مشروع استعادة الأمة

23 5 2
                                    


  
مشروع استعادة مجد الأمة :

يجب على كل غيور على هذه الأمة أن يصدق الله في نيته وعمله، وأن يجعل هذا المشروع مشروعه، وأن يبدأ التنفيذ اليوم وليس غدًا، بعزم قوي واعتقاد راسخ، بل بيقين أن الهدف لا محالة محقق بإذن الله. وبذلك يتصيد كل فرصة سانحة..

{فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].

لقد تعرضت الأمةُ في العقود الأخيرة لهزات عنيفة، أدت بها إلى أن بدأت تُفيق من غفلتها، وأصبح السؤالُ الذي كان يجب أن يُطرح منذ قرون يظهر محتشمًا من حين لآخر: لماذا وصلت الأمةُ إلى ما وصلت إليه من انحطاط وذل ومهانة وانكسار؟ وكيف ضاع مجدُها، وهي التي كانت والمفروض أن تظل خيرَ أمة أخرجت للناس؟

إن جسم الأمة مريض، ، فإن تشخيص مرضه يتلخص في حديثين شريفين للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، وقولة حكيمة من الحكيم العظيم: الفاروق عمر رضي الله عنه.

فأما الحديثان الشريفان، فيقول المعصوم صلى الله عليه وسلم في أولهما: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلةُ على قصعتها. قالوا: أمِنْ قِلَّة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن.. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت». (رواه أحمد وأبو داود عن ثوبان).

وأما ثاني الحديثين، فيقول فيه الحبيب الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذُلاًّ لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم». (رواه أحمد عن ابن عمر).

وأما قولة الحكيم الفاروق عمر رضي الله عنه التي قالها بمناسبة فتح بيت المقدس ردًّا على أحد قادة الجيش فيقول فيها:  «لقد كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام، فلو ابتغينا العزة في غير الإسلام لأذلنا الله».

هذا تشخيص الداء، فما الدواء؟

إن الدواء يكمن في  وضع مخطط محكم، طويل أو متوسط المدى، حسب مجهودنا وإمكانياتنا،

للانتصار به على أعداء الدين الحاقدين، حتى نعيد للأمة كرامتها ومجدها وعزها.. إن أعداء ديننا الحنيف بتحالفهم

"الصهيوني الصليبي" قد أعلنوا الحرب على ديننا الحنيف، وعقدوا العزم على أن يستأصلوا شأفته، حتى لا يخرج المارد الذي أفزعهم من قمقمه. وحتى لا تقوم للمسلمين قائمة، كي يأمنوا خطره، ويعيشوا في طمأنينة وأمان.. لأنهم درسوا تاريخنا، ولا يزالون يدرسونه لأبنائهم وحفدتهم، واستوعبوه جيدًا، كما استوعبوا الحديثين الشريفين والقولة الحكيمة.. لذلك، فهم لا يهنأ لهم بالٌ، ولا يرتاح لهم خاطر، حتى يقضوا على هذا الدين، أو على الأقل يحولوا بينه وبين معتنقيه الموحدين.. مصداقًا لقوله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 217].

كي لا يستمر الهوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن