السابع

20K 671 11
                                    

الفصل ( 7 )

تسطحت علي فراشها بارهاق من التعب وهي تنظر لظهر زوجها بعيون ناقمة مستعدة لان تخوض الان في حرب كلامية لن تنتهي لصالحها كالعادة ولكن والنفس وما تهوي
وما تريده هي ان تفضفض ولو انتهي الامر بتعنيفه لها
غمغمت وهي تقترب منه بخفة:-انهاردة الصبح روحت السوق مع جنات علشان تشتري شوية هدوم لعيلها وشوفت شوية هدوم هناك حلووين قوي بس مرضيتش اشتريهم علشان اوفر الفلوس....
لم تكاد ان تنهي الكلمة حتي التف لها معنفا:-برضوا هتقوليلي علشان اوفر الزفت الفلوس صباح انتي مش واخدة بالك انا مين وشغال اية ولا اية .. شوفي الفلوس اللي بسبهالك كل يوم تحت المخدة غير اللي بوفره اللي بسبهولك دا مش علشان مصريفك الخاصة انتي والواد وفي الاخر جاية تقولي علشان اوفر
هتفت بتبرير:-ما احنا عندنا هدوم وبعدين انا بحكيلك بس
نهض عن فراشه وكأن حية لدعته وراح يجوب الغرفة ذهابا وايابا وهو يقول بنبرة من حدتها تحشرج صوته:-بحكيلك بحكيلك بحكيلك كل حاجة بتيجي تحكيها بعد ما تنيليها خالص كان نفسي في كذا ومشترتهش عايزين كذا ومجبتهوش علشان نوفر علشان نوفر .. نوفر اية ياصباح انتي ناسية احنا مين ولو ناسية انا بشتغل اية فكري في ورثي من ابويا اللي ميخلصش لو صرفته من هنا لنهاية العمر

توترت من حديثه المندفع ولم تعرف بماذا ترد بينما راح هو يتحدث وكأنه اخيرا وجد فرصة لينفجر ويحكي ما يكبته بصدره الكتوم:-تروحي تشتري ارخص حاجة وتجيبي حاجات ماتتشفش علشان توفري بقي انتي اللي مرات الدكتور اللي في العيلة تهملي كدا .. بتنزلي من شكلي ياشيخة قدام العيلة قبل ما يكون قدام الناس التانية .. انا زهقت منك ومن تفكيرك
وكل هذا فقط لانها كانت تفضفض معه .. هذا ما جال بخاطرها وهي تري ثورته العارمة بغضب هذة
بينما هو ترك الغرفة وذهب وهو يهمس:-كان معايا حق والله في قراري دا .. اهو يمكن يفوقك ويعدلك شوية ويمكن انا ارتاح من الغيظ

وذهب باتجاه غرفة الصالون وجلس علي احدي مقاعدها مفكرا انه كان يشعر بتانيب الضمير ناحيتها قليلا بسبب ما يفكر به ولكن ما حدث وما سيحدث يخبره ان ما سيفعله هو الفعل الصحيح
وثم غمغم بتعب وهي يري نور الله من نافذة الشرفة فقد جاء لينال قسطا من الراحة في ظهر اليوم قبل موعد الغذاء ولكن ها هي تحول تلك الراحة الي شقاء وعناء بات لا يستطيع ان يتحمله

وجميع السيدات والرجال هكذا ياعزيزتي...
احداهن توفر تحت مسمي الحذر من الدهر والاعيبه
واخر يفكر انه طالاما يلبي ما عليه اذن فعليه ان يجد ما يريد
وبالحقيقة كلاهما معه الحق ولكن طريقة تنفيذ التفكير خاطئة للغاية ..

ووسط تلك الحرب الكلامية العنيفة بينهم لم يهتم احدا منهم لذلك الجسد الصغير الذي يقف خلف باب غرفته ينظر ويستمع لما يحدث بنظرات حزينة وعقل يعمل لكي يفهم ما يدور بين والديه واخيرا عندما انتهي الصراع هذا اغلق الباب وصمت قليلا بجدية يفكر فيما دار منذ قليل قبل ان يترك كل شئ خلف ظهره ويتركهم ايضا ويتجه لـ الخارج لكي يلهو قليلا..
________________________________
وقفت امام صديقتها والتوتر يغلفها وهي تمسك الهاتف بأنتظار الاجابة من الطرف الاخر بينما اخذت صديقتها تهديها وهي تتحدث بلطافة:-انتي متوترة لية ان شاء الله هتوافق انك تروحي المطعم
هتفت بنبرة متوترة:-انا مش قلقانة من كدا انا عارفة انها هترفض لكن بحاول .. بس اللي موترني ان دي المرة الرابعة اللي اتصل بيها وهي متردش ودا عمره ما حصل

رواية ست البنات لــ زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن