أضواءُ مدينتنا صاخِبة.. لكنها خافتة في قلُوب بعض ساكنيها.. أولئك الذين كانت بيوتهم منصات الإعدام بالنسبة لهم.. أعلمُ جيدًا أن الأعياد تخنقكم، عيد الشجرة، عيد الميلاد، عيد الأم.. تلك المُناسبات التي يجب أن تكون "مُميزة"
تقضونها بشكلٍ طبيعي رتيب وربما تواجهكم بعض العرقلات في يومٍ كهذا.. أدركُ أنكم تقفون بنظراتٍ مهزوزة أمام رفاقكم الذين يتحدثون عن هذا اليوم الدافئ الذي قضوه بشكلٍ لطيف مع أسرتهم، النزهات الحميمة والأحاديثُ المطولة، الصور العديدة وأكواب الشاي الساخنة، أنتمُ وبهذه اللحظات بالذات شعرتم بتلك الخُنقة العنيفة وهي ترتطم بأرواحكم مسببةً ارتجاف أطراف أناملكم، ثمّ قررتم الإنسحاب بهدوء وروية.. لأنكم تظنون أن هذا المنظر الحميمي الأسري لم يكن يومًا ليضّمكم، ثم ستراجعون الأيام الماضية،
ستمحصونها تمحيصًا علكم تجدون ذكرًى بسيطة تحتوي على قبلة، عناقٍ، كلمة جميلة أو حتى نظراتٍ محبّة.. لكنكم ستنتهون بخيبةٍ كبيرة اعتدتم عليها، لقد سلبت منكم هذه الحياة أبسط الأشياء، حتى النظرات التي هي أدنى المطامح التي قد يتمناها المرء.. لكن لا بأس، أعيادكم قد تكون جافّة وباردة، يغلفها الغبار، وتضجّ بأصوات الرياح التي تطرق بابكم مواسيةً إياكم.. لكن يمكنكم قضاء هذا العيد بشكل مختلف،
قضاءُ الوقت مع ذاتكم والإحتفال بكلّ يوم قضيتموه رغم ما كان في جعبته من المشاكلِ، رغم كل هذه الذكريات السيئة لا زلتم تحاولون التمسك بأصغر بصيص أمل.. قد يبدو هذا سخيفًا لكن في بعض الأحيان، القيام بأشياء معينة لوحدك أفضلُ من القيام بها مع من يفترض أن يكونوا جزءًا مهمًا من هذه الأشياء، دعونا نتجنب ما يؤذينا قدر المستطاع، فالحياة مدينةٌ لنا بالكثير من السعادة، ولن نبرح عن مكاننا ولو بقيد أنملة حتّى نسترجع ما كان يجب أن يكون ملكنا.... عيدًا سعيدًا❤️
أنت تقرأ
عزف نابضي الجزء الثاني | play of my heart
Sachbücherإن تحدث النابض يصغي الجميعُ وينطِق الحقُ ______ ◼️مع توقيع الكلمات المخفية ◼️ ليلة ساكنِة