الخامس

22.9K 754 15
                                    

الفصل ( 5 )

بعد ان انتهي وقت الغداء وقف حسن في شرفته هادئا ينظر لما يحدث في الشارع بملامح شاردة علي غير العادة فيما هو شارد حقا لا يعلم ولكن في نهاية افق شروده البعيدة هذة يلمح عيون يعرفها جيدا عيون زيتونية غامقة تظن انها سوداء في بداية الامر
تشبه غابات زيتون سيناء وجمالها عيون رغم روعتها الا انها تائهة خائفة ومتوترة تجمع فيها ما بين البراءة والتحدي
جمعه بها موقفين لا اكثر كلا منهم مر كسرعة البرق حتي نظره العين لم تطول بينهما ولكنه يتذكر تلك العيون جيدا
كأنها سحرته او كأنها باتت تخصه !!
استمع لصوت سمر من الشرفة المقابلة تحادث احدهم وبـ لحظة تركيز عرف انها تحادثها هي .. تلك الفتاة التي تشبه البدر في ليله تمامه
ارهف السمع حتي استمع لسمر تقول:-انتي لسة متعودتيش يعني يانور علي انشغاله الدايم
صمتت لـ لحظة ثم اكملت:-عارفة انه بيأثر فيكي بس اتعودي يعني هو بيعمل دا كله لية .. مش علشانكم انتوا وعلشان تعيشوا مرتحين ومتحتاجيش حاجة
كان يستمع وليته ما استمع .. لا يفهم شيئا من هذا الحديث
من هذا الذي لا تعتاد علي انشغاله وتعاني منه الي هذا الحد .. هل هناك من هو مرتبط قلبها به
هل هناك من تتمناه وتحادثه بحالمية وتتدلل عليه
عند هذا الحديث تعصبت ملامحه ورمق سمر وحيث موضع الهاتف علي اذنها بغيظ وغضب وثم دخل
ولم يستمع لحديث سمر الذي اكملت:-وبعدين كفاية انه بيحاول يبقي معاكي يانور هو ومامتك .. حالك والله احسن من حال ناس كتير
وغام الحزن عيونها وهي تتذكر ابيها العزيز ..

بغرفته ...
جال الغرفة ذهابا وايابا والغيرة تنهش قلبه هو لم يحبها بالطبع ولكن فكرة ان هناك من يمتلك ذلك الوجه الجميل وتلك البراءة تحرقه
لما لم يمتلكها هو .. لما هو لا يحصل علي تلك الفتاة ذات الانوثة المتفجرة والبراءة التي لا توصف
غامت عيونه بنظرات ضيق عظيمة قبل ان يتوقف فجأة ويهمس بعنف:-اية اللي انا بقوله دا ما تولع هي وهو بقي حتة بنت مشفتهاش الا مرتين تعصبني كدا
وحرك يده علي وجهه بحركات عصبية ثم خرج متجها لـ الحمام واضعا رأسه اسفل صنوبر المياة لعلها تهدئ من اشتعال النيران برأسه
رفع عيونه ونظر لـ المرأة التي تعلي الصنور وهتف بنبرة ضيق:-بس هي مش اي بنت برضوا .. دي مزة اووي ازاي تفلت ن يدي
ونظر لـ الاعلي وهتف بأرهاق:-بقي يارب تحرمني من توحة ونوران في اسبوع واحد كدا
وها هو عاد حسن لعادته القديمة مرحا ، سعيدا ، غير مباليا بشئ ...
_______________________________
اغلقت الهاتف مع سمر وهي تبكي حظها بالفعل سمر معها حق فلما يتعب والدها وينشغل عنها ؟ اليس لاجلهم
لاجل ان يوفر لهم حياة كريمة كما اعتادت
لاجل ان تتمتع بكل ما تريد وتحصل عليه وقت ما تريد
ولكن هي لا تريد تلك الاشياء المادية
هي تريد اشياء اخري معنوية لا تتوفر بالمال
لعلهم لا يفهمون ذلك .. ولكن هذا حقا ما تحتاجه هي ولا تريد شى غيره
تنهدت وهي تترك الهاتف بجوار الفراش علي منضدة صغيرة ثم تتجه لـ الخزانة الخاصة بها وتفتحها وثم تخرج فستانا قصيرا للغاية بالكاد يصل لقبل الركبة وعاري من الخلف بدفتحة ظهر كبيرة ذات لون احمر غامق مثير وضعته علي جسدها من الامام من فوق ملابسها ورأته عليها لتجده سيلائم بشرتها البيضاء جدا فابتسمت وهي تنزع ملابسها البيتية وترتديه لتبدو بمظهر مثير للغاية
مظهر لا يمكن وصفه ابتسمت وهي تمسك احد اصابع الروج الذي كان بنفس درجة الفستان وتضعه علي شفتيها المغرية لتزيدها اغراءا اكثر فاكثر
وثم حركت يدها علي خصلاتها بنظرات ناعسة وهي تحركه يميا ويسارا
وثم اتجهت لـ هاتفها مرة اخري وقامت بتشغيل احدي الاغاني وبدأت بالرقص وهي تشعر وكأنها تطير فوق السحاب من الراحة التي تشعر بها
حيث اخذ جسدها يهتز برشاقة وليونة كبيرة وخصرها يميل معها
فكانت حقا .. حقا مثيرة بدرجة لا يمكن وصفها

رواية ست البنات لــ زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن