هشام مرفقه من بين يد أخيه ، الذي التفتت له سليم ليردد اخيه بتهكم :
- ما تخافش مش ههرب تاني .. جه وقت الحساب ولازم كل واحد ياخد حقه ،
اقترب منه سليم بوجهه الذي تلون بالاحمر القاتم قائلًا :
- تقصد جه الوقت اللي أخد فيه حقي منك
ثم انطلق على الدرج يتبعه هشام قائلًا :
- الحق حقي ورجعلي يا ابن والدي
فتح باب شقته وجسده يهتز من الغضب ليجر أخيه من يده يدفعه للداخل بعنف جعل هشام يستشيط غضبًا وهو ينهره :
- أنت غبي يا ابني
اغلق سليم الباب خلفه ثم انطلق نحوه بخطوات ثابته ليعاجله بلكمة فجائية وهو يقول له :
- أنت لسه شوفت غباء .. يا أحقر خلق الله
اعتدل هشام وهو يُمسك فكه ويتحسس شفتيه اللذان نزف الدماء ليقول وهو ينظر نحو أخيها المُهتاج بشكل لم يتخيله :
- أنت أكيد اتجننت
ليرفع سليم قبضته ثانية وهو يصرخ به :
- عملت لعبة قذرة أنت والحقيرة التانيه عشان تاخدها مني وبعدين هربت زي الفار وخدتها معاك ومش عاوزني اتجنن ،
أمسك هشام بيد أخيه قبل أن تصل لوجهه وهو يرمقه بغضب قائلًا :
- الألعاب القذرة دي بتاعتك أنت يا سليم مش أنا
أبعد يده بقوة ليضربه بقبضته الأخرى في رقبته ليفقد هشام توازنه
ولكنه أستند على الحائط خلفه ليزعق به الأخر :
- أنت لسه بتكذب ، أنا عرفت كل حاجه تاني يوم فرحكم يا حقير
ضم هشام حاجبيه وهو يتسأل :
- أنت بتتكلم عن إيه ؟!
تقدم منه خطوة واحده ليناوله لكمة أخرى ليدفعه هشام بنفاذ صبر صارخًا بوجهه :
- بس بقى .. اقعد واتكلم معايا زي الرجاله وبلاش شغل العيال اللي بتعمله دا
ركض نحوه وهو يُمسك ياقة قميصه بعنف يهزه :
- وهروبك بيها مش شغل عيال
دفعه هشام مرة أخرى وهو يقول له :
- أنا ما هربتش من حد أنا سافرت وبعدت بيها عشان أعيش حياتي مع الست اللي حبيتها زي الناس من غير وجع دماغ ، وبعدين انا ما قررتش ابعد واسافر الا اما اتأكدت ان ياسمين بتحبني ،
ركله سليم بحقد مرددًا :
- حبيتها أمتى يا هشام ، لما شوفتها معايا ، وهي حبتك امتى مش عشان تنساني بيك ..
اعتدل هشام واقفًا وهو يضبط ملابسه والألم بدأ يظهر على وجهه وهو يقول له :
- لاء يا سليم حبيتها من ساعة ما دخلت الجامعة وانا فيها .. وأنت عارف وياسمين حبتني عشان كنت صادق معها لاكذبت عليها ولا خدعتها من الأخر كنت راجل معها ، ولو هنتحاسب مين خدها من مين فأنت اللي أخدتها مني لأنك حقير عمرك ما سبتلي حاجه بحبها ،
رفع سليم يده ليوقفه عن الحديث وهو يردد بذهول :
- لحظه .. لحظه .. هي ياسمين دي اللي أنت كنت
اقترب منه هشام وهو يصرخ به :
- ااه هي يا بيه .. اللي وريتهالك وقولتلك أني عاوز أكلم بابا عليها و عاوزك تساعدني .. وأنت بدل ما تساعدني روحت زي الكلب جريت عليها وكلمتها ، واستغليت أن طبعي خجول وقعدت سنتين أحبها وهي حتى ما تعرفش ،
جحظت عين سليم وهو يعود للخلف يهز رأسه يمينًا ويسارًا وهو لا يصدق كلام أخيه ليردد :
- أنا كنت فاكرك بتتكلم على البنت اللي كانت معها
لكزه هشام في صدره وهو يهدر به :
- أنت هتستعبط يالا
أوقفه سليم بإشارة من يده وهو ينظر نحوه بعينان زائغتان قائلًا :
- وأنت ما جتش قولتلي ليه ؟!
اجابه هشام وهو يلتقط منديل من العُلبة الخشبية الموضوعة على الطاولة :
- هو أنت كنت قولتلي عليها .. أنا ما عرفتش غير لما شوفتها معاك صدفه
ركن سليم بجسده على الطاولة وهو يقول له :
- ولما شوفتها معايا ما جتش قولتلي ليه برده ، بدل ما تروح تتفق مع الزفته اللي تحت وتسفرني وتعمل الحوار دا كله ،
القى هشام بالمنديل الملطخ بدمائه في سلة المهملات وهو يقول :
- أنا ما اتفقتش مع مراتك على حاجه .. وموضوع السفر دا جه بالصدفة ومكنش في نيتي أي حاجه من اللي في دماغك القذره دي ، أنا كنت عاوزك تبدأ حياتك على نضافه بدل الشله البايظه اللي كنت ملموم عليهم ،
اعتدل سليم في وقفته يضم حاجبيه بدهشة وهو يسأله :
- امال مين اللي سرق أكونت ياسمين وفهمني انها اتخطبت وراح رشحلي وسيلة وزقها عليا ،
اقترب منه هشام وهو يحك انفه بوجع قائلًا :
- أنا ماليش دعوه بالهبل اللي بتقوله دا ، انا فعلًا رشحتلك وسيله بس دا بناء على رغبة والدتها ،
تدلى وجه سليم وهو يردد :
- والدة مين ؟!
زفر هشام بضيق وهو يخبره :
- ام وسيلة صاحبة أمك ، كلمتني وقالتلي انها عاوزاك لبنتها بس طبعا هتتحرج تكلم امك في موضوع زي دا فعوزاني انا اكلمها ، ودا اللي حصل كلمت ماما وقولتلها وهي قالتلك وسيدتك وافقت ورحبت وخطبتها بعدها باسبوع ، ماحدش كان ضربك على ايدك ، وأنا ما خدتش خطوة ناحية ياسمين إلا لما انت سيبتها وخطبت واتجوزت كمان يا بيه ،
التزم سليم الصمت وهو ينظر لأخيه الذي قلب دنياه رأسًا على عقب ، ليواجهه هشام بالقاضية :
- بطل تعيش نفسك دور الضحية لان الدور دا ما بيلقش عليك ،
ثم اقترب منه وهو يضيق عينيه متسائلًا :
- ثم انت عرفت كل الكلام دا منين اصلا ؟ وايه حكاية الاكونت بتاع ياسمين اللي اتسرق دا ؟!
تذكر زوجته في إحدى مرات تعذيبه الجسدي لها وهي تهذي بكلمات لم يفهمها من غضبه سوى الأن !
فاق من شروده على سؤال أخيه ليتهرب منه بسؤال آخر :
- هي ياسمين فين ؟! وما تقوليش عند اهلها أنا مش امك !
اغمض عينيه بتعب لم يتحمله جسده ليجر مقعد من المقاعد ليجلس عليه مجيبًا :
- ياسمين اتخطفت !
أنت تقرأ
إيروتومانيا
Romance-أرجوك سيبني أخرج أنا كدا هتفضح =أنا عندي استعداد أقتلك هنا وأقتل نفسي إنما تخرجي تتجوزيه مش هيحصل إلا على جثتي يا ياسمين أنا من حقي أمنعك. -إوعى تقرب مني... أنت مش من حقك أي حاجة غير القهر بحق اللي عملته فيا زمان، ولا ناسي إن أنت اللي سبتني وسافرت...