الثاني عشر

18.7K 677 10
                                    

الفصل ( 12 )

اسبوع قد مر علي هذا الحدث الاليم .. اسبوع مر بحزنه ومرحه وصعوبه سعاته علي نوران وها هي تقف نوران في غرفة سمر تستعد لـ المغادرة قبل ان تتفاجئ بالباب يفتح وتدخل منه صديقتها الوحيدة ربما وهي تهتف بحزم:-انتي مش هتمشي يانوران
قالت برقتها المعهودة وان كانت مختلطة ببعض الحزن:-مينفعش اقعد اكتر من كدا ياسمر عندك
سمر:-هو كان في حد اشتكالك يانوران
اتجهت لـ الفراش وجلست عليه بهدوء:-سمر افهميني .. انا هقعد هنا اكتر من كدا بصفتي اية ؟ اهل الحارة هيقولوا اية .. مامتك هتقول اية .. اخوكي حتي مش هيبقي مرتاح بوجودي دا
جلست بجوارها سمر ومسدت علي كتفها وهي ترد:-ماما مش مضايقة بوجودك خالص يانوران والله وان كان علي ابراهيم فـ في اوضة فوق يا هو يقعد فيها ياانتي تقعدي فيها لو مش حابة تختلطي بيه
نوران:-انتي بتقولي اية ياسمر .. المبدأ نفسه انا مش قبلاه
تنهدت وهي تجيب:-طيب لو انتي مضايقة نتفق بطريقة تانية
_واللي هي اية ؟
سمر:-تقعدي معانا وكأنك مستأجرة اوضة وكل شهر تدفعي الايجار .. ها كدا مرضي
نوران:-بس
قاطعتها هاتفه:-نور انا مش قصدي احرجك بس انتي ملكيش حد بعد وفاة اهلك .. هتقعدي ازاي لوحدك في بيت طويل عريض
تنهدت ولم تجيب فعادت سمر تقول محاولة ان تقنعها اكثر:-انتي هتقعدي هنا براحتك وسط ناس هتحبك وانا متأكدة كلهم هيكونوا اهلك وامي اعتبريها امك وصدقيني هي اللي كبرت في دماغى فكرة انك تقعدي هنا وابراهيم اعتبريه اخوكي اللي بتتمنيه
نظرت لها وابتسمت ببكاء وهي ترمي نفسها بأحضانها  تهمس:-مش عارفة من غيركم كنت هعمل اية ياسمر لو كنت قعدت الاسبوع دا لوحدي كنت ممكن اتجنن والله ، انا مش مصدقة لدلوقتي انهم مشوا وسابوني ، حادثة عربية كدا سرقتهم مني في ثانية وكيف اصلا عملوها دا بابا حريص جدا في سواقته
سمر:-وحدي الله يانور .. دا قدر ومكتوب
نوران:-لا اله الا الله .. الحمدلله علي كل حال
تابعت سمر:-انتي دلوقتي تروحى تاخدي دش وبعدين نروح انا وانتي بيتك نجيب هدومك وحاجتك ونرجع تاني ... اوك ؟
اؤمات بحسنا وهي مازالت في احضانها
تتذكر احداث الامس وقبل الامس وحتي ما فات منذ اسبوع تتذكر وداعها الاخير لوالديها الذين توفاهم الله اثر حادث سيارة كما اخبروها وكما علمت وعلم الجميع والله اعلي واعلم ...

صباح ... عادت صباح كما هي
لم تتغير ولم تفعل شئيا او توجه حتي اهتمام لقرار "علي"
كأنها استسلمت او انها تفكر في شئ لا يعلم به احد سوي الله
عادت تهبط لـ شقة العائلة وعادت تنبذ جنات بحديثها وعادت تفتعل المشاكل مع حسن
لا ببساطة صباح هي صباح

طرقت باب شقة العائلة وانتظرت حتي ينفتح الباب لحظات ووجدت حسن يفتحه لها واول ما ان رأها حتي انكمشت ملامحه  هو يقول بضيق مصطنع:-اية الصباح اللي ملوش ملامح ده
دفعته بعيدا عن الباب ودخلت وهي تصيح بضيق:-غور من وشي الساعة دي ياحسن علشان انا مش طايقة دبان وشي
لم تكاد تكمل حديثها حتي وجدته يسحبها من "قفاها" ويرجعها له مرة اخري وهو يهتف بعصبية:-انتي اتجننتي ولا اية يابت
ارتعشت من تغيير نبرته ولكن لم تبين بينما اكمل هو:-انا تقوليلي حسن كدا بس
_اومال اقولك اية
ضحك هاتفا:-ابو علي
دفعت يده بعيدا عنها وهي تقول بضيق:-والله انت رايق
وتركته وذهبت اما هو فأغلق الباب وتوجه لغرفته ومنها لشرفته ووقف فيها منتظرا ان يري قمره بل يقصد نوره .. بل نوران
دقائق ووجدها تخرج من المنزل ومعها سمر ضيق حاجبيه بتعجب وعدم فهم خاصة وهو يراها ترتدي ملابس الخروج وتستعد لان تغادر من المنزل بل ربما من الحارة بأكملها
هل ستغادر ... بالطبع هذا ما يجب ان يحدث
فلما ستجلس في مكان غريب عنها !!

رواية ست البنات لــ زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن