الحادي والعشرون

18.2K 623 8
                                    

الفصل ( 21 )

في وقت العصرية
بمنزل السيدة صفية والدة ابراهيم وسمر
كانت كل من الفتاتين تستعدان لـ الذهاب لحيث الطبيب الخاص بسمر كي تنزع سمر الجبس الملفوف حول قدمها
فقد مر الوقت اللازم لوضعه حول قدمها والان هي يجب ان تكون في حال افضل
هتفت نوران وهي تضع احدي اقراطها في اذنها:-هو انا عادي اخرج معاكي ولا لازم استأذن حسن الاول
رمقتها سمر بتعجب من نبرتها الهادئة وهي تتحدث عن حسن خاصة وهناك رائحة من الاحترام تسود علي الحديث فسألت مندهشة:-استأذن ؟ وحسن ! اية الهدوء والاحترام دا
نظرت لـ الارض خجلة فما حدث منذ قليل بأرض الجامعة وترها واخجلها منه وعصف بقلبها مشاعر جديدة

فلاش باك .. قبل هذا الوقت بساعتين ونصف تقريبا

فقال وهي ينظر لها بخبث:-حلو الجو وهو فاضي كدا
تحركت قليلا بعيد عنه وهي تقول بتوتر:-انت لازم تمشي
ضايقه خوفها منه ولكن حاول ان يخفي ذلك وهو يقول:-عايز اعرف كنتي مش بتطيقني ليه
نظرت له بدموع وهي تتذكر ذلك اليوم حينما حدثها بوقاحة عن ملابسها وثم ضربته بالقلم
نظر لها في عيونها وكأنه يتفهمها وراح يهتف وكأنه يحادث طفلة:-طيب مش عصبيتي دي وكلامي نتيجة لغلطاتك
بحزن ردت:-بس انا وقتها مكنتش اقربلك يعني ملكش حق تزعق فيا
مد يده ومسك يدها بحنان وهو يقول بحب:-بس انا حسيت انك تخصيني من البداية وانك بتاعتي
بتزمر اجابت:-متقولش بتاعتك دي
بضحك راح يكرر:-بتاعتي ، بتاعتي ، بتاعتي .. ها عندك اعتراض
ضربته علي كتفه بغيظ مغمغمة بتزمر:-باارد
غمز لها هاتفا:-بارد بس اعجب
فنظرت لـ الناحية الاخري وقدر ارتسمت علي وجهها بسمة جميلة
فأبتسم هو وهو يري تلك البسمة وهمس بدندنة عذبة مسموعة
" ضحكت ، يعني قلبها مال .. وخلاص الفرق ما بينا اتشال "
باااك

نظرت سمر لشرودها ببسمة وعندما طال الصمت هتفت بصوت مرتفع قليلا:-عقلك مشغول بأية
نظرت لها وهتفت بنبرة متوترة:-انا بس بقول استأذنه علشان ماما كانت بتعمل كدا مع بابا لما كانت بتخرج
وعندما جائت سيرة والديها تجمعت الدموع بعينها
فأقتربت منها سمر واحتضنتها وهي تهتف بمزاح محاولة التخفيف عنها:-روحي ياختي استأذنيه
ثم ابتعدت عنها وربتت بخفة علي وجنتيها واكملت بضحكة عالية:-الله يرحم حسن عيوطة بقي لازم يستأذن منه ، مين يصدق الكلام دا بس
ضيقت ما بين حاجبيه سائله:-عيوطة ؟!!
اؤمات سمر مؤكدة وهي تتركها وتتجه لـ المرأة وثم قامت ببدء لف حجابها مرددة:-ميغركيش الصوت العالي دا ، حسن اللي انتي شيفاه صوت ومد ايد وكلامه بيتسمع زمان مكنش يعرف يعلم حاجة غير بالعياط
ضحكت نوران بخفة هامسة بداخلها:-عامل فيها انه مولود وهو بيقاتل الاسود وشكله بيخاف من ضرااااه
_________________________________
كان حسن جالسا علي فراشه مسطحا عليه بظهره واضعا قدما فوق الاخرة يقول بـ " قزقزة اللب " ورمي قشوره بجواره علي الفراش فتكونت حوله هالة من اللون الاسود ، لون قشور اللب وبالطبع لا ينسي نظراته الشمسية السوداء التي كان يرتديها علي عينيه وكأنها تحميه من سخونة الشمس الساطعة علي ساحل شاطئ الجونة ! بينما هو جالسا بالحقيقة علي فراشه في احدي احياء مصر الشعبية
قطع انسجامه هذا وعظمة جلسته صوت الهاتف فترك صحن اللب علي بطنه ومد يده لحيث الطاولة الموجودة بجوار الفراش واخذ من عليها الهاتف وبنبرة واثقة هتف دون ان ينظر لاسم المتصل:-الو معاك حسن العطار .. مين معايا ؟!
يتحدث بكل ثقة وكأنه رجل سياسي واعمال مشهور !!!
جائه صوت نوران الراقي:-ازيك ياحسن انا نوران
انتفض من جلسته نفضا وهو يهتف بعدم استيعاب وتسرع:-نوران .. اهلا يانوران ، عاملة اية يانوران ، اخبارك
نظرت لهاتفها من الناحية الاخري بتعجب يتحدث وكأنه لم يراها ولم يسمع صوتها لسنين ! وهو كان معها قبل ساعتين فقط !!
استوعب الامر اخيرا فهتف بأول سؤال جال بخاطره:-انتي جيبتي رقمي منين
جاءه ردها المتوقع:-من سمر
حاول ان يلملم شتات نفسه اكثر فتنهد وقبل ان يتحدث مرة اخري قطعته هي:-انا اسفة لو كنت بزعجك بس انا كنت بتصل علشان استأذنك
همس بداخل نفسه:-تستأذني ؟! والله وبقيت مهم ياحسن وبقوا بيسأذنوا منك ياولا
ولكن ترك امر تلك المحادثة الداخلية وهتف بنبرة متسائلة:-تستأذنيني ! خير
نوران:-كنت هخرج مع سمر علشان تفك الجبس
رد بصوت جاد عكس المزاح الذي حدث قبل قليلة في نفسه:-تمام ، كويس اوي انك قولتيلي قبل ما تخرجي علشان الحقيقة مكنتش عارف رد فعلي كان هيبقي اية لو عرفت صدفة
صمت لفنية من الزمن قبل ان يتابع:-تحبي اوصلكم
يتحدث وكأنه ملك من زمن اخر ، سيغضب ان لم تستأذنه ؟! حقا لعنة الله عليه ، هي الخاطئة وهي التي اعطته مكانة لا يستحقها ليتكبر عليها
لولا انها رأت وتعايشت مع والدتها وهي تفعل ذلك ما كانت لترفع عليه اتصالا ابدا
وهو بكل غرور يتحدث وكأنه حاكم كان سيحكامها ان لم تفعل ذلك الشئ
علي كل حال .. اهدأي ياعزيزتي ، اهدأي
فأنتي لا تعرفي طباعه وافكاره واقتناعاته وهو لا يعرفك كذلك ومازال العمر بينكم طويل لتتعرفوا علي بعضحكم البعض
اجابت بنبرة عادية:-لا مفيش داعي تتعب نفسك ، احنا هنروح بعربيتي
هو هتف بتساءل ليس من باب الادب بل لانه بالفعل يريد ان يوصلهم
لذلك هتف وهو ينهض عن فراشه مستعدا ليتجهز:-مفيش تعب ولا حاجة ، عشر دقايق وهكون جاهز
ولم يترك لها فرصة لـ الرد حيث اغلق الخط بوجهها !!
ذلك المفتقد لـ الاحترام والزوق والتعامل برقِي...
____________________________________
دخل "علي" لمنزله بعد ان عاد من عمله ليتفاجئ بالظلام يحل علي المكان تفاجئ من الوضوع قليلا ولكن جال علي فكره امرا وهو
ربما تجهز صباح له مفاجأتا ما !!
ربما هي مزينة له المنزل الان وسيقضوا ليلة علي ضي الشموع مجهزة .. عشاء فاخر مكون من الاطعمة المفضلة له ، وثم سيقضون بعد وقت تناول الطعام وقتا ممتعا يشاهدون احدي المسرحيات المضحكة المفضلة له
ومن ثم....

قطع حبل افكاره انفتاح المصباح وانتشار الضوء علي كل مكان وخروج صباح من غرفتهم مرتدية بنطال اخضر اللون علي كنزة حمراء ممزوجة باللون البترولي مدخلة اخر جزء منها بداخل البنطال رافعة احدي اقدام البنطال لحتي منتصف ركبتها اما القدم الاخري فلا...

وربما كانت توها مستيقظة من النوم حيث كان شعرها مشعثا وكانت تحك عينيها بيدها ولانها دائما واضعة الكحل تشكلت حول عينها هالة مخيفة من اللون الاسود
وها هي قد ذهبت احلامه وافكاره في مهب الرياح...

بالحقيقة كاد يصرخ فجعا ولكنه تمالك نفسه وحاول ان يظل هادئا متفهما وهو يتساءل بحب:-شكلك لسة صاحية ياصباح
ردت بصوت ملئ بالنعاس:-ايوة فعلا لسة صاحية .. قلت انام شوية بعد ما جهزنا الغداء واصحي بعد ما تيجوا
اؤما بتفهم ثم هتف ضاحكا وهو يشير لحالتها تلك:-شكلك مسخرة
لم تتحدث توجهت فقط لمرأة موجودة بالصالة ووقفت امامها نظرت لنفسها فيها لـ لحظة بصمت قبل ان تتسع عيونها زهولا حتي كادت تصرخ ولكن تمالكت نفسها ونظرت له هاتفه بغل:-طبعا هتاخد الشكل دا حجة علشان تريح ضميرك اكتر وانت بتدور علي عروسة
نظر لها مندهشا .. مصدوما
يفكر هو في ان يزيح ما ببنهم من عقبة بالمزاح وهي تأخذ كل رد فعل منه علي نحو اخر وتفهمه بطريقتها الخاصة
حقا لقد فاض به..
ولم يكاد يفتح فمه حتي تابعت هي:-علي كل حال من غير ما تدور علي حجج ولا بتاع انا قولتلك اتجوز اصلا
وتركته وذهبت دون حديث اخر
يبدو انها جنت ؟؟!!
_________________________________
اغلق حسن الباب بعد ان دخلت نوران اخيرا وتوجه لمقعد السائق ليجلس عليه ، حل الصمت لدقيقة قبل ان يهتف هو وهو ينظر لهم من مرأة سيارته خاصة لنوران:-تحبوا نشغل اغاني
اؤمات سمر بنعم بحماس وهي تقول:-شغلنا مهرجان
لم يرد بينما مد يده بأتجاه الراديو الموجود بسيارته وضغط علي زر التشغيل
لحظات وظهر احدي المهرجانات ظلوا يسمعوه بهدوء لم يكن ينفعل احدا منهم بحماس سوي سمر
حتي وصلوا لـ احدي الكبوليات .. غمز حسن لنوران بعبث قبل ان يترك مقوده السيارة ويبدأ بالتصفيق صارخا بدندنة "ولا بت ولا نيلة ، معايا حبيبتي ست الكل ، هي الشمس هي الضل ... ولا بغيرها انا بتهنااا "
_______
حد قالك قبل كدا انك ست الكل ؟؟!😂

رواية ست البنات لــ زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن