الفصل ( 8 )
مر الوقت سريعا وها هي سمر تستقل سيارة حسن مرة اخري وهي تنظر لكل ما حولها بزهول تنظر لحسن الذي يتأوة وينوح كالنساء ببكاء مصطنع تدركه جيدا وهو يضع يده علي وجهه وصديقه الذي يسوق بدلا عنه والتوتر يشغله والاخرين المجاورين له والذين لا يعرفون ايقلقون عليه ام يضحكون علي حديثه الناقم فهو بعد ان تعرض لضربة طائشة دخل بينهم اكثر يحاول ان يحل الموضوع قبل ان يصطدم بوجهه مقعدا اصاب هدفه بنجاح ولم يكن سوي وجهه الوسيم
مازالت تتذكر شكله وهو يخرج من المطعم محمل علي الاكتاف وهو يصرخ بـ كلمات عديدة وجمل كثيرة منها " ياخراب بيتك ياحسن ياخراب بيتك ياحسن المطعم انهار ياحسن ... ريماموس بقي تحت الارض هنتشرد ياولاااد وانا اللي بقول عندي مطعم عندي مطعم بقي عندي عاهه مستديمة "
وكلمات كثيرة لا تعد وحقا حالها كأصدقائه لا تدرك اتحزن عليه وعلي المطعم ام تضحك !!!وقفت سيارته امام منزله في الحارة بعد عودتهم من عند الطبيب الذي نظف جراحه ليهبط اصدقائه ويساعدوه في الهبوط ويحملوه وما ان رأته اول سيدة في الحي حتي صرخت بفزع هاتفة:-يالهوووووي مات يا ولاد .. مات ولا لسة
لينظر لها بضيق ويهتف وسط تعبه:-هتموتي وتسمعي الخبر انتي بس والله عمرك ماهتسمعيه
ثم حاول ان يعتدل في جلسته علي ايد اصحابه وهو يتابع:-انا وردة مقمعة مفيش حاجة تصبني ياختيوبعد ان كانت والدته تهبط علي الدرج ركضا لتراه وقفت في منتصف الطريق وهي تسمع حديثه العابث هذا .. فمدام هو يمرح اذن هو بخير ولم يصيبه شئ كارثي
ورغم حالته تلك ظل يستقبل دعوات الجميع وهو محمل علي اكتاف اصدقائه وهو يأمرهم بتغنج " شيلوني كويس .. ودوني عند الست سعاد علشان تشوفني .. هاتولي عصير علشان عطشان "
وظل يأمرهم كثيرا ولولا حزنهم عليه لكانوا اكملوا عليه حتي سقط ميتا علي الارضواخيرا جلس في غرفته وغادر الجميع ليبقي فقط بين افراد عائلته الاعزاء لتقول صباح وهي تلوي شفتيها بحنق في محاولة منها ان تخرج مشاعره الخزينة عليه لكن بطريقتها الخاصة:-انا قولت اتشليت ولا حاجة بس انا شيفاك زي الجن اهو
وضع يداه الاثنان امام وجهها وهو يهتف:-خمسة في عينك خمسة في عينك
ثم همس بصوت منخفض:-ست بومة صحيح
وكانت بجواره تجلس منة ابنه شقيقه التي ضحكت عاليا وهي تقول:-بومة .. طنط صباح بومة
لينظر لها الجميع ولحسن بتفهم للموضوع ولكن لم يتحدثوا وهم يحاولون ان يكتموا ضحكاتهم عليه فحسن هو حسن مهما حدث ومهما جري
تنحنح السيد شوقي بـ خشونة وهو يهتف:-تصليح المطعم عليا ياحسن
قال حسن بجدية:-لا يابابا المطعم اتدمر بسببنا واحنا اللي هنصلحه كفاية اننا فتحناه بفلوسك
صحح جملته:-بس رجعوتها وبأرباحها كمان
هتف بنفي قاطع:-بس المرة دي لاا .. علشان اتعود اصلح غلطي بنفسي ومتكلش علي حضرتك في مصايبينظر له نظرة تقدير ولم يتحدث بحديث اخر فكم تعجبه شخصية حسن وتركيبته يشعر وكأنه بعيد كل البعد عن تفكير العائلة وكأنه يجمع صفات الجد برجاحة عقله والاب بعطفه والطفل بمرحه...
__________________________________
وصلت نوران لمنزلها والشرود يسيطر عليها وحتي علي خطواتها التي اصابها البطئ وهي تسير بين جدران منزلها شاردة فيما حدث
وكيف اصرت عليها سمر بأن تغادر حتي قبل ان يخرج حسن من المطعم متعللة بأنه سيكون بخير وانها عليها ان تغادر مبكرا قبل ان يتأخر الوقت وتقلق والدتها عليها
هي الان بين جدران المنزل الهادئ
كـ هدوء الصحراء تسير فيه وترمقه بسخرية فوالدتها لم تعود بعد
والغريب انها لم تهاتفها اليوم ابدا وهذا لا يحدث بالعادي
فهي اعتادت علي اتصال والدتها كل ساعة تقريبا واحيانا يفعل ذلك والدها ايضا
هم يغرقونها بأهتمام واهي ولكنه كان يكفيها ويشعرها بحبهم لها لكن الان .. حتي هذا الاهتمام الواهي بدأ يختفي ويغادرها
تنهدت بسأم وهي ترمق منزلها العزيز بنظرة واهية قبل ان تترك الطابق الارضي وتصعد لـ الاعلي لـ حيث غرفتها التي تعتبرها مملكتها الخاصة بها ... الخاصة بنوران عامر وفقط..
_________________________________
اصر علي ان يخرج ويتناول معهم طعام العشاء متجاهلا آلام رأسه ووجعه ولكن من وقت جلوسه لـ الان يشعر ان هناك خطبا يحدث بين شقيقيه ووالده خاصة نظرات "علي" القلقة التي يرمق صباح بين كل ثانية والاخري بحزن
حتي استجمع قوته اخيرا وتنهد وهو يقول:-انا قررت قرار
نظر همام لطبقه ولم يتحدث بينما امتعضت ملامح شوقي منتظرا الحرب التي ستحدث الان
بينما هتفت رضوي بمرح:-قررت اية ياعلي
نظر لكل الجالسين وثم تركزت عيونه علي صباح وهو يقول بصوت جامد:-قررت اتجوز
وساد الصمت بينهم جميعا وهم ينظرون له بعدم تصديق بينما هو ابتلع ريقه بالخفاء منتظرا رد فعل صباح التي انتفضت فجأة وكأنها اخيرا استوعبت لاامر وهي تصرخ:-تـ اية ؟ تتجوز ياعلي ، عايز تتجوز عليا
وثم تساقطت دموعها وهي تركض بعيدا عنهم صاعدة لـ الاعلي في رد فعل لم يتوقعه بتاتا
فقد توقع ان تثور وان تصرخ وربما ان تقتله ايضا !!
نظرت له فوزية بعتاب وهي تهتف:-حرام عليك ياعلي تكسر بخاطر البت اليتيمة كدا
كان بداخله حزين ولكن لم يظهر ذلك وهو يغمغم بجمود:-الشرع محللي اربعة ياامي
عادد تؤنبه مرة اخري:-بس حرام عليك بنت عمتك كلنا عارفين انها شايلاك علي كفوف الراحة وغلطها بس لسانها الطويل
تنهد ولم يرد بينما تبادلت جنات النظرات الحزينة مع همام وهي تفكر هل يمكن ان يفعل بها ذلك يوما ؟
فصباح ابنه عمة "علي" وعلي الرغم من ذلك هو سيفعل بها هذا وسيتزوج
فماذا سيفعل همام وهي لا يوجد لها من يحميها او يدافع عنها حتي لو فكر في فعل ذلك ويقف امامه طالبا منه ان يطلقها
نعم يطلقها ومجبورا ايضا لفعل ذلك .. فمن يفعل ذلك لا يستحق ان تجاوره امرأة ابدا .. مادامت انه يقرر فجأة ودون ان يعطي اسباب لفعلته الشنيعة تلك
أنت تقرأ
رواية ست البنات لــ زينب سمير
Mystery / Thrillerانت الشرق وانا الغرب .. انت الشمس وانا القمر انت في وادي وانا في اخر فكيف لنا ان نجتمع في طريقا واحد !! هل الحب هو الذي جمعنا .. ام القدر ؟! رواية لـ الكاتبة زينب سمير والتي تعرف ايضا بلقب ملكة الغموض