الحادي عشر

18.3K 645 7
                                    

الفصل ( 11 )

الموت ... تلك الكلمة التي يتوقف معها الحب والمرح كلمة تستطيع ان تنشر الحزن لسنوات ان تبعثر مرح القلب لاعوام تلك الكلمة التي تمحي من عقولنا ذكريات تلك الكلمة السيئة والتي هي علينا حق
الموت ... نفقد فيه احبائنا .. غوالينا .. اؤلئك الذين لا نشعر بالامان الا معهم وبين احضانهم
الموت ... يسرق منا لحظات نسرقها نحن من الزمن
يأخذ اعز العزيز ، يخطف دون انذار
يمنعنا من الحضن والبسمة الاخيرة التي تخرج من القلب
الموت ... كان ومازال علينا حق
كنا ومازلنا نخشي قدومه علي احبابنا

وما رد فعل فتاة لا تملك الا اثنين من الزمن اثنين من الحياة هم لها كل شئ خطفهم الموت بلحظة بغمضة عين دون سابق انذار
كانت راقدة علي فراش سمر لا حول لها ولا قوة مازالت غافية في غيبوبتها التي دخلت فيها هروبا من الواقع والخبر الاليم تنظر لها سمر بحزن عليها
لم تعرف عنوان منزلها فأتت بها لهنا بمساعدة حسن الذي جاء ركضا عندما طلبته سمر
رغم انه كان متألم كما كان يزعن من الامس
كانت حالتها محزنة بالفعل وهي تهمس كل لحظة والاخر بين سباتها العميق بجملة لا تتركوني
ولكن الموت جاء ياعزيزتى واذا جاء الموت لا يغادر بيد فارغة

هتفت سمر وهي تنظر لوالدتها:-مش عارفة ياماما رده فعلها ممكن تبقي عاملة ازاي لما تصحي
صفية بحزن علي تلك الفتاة:-ربنا كبير يابنتي ومهما حزنت هتعرف تكمل حياتها .. الحياة مبتوقفش علي حد
بدموع رمقتها وتذكرت والدها العزيز هي تكمل من غيره حباتها وتبتسم ايضا ولكن ذكراه مازال بالقلب .. لكن نوران غيرها
نوران لا تملك الا والديها والذين توفوا معا
علي الاقل هي مازالت تملك والدتها العزيزة وشقيقها

فاقت من شرودها علي صوت صفية:-طيب مش لازم نصحيها علشان تحضر دفنتهم
حركت يدها علامة علي الجهل وهي تهمس:-مش عارفة اصحيها ولا اعمل اية .. اخاف اصحيها تنهار واخاف مصحهاش تزعل مني بعدين
اقتربت صفية من الفراش وبدأت بأيقاظ الاخري وهي تهتف بصرامة:-محدش بيغفر لـ اللي بيمنع الانسان من الوداع الاخير ياسمر
وراحت تيقظها برفق وهي تردد:-نوران يابنتي فوقي يابنتي .. نوران
وراحت تردد اسمها كثيرا حتي بدأت بفتح عيونها اخيرا وابتعدت رموشها الكثيفة عن بعضهم فظهرت عيونها الزيتونية وهي تهمس:-انا صاحية
ثم اعتدلت مرة واحدة ونظرت لهم بتركيز بعض الوقت هي خرج صوتها متقطع:-هو اية اللي حصل ياسمر انا كنت بحلم صح .. انا كنت بحلم بابا وماما لسة عايشين صح
تجمعت الدموع بعيون سمر ولم ترد
بينما اكملت الاخري بدموع وقد تأكدت من الخبر بسبب صمت سمر تلك:-يعني هما ماتوا .. مش هشوفهم تاني ماما سابتني لوحدي طيب ومين هيزعقلي لو اتاخرت مين هيروح لبابا يشكيله مني علشان عايزة اخرج بابا .. بابا مشي خلاص وسابني ياسمر لوحدي .. هو عارف اني مش بعرف اتصرف هو عارف اني بخاف هما عارفين اني مليش غيرهم ومن غيرهم هضيع
قالت اخر كلماتها وهي تنهار في نوبة بكاء عالية فاقتربت سمر منها واحتضنتها وظلت تمسد علي خصلاتها دون حديث
فأي حديث هذا الذي يقال في هذا الموقف !!

ظلت تبكي وتصرخ في حضنها كثيرا حتي استجمعت قوتها قليلا وثم حاولت ان تبتعد عن سمر قليلا وهي تهمس:-انا عايزة اشوفهم عايزة اشوفهم المرة الاخيرة ياسمر خوديني عندهم ارجوكي

رواية ست البنات لــ زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن