إيروتومانيا

الفصل التاسع عشر

الفصل التاسع عشر

************

يقف أمام المرآة وهو يرتدي رابطة عنقه ليأتي سليم من خلفه بضحكة عالية قائلًا :

- وأخيرًا هتدخل القفص يا هشام باشا

نظر له من خلال مرآته شذرًا ثم أكمل ما كان يفعله ليجلس سليم على المقعد وهو يلتقط عنقود من العنب الأحمر من طبق الفاكهة أمامه يأكله بتلذذ وهو يحذره :

- زي ما اتفقنا يا شقيق هترجهالي زي ماهي بورقتها مخك يوزك كدا ولا شيطانك يغويك تلمسها هتخسرني وبشكل وحش ..

ارتدى هشام معطفه أسود اللون وهو يقترب من صديقه قائلًا :

- ما تخافش يا طفس هسيبهالك زي ما هي أنا مش زيك وشيطاني دا هو اللي بيتعلم مني مش هو اللي بيغوني ...

وقف سليم ليضع باقي العنقود موضعه ثم نظر لانعكاسه في المرآة بخيلاء ثم تبع صديقه قائلًا :

- كدا هنفضل اصحاب وحبايب يا كبير

انطلقا الاثنان لبيت ياسمين الذي خلى من مظاهر الفرح تمامًا ليدخلا بالمباركات على والديها ثم جلس هشام جوار المأذون وجلس صديقة جوار زوجته التي ترتدي ثوب أسود اللون وتنظر له بحقد دفين وهي تُغلظ الأيمان بداخلها أنها سوف تجعله يحيا نادمًا على ما فعله بها وبعائلتها بأكملهم..

خرجت ياسمين من غرفتها بثوبها الأبيض الحريري البسيط للغاية وهي تتصنع الابتسام والخجل، انطلقت بعض زغاريد الأقارب لتخطو ياسمين جوار والدها، ليضع الأخير يده في يد هشام فبدأ المأذون في تزويجهم على سنة الله ورسوله ...

دخلا غرفتهم في الفندق بعد الاحتفاء الكبير من العاملين، لتخلع ياسمين تاجها المميز من فوق رأسها تتبعه بطرحتها البيضاء الصغيرة بينما يقف هشام خلفها يتأملها عبر المرآة بقلب يخفق لأول مرة ببضع نبضات خائنة تجاهلها تمامًا ليعود فورًا لرشده قائلٍا بغزل صريح وهو يفك عقدة رابطته :

- إيه الجمال دا ..

دا أحنا هننبسط قوي الليلة

ابتسمت له ياسمين عبر المرآة وهي تصفف شعرها ثم اتبعت ابتسامتها بغمزة لتتحرك نحوه بخطوات بطيئة وثابته جعلته يبتلع ريقه بصعوبة وهو يجول ببصره على جسدها لتتوجه نحو باب الغرفة تفتحها،

رفع حاجبيه بتعجب وهو لا يعرف ما الذي تفعله لحظات شتت هي ذهنه بها وحين أدرك الامر انتفض واقفًا ليجدها تعود وهي تدفع العربة الصغيرة نحوه بعنج وعيناه ترتكزان بإغواء على عيناه اللذان تعلقا بها مثل طفل صغير،

توقفت امامه وهي تناوله كأس يحوي القليل من الخمر وهي تقول له بصوت ناعم:

- هتبقى ليله سعيدة أكيد