لقد تغيّرنا كثيرًا يا رفيقي، لم تعُد أحاديثنا تشارك الليل بطولها، لم نعُد نقهقه كأطفالٍ أنقياء على أبسط التفاصيل، لم نعد نلقي النكات كما كنّا نفعل، لم نعد نشكي لبعضنا لـ نشعر بأن هنالك حائطًا نتكئ عليه،
لم نعد مليئين بالروح المتوهجة والمتقدة للتقدم نحو الإمام، هذه الحياة سلبتنا كلّ محاولاتنا وجردتنا من مبادئنا، قلبت موازيننا وصنعت ثقبًا كمجرةٍ تبتلع النجوم في جوفنا، ولم تكن تلك النجوم كثيرة ومشعة بما يكفي لتقاوم،
لقد سكن الظلام فؤادنا وتلبستنا روحٌ متكسرة الأضلع متعرجة الزّوايا وحادة الأطراف، نحتتنا الحياة لحجر جارح بعد أن كنّا أبسط المخلوقات وأكثرها سلامًا، لن نستطيع العودة يومًا لـ ما كنا عليه، لن نستطيع إعادة الروابط التي كانت متمسكة بصداقتنا،
لكننا على الأقل لا زلنا نلقي التّحية على بعضنا، ولا زلت أرى نظرة الإهتمام في عينيكِ رغم الإرهاق الذي جعلها ميتة، أليست هذه الرعاية البسيطة من أشخاص مكسورين مثلنا إنجازً؟ ألا يعد هذا كافيًا؟
أنت تقرأ
عزف نابضي الجزء الثاني | play of my heart
Non-Fictionإن تحدث النابض يصغي الجميعُ وينطِق الحقُ ______ ◼️مع توقيع الكلمات المخفية ◼️ ليلة ساكنِة