الثاني

30K 810 13
                                    

الفضل ( 2 )

فتحت سمر الباب لنوران والتوتر علي وجهها اول ما راتها سحبتها للداخل وهي تقول براحة:-الحمدلله انك وصلتي .. اتأخرتي اووي يعني والتليفون بتاعك مغلق
ردت نوران:-الفون فصل ولولا اني كنت فاكرة الوصف كنت ضيعت
قالت سمر:-طيب وعرفتي توصلي هنا ازاي
قالت ببسمة رقيقة:-واحدة اسمه عمدة وصلني
قالت سمر:-انتي لحقتي تقابلي عماد .. سيبك منه دلوقتي
ثم اكملت وهي تقترب منها:-وحشتيني والله يانور
واحتضنتها بحب لتبادلها الاخري الحضن حتي ابتعدوا عن بعضهم البعض
قالت سمر وهي تسحبها للصعود للاعلي:-يلا نطلع بسرعة دي ماما هتموت وتشوفك
نوران:-طيب براحة يابنتي علشان رجلك بس
سمر:-متخفيش انا كويسة

بالاسفل...
امام منزل الحاج علوان والد سمر...
قال احد الشباب بتساءل:-طيب ودي ياتري جاية لية هنا ؟
رد عليه اخر:-والله ما نعرف بس البت اية متتوصفش
قال احدهم بحسرة:-والله احنا حقنا مهدور .. معندناش لية من البنات دي
قال عماد وهو يجلس علي شئ صلب بالقرب من المنزل:-والله ما انا متحرك من هنا غير لما اعرف مين هي واشوفها تاني
ايد الجميع قراره وجلسوا بجواره علي تلك "المصطبة"

دارت نوران منزل سمر كله وسمر تقص عليها ذكراياتها في بعض اركانه .. كم هو لطيف المنزل رغم صغر حجمه تشعر بالدفء ينبثق منه ويصل لقلبها دون سابق انظار تلك الاصوات التي تصلها من الخارج التي تشعرها بان هناك حركة وروح في المنطقة كم ان الاماكن الشعبية لطيفة وبها حياة .. كم هي مبهجة
قالت سمر وهي تمسك يدها وتدخل بها لغرفتها:-تعالي بقي اوريكي اوضتي وبعدين ندخل نقعد في البلكونة
قالت نوران:-طيب وطنط صفية هنسيبها كدا
قالت سمر:-ماما بتحب وهي بتجهز الاكل محدش يصدعها علشان تطلع حاجة نضيفة
نورات بتعجب:-نضيفة ازاي يعني
ضحكت وهي تجيبها:-قصدي تعملها بهدوء ومزاج علشان تتظبط الاكلة
اؤمات بنعم وهي تتدخل للغرفة معها

تعالي صوت صراخ صباح في الشارع:-ياااض ياكريم .. انت يازفت
لم ياتيها رد وهي تبحث عنه وسط الاطفال التي تلعب في الشارع لتقول للشباب الذين يجلسون:-مشفتوش الواد كريم
قال عماد:-لا والله ياست صباح
قالت بغضب حاولت ان تخفيه:-طيب اول ما تشوفوه قولوله يطلعلي والنبي
قالوا بصوت واحد:-من عيوني
جاءت لتدخل لتلمح نوران من شرفة الغرفة المقابلة لغرفة حسن التي تقف فيها هي .. ضيقت عيونها وهي تنظر لها بزهول وتساءل نفسها بهمس:-مين الاجنبية دي واية اللي لمها مع سمر
ظلتت تتابعهم للحظات قبل ان تدخل للداخل حيث المطبخ
قالت وهي تجلس علي مقعد موجود في المطبخ:-فيه حتة بنت عند الحاجة صفية انما اية تحسوها جاية من بلاد برة
قالت رضوي:-بلاد برة ازاي يعني
قالت وهي تمصمص شفتيها كحركة شعبية مشهورة:-يعني لابسه حتة قماشة يادوب ستراها وعيون ملونة وشعر ضرباه تكسفين ياختي
قالت جنات:-يمكن تكون قريبتهم ولا حاجة
صباح:-وهما دول هيعرفوا الناس النضيفة دي منين
فوزية بجدية:-صباح ... خلي بالك من كلامك
قالت بحرج:-اسفة يامرات خالي انا مقصدش .. انا قصدي انها غيرهم خالص
فوزية:-برضوا ملناش دعوة بحد وربما يتولانا كلنا برحمته
قالت رضوي:-شوفتيها فين
قالت صباح:-من شباك اوضة حسن .. طلعت اشوف الواد كريم منها علشان هي تعتبر الاوضة الوحيدة اللي فيها بلكونة توصل للشارع
قالت رضوي وهي تسرع للخارج:-هروح اشوف بقي الاجنبية دي
حركت السيدة فوزية راسها علامة علي عدم الفائدة
______________________________
ظهرت الدراجة النارية لحسن اخيرا في بداية شارعه لينظر بتعجب لشباب الحارة التي كان عددهم يزداد بمرور الوقت بعضهم ليري الفتاة الجميلة وبعضهم جاء وجلس هكذا اعجابا بالتجمع وللاستماع للحديث الدائر بينهم
اوقف الدارجة في مكانها المخصص وتوجه نحوهم وقال بصوت عالي نسبيا:-مساء الفل عليكم يارجااالة
كثرت الترحيبات به ليقول بعد ان انتهوا:-متجمعين عند النبي ان شاء الله .. اية الحوار اللي مجمعكم بقي
قبل ان يجيبه احدا قال شاب منهم وهو ينظر لشرفة منزل سمر:-الحوااار ظهر اهووو
قالها وعيونه تكاد تخرج قلوب حمراء لتلتفت انظار الشباب جميعا نحو منزل سمر وخصوصا حيث شرفتها لينظر لهم حسن بتعجب واستغراب ثم التفت كذلك ونظر لحيث ينظرون
ليجد نوران تقف بجوار سمر بذلك الفستان الصغير والعاري من الاعلي وخصلات شعرها التي اخذت تتطاير بفعل نسمات الهواء الخفيفة وقف للحظات ينظر لها بزهول من جمالها ذلك والبراءة التي تنبع منها
فاق علي صوت الشباب حوله
حيث قال احدهم:-لا فعلا وتكة اوووي زي ما بتقولوا ياشباب
قال اخر بغزل:-دي مكنة .. مكنة يعني
نظر لهم بضيق ثم لها مرة اخري ليلمح سمر وهي تنظر لهم ليشير لها بغضب ان تدخل سريعا

رواية ست البنات لــ زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن