الفصل العاشر ..
دلف يونس داخل شقته شبه راكضًا نحو الغرفة التي كانت تنام بها أسما ، ليتصلب أمام باب الغرفة هو يرى أسما تجلس على الارض تستند بظهرها على الحائط وتبكي بصمت ،
تعلقت عيناه بجسدها البض المنكشف أمامه لا يستره سوى قميص حريري قصير جدًا ، لتقف هي مسرعة على الفور عندما رأته ،
تقترب منه وهي تمسح دموعها بذعر وتشير له نحو جسد عزيزة المُلقى على أرضية الغرفة بجوار الباب قائلة :
- أنا ما اعرفش هي دخلت ازاي يا يونس ، أنا افتكرتها حرامي
اشاح نظره عنها بصعوبة بالغة ، ليبدأ جسده بإصدار بعض الذبذبات المرتعشة عندما اقتربت منه أكثر تمسك ذراعه بخوف لتصله رائحة عطرها المُسكرة تدغدغ حواسه بشدة ، جعلته يتوقف بعدما هّم لفحص جسد عزيزة الذي تأكد من أول نظرة أنها بخير من خلال رؤية صدرها الذي يعلو ويهبط بأنفاسٍ منتظمة ،
التفت نحوها ينظر لكفها القابض على ذراعه ثم إلى وجهها الذي يتلون بحمرة البكاء نزولًا بجسدها الممشوق العاري أمامه ، الذي جعله يبتلع ريقه بصعوبة وقد وصل لحد الخطر ،
" انها مهلكة بحق "
امسك كفها يجرها نحوه بسرعة فائقة لتلصق بصدره فشعر بالدفء الذي كان ينشده ،
احتضنها بقوة وهي ما زالت تشهق بالبكاء من فعلتها بينما هو في عالم آخر ،
دفعته برقة ليخفف رغمًا عنه من ضمها ولكنه لم يسمح لها بالابتعاد سوى مسافة تكاد تُذكر ،
تنحنحت بحرج ثم اشاحت بنظرها للأسفل وكأنها طفلة صغيرة فعلت جُرم كبير ،
رفع وجهها بسباته ليهيم في عمق عينيها التي ما زالت تتلألأ بدموع الخوف من المجهول ، لتحدثه هي بصوت خافت :
- تفتكر الست دي ماتت ، أنا والله مكنتش اق..
وضع سبابته على شفتيها :
- شششش .. ما تخافيش هي كويسه
صرخت بسعادة وهي تنظر لجسد عزيزة :
- بجد ..
ثم ضمت حاجبيها وهي تتململ بين ذراعيه اللذان يلتفان حول خصرها متسائلة :
- وأنت عرفت منين ؟
ابعدها من أمام جسد عزيزة دون أن يترك خصرها الذي امتلكه وانتهى الأمر !
ثم مّد قدمه نحو عزيزة ليركلها بقوة مرددًا :
- قومي يا عزيزة بلاش تمثيل
شهقت أسما من فعلته ، لتبدأ عزيزة بالتحرك بعدما ركلها وهي تتأوه بقوة ،
ليضطر يونس آسفًا أن يترك جسد أسما الذي امتلكه بين ذراعيه للحظات تمنى أن تدوم العمر بأكمله ،
انحنى يجلس على ركبتيه وقد تملكه الغيظ من هذه الراقصة الخبيثة التي استغلت ساذجة الفتاة "بنت الذوات " كما كان يطلق عليها سابقًا ، لتقوم بتمثيل هذا الدور الذي لا يليق بها بتاتًا وتظل ملقاة على الأرض حتى يأتي هو ويراها بهذه الملابس الفاضحة ، فيحملها لشقتها وهناك هي ستقوم بباقي المُهمة ،
ولكن هذه العزيزة لا تعلم أنه يحفظ تلك الألاعيب عن ظهر قلب ، فقد قابلها ممن يشبهونها كثيرًا للحد الذي جعله حصين من هؤلاء وأمثالهم ،
امسكها من كتفها بكلتا يديه ليجلسها بالقوة بينما هي مازالت تتأوه بشدة تصل للصراخ ليصك هو اسنانه بغيظ وهو يناديها :
- عزيزة !
وضعت يدها على رأسها لتصيح بفزع :
- دم يا لاهووي …
وضع كفه على فمها كي يخرسها ثم رفع رأسه ينظر نحو أسما التي عادت تلتصق بالحائط وهي تضع يدها على فمها وترتجف ،
سمع الجيران صوت صراخها فبدأ الناس بالوفود امام الشقة يطرقون على بابها ، لتتسأل احدهن :
- في ايه يا استاذ يونس عندك ؟ هو دا صوت ست عزيزة !
اغمض يونس عينيه بغضب وهو يهمس لها :
- عاجبك كدا .. وأخرة تمثيلك دا إيه ؟
نظرت له بطرف عينها لتقترب من أذنه قائلة بوهن مصطنع :
- يا تتجوزني يا هودي السنيورة بتاعتك في داهية ،
رفع حاجبه وضيق عينيه وهو يرمقها بنظرة تحمل الكثير ، لتُرخي هي جفنيها بتعب ،ويزداد صراخها وهي تجاهد لتقف :
- الحقوووني
تركها تسقط على الأرض ثانية ووقف يخطو نحو أسما التي سألته بصوت يرتجف من الرعب :
- يونس هما هيعملوا فيا إيه ؟
مسد برقة على رأسها ليطمئنها :
- ما تخافيش ..
ثم هبط ببصره لجسدها العاري قائلًا :
- البسي بس حاجه بسرعه
شهقت بفزع وهي تبتعد عنه مرددة :
- ايه دا ! أنا واقفه كدا من ساعتها !
كادت أن تلطم خديها ، ليمسك يونس كفيها يقبلهما قائلًا :
- اهدي يا أسما في إيه ؟ ما حصلش حاجه لدا كله ..
التفت ليجد عزيزة خرجت من الغرفة لتفتح باب الشقة للوافدين من الجيران وباقي الحارة التي هرولوا متفرجين ،
خرج يونس من الغرفة واغلقها خلفه ليجد الأمر قد تم كما أرادت الراقصة ،
اجتمع الناس حولها لترمي هي على ذراع أحد السيدات ، لتصرخ السيدة عاليًا :
- أنت عملت فيها ايه .. يالهووي
ليبدأ الهرج والمرج من حوله ليهتف هو بهم :
- أنا معملتش حاجه ..
صمت الجميع ليسأل احدهم :
- امال الست عزيزة سايحة في دمها كدا ليه ؟!
ليدوي صوت أحد السيدات من الخلف :
- اطلبوا البوليس يجوا ياخدوه المجرم دا
لاحت على وجه عزيزة ابتسامة متسلية قبل أن تخرج أسما من الغرفة بشموخ قائلة :
- يونس ما عملش حاجه ، أنا اللي خبطها على دماغها
بدأ الهمس بينهم ، لتتأوه الراقصة بألم :
- ايوه هي المجرمة دي كانت هتموتني ..
تسألت السيدة التي تحمل عزيزة بين يديها :
- ودي مين اللي جايبها شقتك دي يا سي يونس .. احنا بيتنا بيحصل فيه القذارة دي !
خطت أسما نحو يونس تلتصق بصدره ليضم هو حاجبيه يُحدق نحوها بتعجب وهي تتعلق بقميصه قائلة بثبات تّحسد عليه :
- على فكرة القذارة دي اللي عملتها الست اللي بتدافعي عنها ، هي اللي اقتحمت عليا شقتي وجايه تدخل عليا اوضتي تضربني بعد ما عرفت اني مرات يونس ،
شهق الجميع بدهشة ، ليتطلع يونس لوجهها وقد انفرجت شفتاه بابتسامة متعجبة ، وتهلل وجهه بسعادة بالغة وكأنه اعطت له المفتاح ليلف ذراعه حول خصرها بتملك بينما يُقسم في سره أن هذه الليلة لن تمر دون أن تكون أسما زوجته بالفعل ،
وقف امام الجميع يفرد كتفيه ، و يشد جسده قائلًا :
- اطلبوا بقى البوليس ونشوف هو هيقبض على مين ، مراتي كانت بتحمي نفسها من واحدة جت تهجم عليها ، واعتقد القانون بيدي الحق لأي حد يستخدم العنف لما يحس بالخطر ،
فغر الجميع فاهه ليُكمل وهو ينظر لعزيزة التي اعتدلت تحدق به :
- ثم دا مش منظر تنزل بيه ست عزيزة لشقتى .. ولا إيه !
بتعب اجادته وهي تلهث :
- وانا اعرف منين انها مراته ولا إن في حد في الشقة أصلًا.. انا نزلت انزله اكل زي ما بعمل على طول لما بيجي كل فترة ،
وقفت أسما تتخصر بحاجبين معقودين وهي ترمقها بحنق مرددة :
- لاء أنتِ عارفة اني هنا وخبطي عليا وقولتلك أنا مراته
صاحت احدهن قائلة :
- ااه انا فعلًا سمعت ست عزيزة وهي بتزعق قدام الباب وبتخبط جامد وبتشتم بس انا مش عارفه كانت بتكلم مين ،
علا صوت رجلًا من بينهم :
- عيب والله يا ست اللي عملتيه دا ، واصلا دي مش هدوم تنزلي بيها لشقة راجل اعزب ..
ترددت بعد ذلك عدة همسات من المتواجدين حولها ، لتدفعهم عزيزة بغل مرددة بصراخ :
- دلوقتي بقيت أنا اللى ظالمه يا حارة غجر .. يعني حتة مفعوصه زي دي تسيح دمي وانتوا واقفين تقولولي عيب ،
لتتركهم وهي تداري وجهها وتُمسك برأسها وتصعد الدرج وهي تسبهم وتتوعدهم :
- حقي مش هسيبه ويا انا يا انت يا يونس ..
صرف يونس الجميع واغلق باب الشقة خلفهم ، والتفت نحو حبيبته التي انتظرها سنين عدة وهو لا يعلم ،
لتأتيه مهرولة لتعيد له أحلامه التي اقترب على نسيانها والتشبث بها بعدما فقد الأمل منها ،
وجدها تضم كفيها بعضهما ببعض وتنظر له بخجل لتعتذر قائلة :
- أنا آسفه اني قولتلها كدا .. وقولت قدام الناس كمان كدا بس مكنش ينفع ..
وقبل أن تنطق حرفًا آخر كان يلتهم شفتيها بنهم جعلها تدفعه في صدره قائلة بغضب :
- أنت وعدتني
اجابها وهو يرفع ذراعيه يضعهما على الحائط ليحتجزها بينهم :
- بس أنتِ دلوقتي مراتي قدام الناس
قضبت حاجبيها وهي تزعق به :
- يونس .. ما تخلنيش أندم اني..
اقترب من شفتيها وهو يهمس :
- أنا بحبك
اتسعت حدقتيها ليُكمل :
- بحبك من أيام ما كنت بقولك في الراحة والجاية يا بنت الذوات ، وكنتي بتبصي لي كدا من فوق لتحت ،
ابتسمت رغمًا عنها وسط هذه الضوضاء الداخلية التي تجتاحها ،
ما هذا القدر العجيب الذي وضعها في موضعها هذا ، لينقلها من حال لحال في سويعات قليلة لم تدركها حتى إلى لأن !
ارتفعت نبضات قلبها وهي تتأمل وجهه المُتيم بها ليقر هو واقع تحتم على كليهما :
- تعالي نتجوز حالاً
تسارعت انفاسها من المفاجأة وهي تردد :
- أنت بتقول إيه ؟!
قرب وجهه من رقبتها يحدق بعرقها النابض قائلًا بهمس قتلها :
- ما هو أنا لازم اصلح غلطتي .. ما ينفعش اشوفك بقميص النوم واسيبك ،
شهقت بخفة ليبعد وجهه عنها يقاوم ابتسامته :
- أنا ااه معنديش اخوات بنات بس بخاف على بنات الناس .. قصدي الذوات
ضربته بقبضتها على صدره لتبتسم بخفة قائلة :
- أنت ازاي بتعرف تهزر وتتكلم جد في نفس اللحظة .. بجد أنت وترتني ،
تنهد بعمق ليرخي ذراعيه التي تحتجزها ، ثم احتضن كفيها بيديه وهو يتطلع إليها بكل حب يملكه تجاهها قائلًا :
- أنا بقالي سنين لوحدي يا أسما .. كنت برفض الجواز أو الخطوبة أو حتى الارتباط ، وقبل ما تسأليني ما اعرفش ليه ،
رفع كفها على فمه يلثمه وهو يُكمل بمشاعر اجتاحته وأصبح كتمانها يسبب له الم كبير :
- بس دلوقتي عرفت
هزت رأسها بسؤال ليجيب وهو يحاوط وجهها بكفيه :
- كنت مستنيكِ
ردد بحيرة ضربتها في مقتل :
- أنا مش عارفه .. بجد أنا حاسه اني تايهه وخايفه وفي حاجه غريبة بتحصل
احني رأسه جانبه قائلًا :
- إيه هي ؟ انك بتحبيني
تطلعت لعيناه وهي تؤمي برأسها ، ليقبض على كفها ويجرها خلفه متوجهًا نحو باب الشقة قائلًا :
- يبقى يلا بينا على المأذون .. ولم نكتب الكتاب نبقى نتكلم في الموضوع دا ،
اوقفته باضطراب :
- استنى بس يا يونس .. أنت بتتكلم بجد !
زفر بضيق :
- أنا استنيت كتير والله .. مش هقدر استنى دقيقة كمان
ضحكت وكأنها تطيع القدر وتستسلم له في لحظة جنونية لا ترغب حقًا في إفسادها ، لتردد برقة جعلته يذوب أكثر :
- طيب هجيب شنطتي
ترك يدها وانطلق نحو الغرفة وهو يحمل حقيبة ظهرها التي أتت بها ويتقدم إليها متسائلًا :
- دي فيها كل حاجتك ؟!
اومت برأسها فنطلق ليمسك يدها ثانية ويخرج بها من باب الشقة هامسًا :
- ياريت بعد ما نكتب الكتاب تلبسيلي القميص اللي كنتي لبساه تاني عشان اعيد المشهد اللي فات بس بدون مونتاج !
لكزته في كتفه بغيظ وقبل أن تنهره وجدت نفسها في الشارع العمومي وهو يتوجه بها نحو سيارته ، لتفغر فاها قائلة :
- هي دي عربيتك ؟!
فتح لها باب السيارة الأمامي بجواره ليضع حقيبتها في الخلف مجيبًا :
- ايوه
صعدت لتجلس على المقعد وقد الجمتها المفاجأة ، ليصعد هو خلف المقود يدير المحرك لتسأله بدهشة لم تستطيع السيطرة عليها :
- أنت بتشتغل إيه ؟!
أنت تقرأ
إيروتومانيا
Romance-أرجوك سيبني أخرج أنا كدا هتفضح =أنا عندي استعداد أقتلك هنا وأقتل نفسي إنما تخرجي تتجوزيه مش هيحصل إلا على جثتي يا ياسمين أنا من حقي أمنعك. -إوعى تقرب مني... أنت مش من حقك أي حاجة غير القهر بحق اللي عملته فيا زمان، ولا ناسي إن أنت اللي سبتني وسافرت...