الفصل ( 6 )
لعلنا في مقربة من بداية الحياة .. لعلنا نقترب من الراحة دون ان نشعر !!
روتين كل يوم فعله وها هو يقفل امام منزله يستعد لكي يركب دراجته حتي لمح سمر تفتح المنزل وهي تستند عليه وعلي تلك العصاة وترتدي ملابس الخروج ومعها بعض الكتب التي افهمته ما هي حالتها ولما هي ستخرج رغم تعبها
هتف بصوت عالي قليلا لكي تسمعه:-رايحة الكلية ؟
رفعت رأسها وهي تبتسم وتجيب:-ايوة
قال بضيق:-مش لازم ياسمر .. انتي لسة تعبانة
قالت بقلة حيلة:-للاسف عندي امتحان
نظر لها لـ لحظات وثم لدراجته وهتف:-اية رأيك تروحي معايا
ولأنها محجبة ولان ثيابها عبارة عن ازياء محتشمة نظرت له ولـ الدراجة باستنكار
ليهتف سريعا:-بالعريية .. هركبها انهاردة علشانك
ابتسمت بتردد بينما هتف هو بتشجيع وهو يقترب منها:-صعب تمشي المسافة دي كلها من هنا لاقرب موقف وكمان الله واعلم الطريق هيبقي فاضي ولا زحمة
نظرت له باقتناع ولانه بمثابة اخ لها والكل يعلم ذلك ... وافقتابتسم وهو يستمع لموافقتها وسرعان ما تركها واتجه للجراج الموجود بالمنزل واخرج سيارته الفارهة والتي لا يستخدمها كثيرا لانه يفضل تلك الدرجات النارية ذات السرعة العالية
استغرق الوقت دقائق قليلة قبل ان يستعد اخيرا ويشير لها بان تركب
فتحت هي الباب الخاص بالسيارة وركبت وهي تهتف ببسمة خجل:-شكرا مقدما
قال ببسمته العابثة المعتادة:-علي اية .. انا دايما في الخدمة
وراح يحل الصمت علي المكان ..
حتي قطعه هو بحديثه:-انهاردة في احتفالية في المطعم بعد الجامعة ابقي تعالي
نظرت له باستفهام ليقول موضحا:-زي انهاردة من سنتين هو اتفتح فأنهاردة في احتفال بالذكري دي
ابتسمت وهي تجيب:-حاضر هاجي
ثم تابعت بمرح:-بس الاكل اللي هاكله علي حسابك
قال بتأكيد:-طبعاا ياسمر
ثم تنحنح بحرج واكمل:-ابقي هاتي معاكي صحبتك لو عايزة
وقال وكأنه لا يتذكر اسمها:-اللي اسمها نور .. نورة حاجة زي كدا
ابتسمت مصححة:-نوران
اؤمان بنعم ولم يتحدث وكذلك حال الصمت بينهم مرة اخري وهي تنظر له بنظرات متفحصة
وتتساءل .. ايريدها ؟! ايفكر فيها كـ صيد جديد
هل يراها كغزالة سيرودها حتي تدخل لعرينه بسعادة
كلا ياحسن كلا .. هي لا تسمح ان يحدث هذا لصديقتها
فان كنت اخ .. فهي اخت ، وهي لا يمكن ان تميل لـ كفة وتترك الاخريكان سيصمت ولكن لم يستطيع .. يريد هو ان يتأكد
لذلك هتف بطريقة غير مباشرة:-وكمان صاحبتك لو عايزة تجيب حد تاني عادي
التفتت برأسها نحوه ورمقته بتعجب وسألته بنفس التعجب:-حد زي مين يعني
قال بلامبالاة مصطنعة:-اخوها ، حبيبها ، خطيبها كدا يعني
قالت وهي تعود تنظر للامام مرة اخري:-هي معندهاش ولا حد من دا كله
باستنكار اجاب:-معقول دي مش مرتبطة
سمر:-اهاا .. مالك مستغرب كدا
قال بصراحة:-اللي زي دي كيف الشباب تسيبها .. اتعموا ولا اية ؟
سمر:-هي اللي قافلة السكة دي خالص
حتي الان هو لم يحصل علي اجابة ياسادة
حديثها الواثق يدل علي انها لا تعرف احدا ولكن ما سمعه بالامس يقول غير هذا .. بل عكسه تماما
حسن:-غريبة الحقيقة
ولانها سمر ولانها رغم كل الظروف ثرثارة .. راحت تقص عليه ما يريده:-هي مبتحبش السكة دي خالص ولا اهلها ، اهلها عاملين رقابة شديدة عليها علشان الموضوع دا ، رغم انهم مش بيقدمولها الاهتمام المطلوب اللي يكفيها دي حتي لسة مكلماني امبارح وبتشكيلي من قلة اهتمام ابوها بيها
وها هو حصل علي ما يريد .. شكرا ياسمر ،، شكرا للغاية ياعزيزتي
اذن فهو والدها .. لم يكن احدا غريبا لم يكن حبيبا او حتي خطيبا
ودون سبب ظهرت بسمة واسعة علي شفتيه .. بسمة تخبرك كم هو سعيد
_______________________________
كان والد حسن السيد شوقي يجلس علي مكتبه غاضبا يتحرك فيه يمينا ويسارا من الضيق الذي يشعر به يكاد يذهب الان لحسن ليلقنه درسا قاسيا
او ربما يمنع عنه بعض الاشياء التي لا يستطيع الاخر الاستغناء عنها
مثل لسانه السليط مثلا...!
قطع تلك الوصلة من الغضب طرقات علي الباب وثم دخول همام وهو يهتف بقلق:-لسة متعصب ياحاج
قال والنيران تكاد تخرج من اذنيه:-اخوك هيجبلي جلطة والله موتي مش هيكون غير علي ايده
اقترب همام منه بخطوات قلقة وراح يربت هلي كتفه وهو يقول:-بعد الشر عنك ياحاج .. دي كلمة قالها وراحت لحالها
أنت تقرأ
رواية ست البنات لــ زينب سمير
Mystery / Thrillerانت الشرق وانا الغرب .. انت الشمس وانا القمر انت في وادي وانا في اخر فكيف لنا ان نجتمع في طريقا واحد !! هل الحب هو الذي جمعنا .. ام القدر ؟! رواية لـ الكاتبة زينب سمير والتي تعرف ايضا بلقب ملكة الغموض