هل أنت بخير؟ قد تسمعُ هذه الكلماتِ من معلّمك الذي لاحظ شرودك، أو صديقك السطحي الذِي أثار ريبته شحوب وجهك الغير معتاد، ربما هززت رأسك بابتسامةٍ متكلفة وأنت تردد
" أنا بخير، فقط لم أنم جيدًا" " لم أتناول الفطور، لذَا أنا مُتعب" "إنه فقط ضغطُ الإمتحانات، تعلمُ ذلك" ربما الكذِب في هذه الحالةِ ليس بالشيء الجلّي، أو الإثم الكبير، فأنت تعلمُ أن المقابل لن يهتمّ حقًا لو كانت الإجابة مغايرة.
لكن، كيف هو حالك؟.. أطرحُ هذا السؤال عليك، ولا أبحثُ حقًا عن الأجوبة اليومية الإعتيادية، لا أسألكَ يا أيها الغصن المكسُور بنية إسقاط الواجِب، أو لأنّك بادرت بتحيتي لنخوض بمحادثةٍ مملةٍ قصيرة..
هل أنت حقًا بـ خير؟ أعلمُ أنك تستيقظُ كلّ يومٍ بإحباطٍ، تبًا..، أعلمُ يا عزيزي، النوم كان متقطعًا وقصير الأمد، تتخلله كوابيسٌ بشعة ولحظاتُ صمتٍ مقيتة، ثم ربما تتفقدُ شاشة هاتفك، لا أحد يتذكرك، أو بالأصح.. لا أحدَ حقًا يحادثك لأنّه قلق بشأنك، أو لأنك مهم بالنسبة لهُ..
شعور مخزِي ومؤلم، أنّك على حافة الوقوع ولا أحد يكترث، تتمنى أن يلاحظ أحدهم تلك الدموع التي تتمسك بأطراف أهدابك خفيةً..
أو يحتضنك بلا إنذارٍ مخبرًا إياك أن كلّ شيء سيكون على ما يرام، تحتاجُ لعناقٍ يقتلعُك من هذه الأيام الطّويلة التي تكرر ذاتها، تحتاجُ لذلك الكتفِ الذي سيحملُ معك هذا الحمل الثقيل، الذي سيكون مكانً آمنًا لتريح رأسك عليه عند اللحظات السوداء الداكِنة..
مرحبًا يا صاحِبي المهشّم، يا أيها البَاب الذي يبكِي على الأصحاب القدامى لمنزله المهجور، كيف تمر أيامك؟ هل بتت لا تستمع بكوبِ مشروبك الساخن؟ أراهن أنّك لم تستطع أن تستوعب ما جرى في آخر حلقات برنامجك المفضل،
فلقد كنت تستغرقُ بالتفكِير بيأسٍ، الهواءُ الذي يداعب شرفتك لا يزالُ خانقًا رغم كل شيء.. أعلمُ أنك متفاجئ، وربما تشعرُ بأنّك بائس لـ كون كل هذه المأساة تمثّلك،
لكنني أردتُ أن أخبرك، بأنّك لست مذنبًا، بائسًا كما تظن.. تستحقُ هذه الحياة أكثر مما يستحقها أولئك المدعون للعفة والشرف.
لا زال هنالك طريقٌ طويل ينتظرك ، أرجوك أن تعتني بنفسك، وأن تحاول أن تكون بخير، أعلم أن هذه الكلمات ثقيلةٌ عليك بعض الشيء. لكن، لا زلتَ تصارع، لا تستسلم، من فضلك، قاتل حتى لا تشعر بالندم. قاتل حتّى تصل للرضا، أنك قمت بكل ما لديك من جهد.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
