التاسع

18.9K 635 2
                                    

الفصل ( 9 )

اسرع حسن بخطواته لحيث غرفة الصالون لحيث توجد نوران كما اخبره كريم ليجدها تكاد تجلس علي المقعد وما ان رأته حتي اعتدلت وسارت بأتجاهه بخطوات متوترة وهي تنظر للاسفل حتي توقفت امامه لترفع عيونها وتنظر له وببسمة خفيفة هتفت:-حمدلله علي سلامتك
توتر لـ لحظة وهو الذي لم يتوتر من قبل لاجل فتاة !
وثم رد بنبرة حاول ان لا يظهر فيها توتره:-الله يسلمك
رفعت يدها قليلا امامه ليجد بوكية من الورد اخذه منها وهو يبتسم ويغمغم بمرح:-الاول ملحقتش اتهني بيه والمطعم اتكسر
ضحكت بخجل وهي ترد:-دا بدال اللي ضاع
وثم تابعت وهي تنظر لـ الموجودين بخجل:-انا اسفة اني جيت من غير ميعاد وفي الوقت دا
كانت توجه حديثها لفوز وابنتها وجنات...
فقالت فوز بنبرة سريعة مرحبة:-اية اللي بتقوليه دا يابنتي دا انتي نورتينا
نظرت للاسفل وهي تهتف:-انا بس عرفت من سمر امبارح وقولت اجي اطمن عليك
وبهمس خافت اكملت جملتها:-قبل ما اروح الكلية
كان مازال لم يستوعب الامر ولكن رغم كل هذا هو سعيد بتلك الزيارة
نظرت لـ السيدة فوزية وهي تتابع:-انا لازم امشي دلوقتي
تقدمت فوزية منها حتي وقفت امامها وبنبرة جادة اردفت:-والله ما هيحصل انتي لازم تفطري معانا
جائت لتعترض فقاطعتها رضوي تلك المرة:-مش هتقدري علي ماما والله واهو يبقي بينا عيش وملح
توردت وجنتيها بخجل وهي تؤمي بحسناً
فخطفتها رضوي من يدها واسرعت بها للخارج وهي تقول:-تعالي بقي نروح اوضتي نتكلم فيها شوية لحد ما الفطار يجهز
واختفوا من امامه متجاهلين حسن الذي وقف يراقب رضوي بغيظ
هتفت جنات بهمس بجوار اذنه:-بس مين القمر دي
ببساطة اجاب وهو مازال ينظر لحيث الباب الذي اختفت خلفه:-صاحبة سمر
غمزت له ب
مرح:-بس
_اها بس
لكن بداخله يوجد الكثير يجمعه بها .. يوجد اكثر مما يتصور او حتي تتصور جنات
______________________________
خرج من غرفة النوم بالوقت نفسه الذي فتحت فيه صباح غرفة ابنها كريم وخرجت منها حيث قضت ليلتها فيها باكية لتتقابل عيونهم بنظرة طويلة صامتة ابلغ من اي حديث
كانت صامتة وهذا ليس من عادتها ولهذا هو ل حتي الان لا يفهم ما يجول بخاطرها بالضبط..
تقدم منها حتي وقف امامها وهتف بصوت منخفض بعض الشئ:-صباح
لم ترد او تبدي اي رد فعل فتابع:-ممكن نتكلم بهدوء
نظرت له بتفكير لـ لحظات ثم اؤمات بنعم فأشار لها ان تتبعه لحيث غرفتهم فتوجهت خلفه بخطوات تكاد تكون بطيئة حتي وصلوا لها
فجلس علي الاريكة التي توجد بها وهتف بهدوء:-انا عارف ان قراري دا جه بطريقة مفاجأة وانك مكنتيش متوقعة كدا بس دي الطريقة الوحيدة اللي كانت تنفع اني اقولك بيها علي قراري
هتفت وقد بدأ الغضب ياصاعد لها مرة اخري:-انك تحطني قدام الامر الواقع
تنهد واجاب:-صباح انتي مش جاهلة انتي واحدة متعلمة وفاهمة ان دا حقي
تحولت ملامحها للشراسة وهي تجيب:-انا متعلمة في كل حاجة الا في الموضوع دا .. لما اكون مقصرة معاك يبقي تعمل كدا ياعلي .. لكن انا مش مقصرة بتاكل احسن اكل مفيش مرة قولتلك اني مشغولة ابنك رغم انه قاعد في الشارع طول الوقت الا انه متفوق بيتك ونضيف عايز اية تاني
صرخ بعنف:-مش مرتاح .. مش مرتاح من تفكيرك وطريقتك .. شوفي البيت اللي بتقولي عليه نضيف شوفي الوانه وذوقك.. شوفي هدومك وهدوم ابنك .. شوفي الفلوس اللي بسيبها وشوفي اللي بتجيبيه انا مش مرتاح مش عارفه تعيشي صح ولا عارفه تعيشينا .. انتِ صباح ؟ انتِ واحدة يدوب في التلاتينات ؟ انتِ كأنك عجزتي بشكلك وبطريقتك وحتي بتصرفاتك شغالة تنتقدي اي حاجه وكأنك ست عجوزة بتغيري من جنات رغم انكم زي بعض وبتتعاملوا بنفس المعاملة .. طريقتك غريبة .. احوالك غريبة انا مش مرتاح وانا عايش كدا
صاحت بغضب:-تروح تتجوز عليا بقي علشان مش عجباك بدل ما تقولي اغير من نفسي
تقدم منها لخطوات قوية حتي وقف امامها وهتف وهو يهزها بقوة:-وهو انا منصحتكيش وقولتلك تغيري من نفسك ؟! دا انا كل يوم بقول صباح تصرفاتك تتغير صباح طريقتك تتغير صباح الفلوس في الزفت الدرج صباح اشتري صباح اعملي وانتي اية ؟؟ تروحي مع جنات تاقفيلها علي الواحده وتبقي مش عيزاها تشتري ولما ترجعي تقولي كان نفسي كان نفسي .. انا مبقيتش فاهمك بجد ، بتغيري .. طيب علي اية وامتي دا حصل ولما بتغيري مش بتصلحي من نفسك ليه

قاطعته بضيق:-انت لو عايز تتجوز اتجوز مش هقولك لا
نظر لها مذهولا بينما هي اقتربت منه الخطوات التي ابتعدها واكملت حديثها:-بس يوم ما اقولك طلقني تطلقني ويوم ما تقصر في حقي مش هيحصل كويس ويوم ما تنسي ابني مش هسكت ويوم ما مراتك تغلط فيا او فيه هقلب الدنيا دي ياعلي .. عايز تتجوز اتجوز .. يمكن انا اتغيرت ومبقتيش زي الاول زي ما بتقول وزوقي اتغير وتصرفاتي اتغيرت ويمكن اتغير مية مرة كمان وللاسوء كمان بس هفضل ست وهتفضل كرامتي اهم حاجة في حياتي
وابتعدت عنه وتركته وحيداً ينظر لاثرها بذهول وعدم فهم
________________________________
كانت تجلس مع رضوي في غرفتها والتوتر يسود علي ملامحها فرضوي عفوية ومرحة تتحدث كثيرا دون فواصل بينما هي ليست متعودة علي ذلك لا تتقابل مع الكثير وكل من تعرفهم حديثهم قصير حاولت ان تنسجم معها ولكن لم تعرف كيف تفعل هذا
تنهدت وهي تستمع لحديث رضوي:-انتي هادية خاالص كدا دايما ولا علشان دي اول مقابلة ما بينا
نظرت لها وتحدثت بصراحة:-لا انا دايما كدا مش بعرف اتكلم كتير خاصةً لو اول مقابلة
قالتها وهي تنظر للارض في اخر جملة لتقول رضوي:-غريبة ! اللي اعرفه ان الناس النضيفة دي بتكون اجتماعية اوووي
ضحكت علي لفظ .. نضيفة .. ولم ترد بينما اكملت رضوي:-متعرفناش لـ دلوقتي بطريقة صح
تنهدت ثم تابعت:-انا رضوي العطار في اولي كلية تجارة
مدت يدها لها وهي تقول:-انا نوران في تالتة اعلام
سلمت عليها وهي تقول بذهول:-اعلام .. واووو اهلك وافقوا عادي عليها
حركت كتفيها علامة علي الاعتيادية وهي تجيب:-اها وافقوا عادي .. هو فيها حاجة
هتفت بأحراج:-لا بس في ناس مش بترضي تخلي بناتها تظهر علي التلفزيون وكدا
اؤمات بتفهم وهي ترد:-لااا هما موافقين عادي

رواية ست البنات لــ زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن