الفصل التاسع
تفحص نظراتها الزائغة بدقة شديدة ثم انتقل بعينيه نحو حركة يديها المتوترة للغاية وهي تعيد خصلات شعرها للخلف بينما قدميها يهتزان برتابة ، ليضيق هو عينيه بتفهم قائلًا :
-طبعًا أنتِ عارفة إني طبيب ، ودا معناه أن أي كلمة هتتقال هنا مش هتخرج من الباب دا ،
انهي جملته وهو يشير نحو باب الغرفة لتتبع اشارته بعينيها ، ثم بصوت خافت اخبرته :
-ريان خطفني من جوزي واولادي وحابسني هنا
اتسعت حدقتي أكثم بدهشة ليسألها باهتمام شديد :
-خطفك ازاي ؟
لوهلة ظن أنها بالفعل مريضة بالارتياب أو ربما تعاني من وساس قهري يجعلها تصل لهذه الحالة ولكن صوتها الثابت وهي تقول له :
-كنت مستنيه جوزي جاي من السفر وللأسف اتأخر عن معاد رجوعه ، نيمت الأولاد وفجأة حسيت بيه ورايا وعلى ما التفت ليه كان خدرني ولما فوقت لقيت نفسي هنا ،
اقترب منها يضيق عينه وقد ارتفعت نسبة صدقها بلغة جسدها التي توحي بذلك ، :
-طب وانتِ تعرفيه اصلًا ؟
أومت برأسها وهي تعتدل في مجلسها قائلة :
-ايوه .. في الأول مكنتش فكراه بس افتكرته من شويه
أوقفها أكثم وقد بدأت الأمور تخرج عن سيطرته :
-لحظه واحده .. يعني ايه افتكرتيه من شويه ؟!
تنهدت بعمق لتقول بحرج :
-لما قرب مني افتكرته من ريحته
نظرت نحوه فوجدته يحدق بها بعدم فهم فزفرت بضيق قائلة :
-أصل أنا من وقت ما بدأت الدوا وأنا بقيت بنسى حاجات كتير
هز رأسه ثم اوقفها بإشارة من يده قائلًا :
-ياسمين .. ممكن تركزي وتهدي وتحكيلي م الأول
فركت عينيها بقوة ثم القت نظرة سريعة على باب الغرفة لتبدأ بقص حكايتها :
-أنا اتجوزت وسافرت بعد جوازي بيوم .. شهر عسل يعني ، بس جوزي كان عامل لي مفاجأة بأنه اتنقل في شغله لألمانيا ، خلصنا شهر العسل في المكان اللي كنا فيه ، واتنقلنا لألمانيا هناك حصلي ظروف فتعبت جدًا وروحت المستشفى وفضلت هناك حوالي شهرين ، ومن بعدها ادوني علاج اسمه " لورازيبام "
ومن وقتها ما اقدرش استغنى عنه ولا يوم وحتى لما رجعنا مصر من سنه تقريبًا ما وقفتوش ولا يوم ،
هز رأسه متفهمًا رغم تفاجأه بما تتعاطاه ولكنه مبرر قوي لحالتها الغريبة أمامه ولفقدان ذاكرتها ايضًا ،
ليسألها وهو ما زال يتفحص عينيها بدقة شديدة :
-طيب هو أنا ممكن أعرف أنتِ تعرفي ريان منين ؟!
راوغت بطريقة يعرفها جيدًا :
-كنت اعرفه زمان .. المهم دلوقتي تقدر تقنعه يرجعني لأولادي
قالتها بحزن بالغ لتُكمل وقد بدأت عينيها تترقق بالدموع :
-ولادي يا دوب لسه سنتين وابوهم مش هيعرف يراعيهم
علم أكثم أنها لن تبوح له بأكثر من ذلك ، فوقف استعدادًا للخروج وهو يطمئنها :
-ما تقلقيش هترجعيلهم
ثم اخرج بطاقة ورقية من جيبه ليناولها إياها :
-ودي ارقامي لو احتاجتي اي حاجه كلميني .. ولو حبيتي نتكلم أكتر عن الدوا اللي بتاخديه اللي الظاهر ما تعرفيش اضراره برده كلميني وفي بديل ما تقلقيش ،
حركت رأسها بتفهم ليخرج أكثم من باب الغرفة بعدما حياها بود وابتسامة لطيفة اشعرتها براحة سريعة ،
ليجد ريان أمامه يرمقه بحذر كما كان يتوقع ،
اغلق باب الغرفة خلفه وبخطوات ثابتة انطلق نحو ريان الذي عاجله بالقول :
-حالتها إيه يا دكتور ؟ واللي حصلها بسبب الدوا دا مالوش حل !
اقترب أكثم منه قائلًا :
-زي ما قولت بالظبط التشنجات اللي حصلت لها بسبب الدوا ، وعشان كدا ما ينفعش ما تاخدوش دا أولًا ،
ضم ريان حاجبيه ينتظر ثانيٍا الذي القاها أكثم في وجهه :
-ثانيًا بقى ودا الأهم المدام بتعاني من مرض خطير مخليها تتخيل أنك خطفتها ..
راقب حدقتيه المرتعشتان بدقة ليتأكد من أنها محقة وما قصته عليه صحيح تمامًا ،
اخرج صوته المضطرب بقوة قائلًا :
-هي قالتلك كدا ؟ !
وضع كلتا يديه في جيب بنطاله مجيبًا :
-من الواضح ان مش هي اللي مريضة هنا
نظراته اشتعلت بالغضب وهو يهدر به :
-أنت مش فاهم حاجه أنا بنقذها مش بأذيها ..
وقبل أن يُتم حديثه اوقفه أكثم قائلًا :
-راجعها بهدوء لبيتها ولأولادها وإلا هضطر بضميري المهني ابلغ عنك ،
ثم تخطاه نحو الباب الذي يؤدي للخارج وهو يحذره :
-معاك لبكره يا فنان وإلا صدقني مش هكتفي بس بتبليغ الجهات المسؤولة أنا كمان هفضحك على الفضائيات ،
فتح باب المنزل وقبل أن يخرج منه اوقفه ريان قائلًا :
-على فكره يا دكتور ياسمين معندهاش ولاد .. ياسمين ما بتخلفش !!
***********************
اعتدلت على طرف الفراش بخجل تمسح دمعتها وهي تُكمل له ما جرى معها :
-بابي رفض طبعًا أنه يعمل كدا فشريكه حب يتخلص منه وبما إن بابي بيملك أكتر من نص الشركة شريكة استغل النقطة دي وغير مواصفات الصفقة اللي كان متعاقد عليها ،
الشركة المستوردة لقت البضاعة كلها غير مطابقة للمواصفات نفذت الشرط الجزائي اللي كان تقريبُا نص الفلوس اللي معنا وفي نفس الوقت راح دخل لحوم فاسدة للثلاجات وبلغ الحكومة جت شمعت الشركة كلها والمصنع وحجزوا على باقي فلوس بابي والفيلا وكل ما نملك ،
اجهشت في البكاء وهي تخبره :
-بابي ما استحملش المره دي وجاتله ازمة قلبية ومات في التحقيق ، ومامي حصلته بعدها بشهرين ،
وقف يونس وقد ترقرقت عيناه بالدموع ، ليجلس بجوارها ، تردد للحظات ولم يستطيع إلا أن يضمها لصدره ، ويربت على ظهرها برفق وهو مازال لا يصدق أنها بين يديه الأن ،
انتظر حتى هدأت قليلًا لتبتعد عنه بحرج ، ليزيل هو حرجها بسؤاله :
-وقعدتِ فين الفترة اللي فاتت دي ؟!
جففت وجهها بكفيها وهي تُجيبه :
-عند ناس قرايب بابي .. بس للأسف معاملتهم بدأت تتغير بعد ٣ شهور بس ، فخدتها من قصيرها وقررت اجي على هنا
ثم ضمت حاجبيها بتساؤل ويونس يتطلع لها بهوس لتتنحنح قائلة وهي تقف وكأنها تهم بالخروج :
-بس أنا معرفش أنك عايش هنا ، أنا بحسب بابي قفل الشقة وسابها ، عمومًا أنا كدا مش هينفع أقعد
انتفض يونس وكأن ماسًا كهربائي احتضنه :
-تمشي فين أنتِ اتجننتِ ،
ليتلعثم وهو لا يعرف كيف يقنعها بالمكوث هنا :
-اصلا دي فعلًا شقتكم انا كنت مأجرها بس من بابكِ ، وبعدين أنا مش عايش هنا أنا باجي على فترات ،
رفعت حاجبها مرددة :
-ولما أنت مش عايش هنا اجرت الشقة ليه ؟
تنهد بعمق لتتعلق نظرته بعينيها البنية اللامعة التي يعشقها منذ صباه
-هتصدقيني لو قولتلك لأن فيها ريحتك
ارتبكت لتتبعثر نظراتها من حوله وتحمر وجنتها ليُكمل هو اعترافه وهو يخطوا ليقف أمامها مباشرة :
-يمكن زمان مكنتيش شيفاني .. بس أنا بحبك يا أسما من أول ما عيني لمحتك وأنتِ داخلة من باب المدرسة ،
ابتسمت رغمًا عنها وهي تتذكر يومها لتقول له :
-تعرف إن اليوم كان من اسوء ايام حياتي .. وصحيت الصبح قضيته عياط ومامي وبابي فضلوا يهدوني وبابي يومها واعدني انها سنه واحده بس وهيرجعني مدرستي الخاصة تاني ،
صممت للحظة وهي تتطلع نحوه لتجده مازال يحدق بها بنظرة لم تكن تتخيل يومًا أنها ستجربها ،
دقات قلبها تعالت لتجد انها وقعت في شرك ما عندما اقترب منها يونس حد الخطر الذي جعله يلمس شفتيها برقة وهي لا تستطيع الابتعاد عنه أو بالأحرى لا تريد ،
وفي لحظة هي بحاجة لها بالفعل ، كادت أن تترك له جسدها ولكنها عادت للخلف بذعر ثم بخطوات تُشبه الركض انطلقت نحو باب الشقة الخارجي ليلحق بها يونس يحيل بينها وبين الباب وهو يعتذر بندم :
-أنا أنا آسف .. ارجوكِ سامحيني
ثم فتح باب الشقة ليخرج منها وقدماه يهتزان بخوف من أن تتركه وترحل ،
ليمد لها يده ببطاقته الخاصة بجوار مفاتيح الباب وهو يقف خلفه :
-أنا همشي .. ومش هاجي إلا لو كلمتيني ، واوعدك ان اللي حصل دا مش هيحصل تاني ، واقفلي الباب بالمفتاح من جوه مش هيفتح ما تخافيش ،
نزل ركضًا على الدرج متوجهًا نحو المكان الذي به اصدقائه من هذه المنطقة عازمًا امره الا يتحرك منه حتى تهاتفه هي ،
اغلقت باب الشقة خلفه وهي تضع كفها على صدرها في محاولة لتهدئة قلبها المنتفض من قربه ، اغلقت الباب بالمفتاح الذي اعطها آياه ، ثم جربت أن تدفعه للأمام وتجره للخلف فلم ينفتح كما فعل عندما دخلت ،
رددت اسمه بخفوت وبابتسامة تتراقص على وجهها .. يونس
الرجل ذو البشرة السمراء المُحببة ، الذي لم تُخبره من قبل بإعجابها الشديد به ولم تستطيع اخباره الأن حتى لا يتمادى معها ،
كادت أن تُخطئ ولأول مرة في حياتها معه هو ، ولكنها حمدت الله أنها تداركت الأمر ..
اغلقت باب الغرفة للاحتياط ثم ارتمت على الفراش وبيدها البطاقة التي اعطاها لها ، وضعتها تحت الوسادة وقبل أن تُغمض عينيها سمعت طرقًا على باب الشقة ،
انتفضت لتخطوا ببطيء وهي ترهف سمعها لتجده صوت انثوي مثير يردد :
-يونس افتح أنا شيفاك وأنت طالع
نظرت عبر العدسة المُكبرة لتجد جسد انثوي بجدارة يضاهي صوتها بمراحل ، سيدة في منتصف الثلاثينات بشعر غجري أسود يتعدى خصرها الملفوف في ثوب يلتصق ببشرتها البيضاء الساطعة بوجه يلمع مثل النجوم ،
شعورٍ بالغيرة دغدغ حواسها لتجيبها بصوت خفيض ورقيق تعمدت اظهاره :
-يونس مش هنا .. أنتِ مين ؟!
في لحظة تحول الصوت المثير لغاضب وهي تصرخ بها :
-أنتِ اللي مين يا حبيبتي إن شاء الله ؟
ابتسمت أسما بمكر لتجيب بنفس النبرة الرقيقة والحالمة :
-أنا مراته
وقفت على اطراف قدميها لترى وجهها سريعُا عبر العدسة المثبتة في الباب ، وضعت يدها على فمها لتكتم ضحكتها التي كادت أن تفضحها عندما بدأت " عزيزة " بركل الباب الخشبي بغضب وهي تنهرها وقد وصل نهرها لسباب واضح ، جعل أسما تتركها وتدلف للغرفة وهي تضحك بمرح ،
اطمأنت لعدم عودته وبدأت في خلع ملابسها الخارجية ، ثم اخرجت من حقيبتها قميص نوم خفيف وقصير لترتديه وتتمدد على الفراش ، وهي تُفكر ماليًا في وضعها للحالي ، حاولت النوم فلم تستطع دون التفكير فيه وكيف سيكون وضعها عندما تخبره هذه السيدة بما قالته لها ، فمن المؤكد أنها ستهاتفه لكي تسأله عنها من الواضح أن علاقتهما وثيقة لدرجة مجيئها لشقته بهذه الملابس الخليعة ، تأففت بضيق لتعتدل جالسة تُمسك بهاتفها لتدون رقمه الموجود على البطاقة ثم بدأت تتفحص بعض المواقع والصفحات التي تتابعها في محاولة لتشتيت ذهنها ،
سمعت صوت فتح باب الشقة الخارجي فانتفضت برعب لتقف خلف باب الغرفة بذعر تسترق السمع ،
سمعت خطوات تقترب من الغرفة فبحثت بعينيها سريعًا عن أي شيء حاد فلم تجد ، ليسعفها عقلها بفعل سريعًا بأن رفعت المرتبة القطنية وسحبت لوحًا خشبي من تحتها وامسكته بكلتا يديها وهي تقف ثانية خلف الباب ،
وعندما خطت عزيزة داخل للغرفة وبقوة كبيرة ضربتها على رأسها باللوح الخشبي لتقع عزيزة على ارضية الغرفة تنزف الدماء !
صرخت أسما بذعر ثم ركضت نحو هاتفها بيد ترتعد رعبًا وهي تتصل به ،
لم تنتظر سوى ثوانِ قليلة حتى اجابها يونس وقبل أن يتكلم صرخت به :
-الحقني يا يونس أنا قتلت واحده !
**********************
خرج من دورة المياه بعد استغرق بداخلها ساعة كاملة في مغطس المياه الدافئة ، عله يصفي ذهنه قليلًا ويستعيد كل ما بينهما وكل ما يعرفه ليصل ولو لخيط رفيع يدله على مكانها ، او عن من تجرء وخطفها ..
جلس على الأريكة الموضوعة أمام التلفاز بإنهاك ليجد والدته تجلس بجواره متسائلة بقلق :
-مالك يا ابني ؟ أنا حاسه انك مش طبيعي من ساعة ما جيت
لم يجيب بشيء ولكنه ارتمي برأسه على قدميها ،
ظلت تمسد على رأسه بكفها وشعورها بأن هناك خطب في والدها يزداد اضعاف ،
اثرت الصمت لدقائق قبل أن تقطعه بتساؤل آخر :
-مراتك مش عند أهلها مش كدا ؟
هز رأسه نفيًا على قدميها لتردد :
-كنت عارفه والله
توقفت عما تفعله بغضب :
-وهتسمع كلام أمك امتى ؟
زفر بضيق ليعتدل في مجلسه قائلًا :
-امي أرجوكِ مش وقته خالص الكلام دا
خبطت بكفها على قدمها بحنق :
-لاء وقته يا هشام .. انا ساكته بقالي تلات سنين وكل ما تكلمني في التليفون اقولك يا ابني سيبها وأنا اجوزك ست ستها تقولي يا أمي بكره تبقى كويسه الدكتور طمنا .. يا أمي ما ينفعش اسيبها وهي تعبانه ، عمرك بيضيع جنب واحده مريضه وما بتخلفش وعاوزني اسكت لأمتى ،
وقف هشام بغضب ليخطوا نحو غرفته ، لتوقفه امه ثانية :
-هشااام .. ما تبنيش وتهرب زي عادتك
لم يتمالك نفسه هذه المرة وهو يهدر بها :
-يا أمي حرام عليكِ انا مش ناقص ضغط .. ارحميني
تركها ودلف للغرفة واغلق الباب خلفه ، وهي ما زالت تتحدث بغيظ شديد :
-ما هو أنت لو راجل كنت طلقتها من يوم ما سابتك وهربت وما انتش عارف لحد الأن مكانها فين ولا الهانم مع مين .. لكن هقول إيه أنا اصلًا ما خلفتش رجالة ..
احمر وجهه بالغضب مع أخر جملة قالتها ، ليُمسك هاتفه ويضغط زر الاتصال ليجيبه الرجل على الطرف الأخر :
-لسه ما وصلتش لحاجه يا هشام بيه
صك هشام اسنانه وهو يضغط قبضته محذرًا إياه:
-معاك ٢٤ ساعه كمان بعدها مالكش شغل معايا ،********************
وقفت أنيسة أمامه بتذمر قائلة :
-يا بني أنت مش فهمت الدكتور الحقيقة خايف من إيه بقى
راجع جميع الحقائب المرصوصة أمامه ، ثم رفع سماعة الهاتف الداخلية ليجيبه الحرس على الجانب الأخر ، ليأمره ريان :
-اطلع خد الشنط للعربية الكبيرة واستناني فيها .. أنت بس يا منعم
اجابه الرجل الاربعيني ذو الجسد العريض المُهيب :
-أنت تؤمر يا ريان بيه
وضع السماعة مكانها والتفت نحو أنيسة قائلًا :
-عينه كانت بتقول أنه مش مصدقني .. ولما دورت على أكثم دا لقيته دكتور مش سهل ولا عبيط يا أمي ، دا داهيه اللي متأكد منه أنه مش هيسيبنا في حالنا ،
هزت أنيسة رأسها بعدم اقتناع مرددة :
-اللي تشوفه يا ريان
وقبل أن يترك الغرفة أخبرها :
-انزلي مع منعم وخليكي أنتِ معاه في العربيه ، وانا هجيب ياسمين وهحصلكم ،
خرج من باب الغرفة ليتذكر سؤالها فعاد مرة أخرى :
-اوعي تكوني عرفت أي حد عن مكانا
رفعت زاوية فمها بتعجب لتجيبه وهي تضيق عينيها :
-زي مين ؟
نظر لها نظرة تعرفها وهو يقول :
-أي حد يا أمي ..
-ما تخافش يا ريان أنا ما بكلمش مُسعد بقالي كتير .. وهو أصلًا معدتش بيتكلم ، وأنت عارف أنه مش هيظهر إلا إذا احتاج فلوس ..
تقدم نحوها بندم ثم أمسك بكفيها يقبلهما قائلًا :
-أنا آسف ..
أومت برأسها ، ليُكمل بمزاح :
-ومالك بتقوليها وأنتِ زعلانه كدا .. هو أنا مش مكفيكِ ولا إيه !
ابتسمت نحوه وهي تضع كفها على رأسه مرددة :
-ربنا ما يحرمني منك يا حبيبي
قبل جبينها وخرج من غرفة ليقابل خادمة الذي دلف للغرفة ليحمل الحقائب ويفعل ما أمره به ، بينما هو دخل لغرفة ياسمين التي انتفضت من رؤيته مما جعله يشعر بالحزن الشديد من خوفها منه بهذا الشكل ،
ظهر هذا الحزن على وجهه وهو يقترب منها قائلًا :
-ارجوكِ يا ياسمين بلاش تخليني أحس بالإحساس دا
خطت نحوه لتحدثه برجاء :
-يا ريان أرجوك سيبني .. أنا حقيقي هموت وأشوف اولادي واطمن عليهم .. وبعدين أنت مش فاهم حاجه العلاج اللي باخده دا مش حاجه وحشه .. أنا أنا ..
اوقفها ريان بإشارة من يده قائلًا :
-احنا هنمشي من هنا دلوقتي .. واوعدك أني في اقرب وقت هجيبلك اولادك ،
عادت للخلف بخوف مرددة :
-هتوديني فين ؟
اقترب منها بهدوء :
-ما تخافيش هنروح أنا وانتِ وأنيسة الفيلا اللي في الساحل بعيد عن هنا ودوشة هنا ،
تطلعت نحوه للحظات لترى الصدق بعينيه ، ليخطوا هو نحوها قائلًا :
-ياسمين أنا عمري ما هأذيكِ وأنتِ عارفه دا كويس .. واعتقد أنك عارفه كمان أني لا حبيت ولا هحب حد غيرك وكل اللي أنت بتتمنيه هعملهولك .. بس ارجوكِ لازم نمشي من هنا دلوقتي واوعدك اني مش هعمل حاجه غصب عنك ، أنا صبرت كتير لحد ما لقيتك ومستعدة اصبر أكتر من كدا أضعاف لحد ما تفهمي وتصدقي وتقتنعي أني ما اقدرش ابعد عنك تاني وأني مش هسمحلك تبعدي عني لأي سبب ،
صوت المزمار الخاص بسيارة الحرس جعله ينظر عبر النافذة ليرى منعم يشير له نحو الهاتف ، فأخرج هاتفه من جيبه فوجده يتصل به ،
ردد بتعجب :
-ايه اللي عمل دا صامت ؟
اجابه سريعًا ليخبره الحارس :
-في عربية شرطة داخله الكومباوند بتاعنا يا ريس اعتقد نمشي بسرعه لأن شكلهم جايين علينا !*************************
أنت تقرأ
إيروتومانيا
Romantik-أرجوك سيبني أخرج أنا كدا هتفضح =أنا عندي استعداد أقتلك هنا وأقتل نفسي إنما تخرجي تتجوزيه مش هيحصل إلا على جثتي يا ياسمين أنا من حقي أمنعك. -إوعى تقرب مني... أنت مش من حقك أي حاجة غير القهر بحق اللي عملته فيا زمان، ولا ناسي إن أنت اللي سبتني وسافرت...