أمريكا وإسرائيل وعقدة الدم
د.عبدالعزيز بن مصطفى كامل
خاض الإسرائيليون بالاشتراك مع الأمريكيين الجولة الثانية ضد ما أسماه الطرفان بـ ( الإرهاب ) ؛ حيث شُنت الحرب هذه المرة ضد مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي بدلاً من طالبان والقاعدة ، وباشر الأمريكيون الحرب فعلاً بأسلحتهم وبدعمهم المفتوح لدولة اليهود ، لتقاتل بالنيابة عنهم وبالأصالة عن نفسها كما قاتل الأمريكيون نيابة عن إسرائيل في حرب الخليج الثانية .والمصلحة مشتركة على كل حال بين أمريكا واليهود في خوض حرب استئصال ضد أي حركة إسلامية مجاهدة في أي مكان من العالم ، ولكن لأسباب معلومة كانت الحكومة الإسرائيلية أوْلى بخوض هذه الجولة من الحرب ( الطويلة ) التي أعلنتها الإدارة الأمريكية .
إن الحلف القائم اليوم بين ( إسرائيل الشرقية ) الرابضة وسط البلدان العربية و ( إسرائيل الغربية ) القابعة في القارة الأمريكية ، هو أجدر الأحلاف بأن يسمى (محور الشر ) .أما سبْق الأمريكيين بإطلاق هذا المسمى على ( العراق ، و كوريا ، و إيران ) التي لا يربط بينها رابط ، فهو من قبيل التعمية على الهدف الأصلي من الحرب الأمريكية اليهودية على الإسلام وأهله في العالم .
نحن نعلم والناس يعلمون دوافع وخلفيات العداء اليهودي للعرب والمسلمين وللبشرية جمعاء ؛ فعقدة التفوق العنصري الموهوم لما يسمى بـ ( الشعب المختار ) لا تزال مسيطرة على عقليات ومعتقدات اليهود الذين يكذبون دائماً ويصدقون أنفسهم ، وما حدث على مر التاريخ اليهودي قديماً ، وخلال تاريخ ما كان يسمى بـ (الصراع العربي الإسرائيلي ) حديثاً من صفحات سوداء دامية ، يجلِّي لنا بصورة عملية الكيفية التي ترجمت بها عقدة التفوق الإسرائيلي ؛ حيث تنفك هذه العقدة دائماً عن عقدتين أخريين : إحداهما شدة الاستهانة بدماء الآخرين من ( الأمميين ) أو (الأغيار ) أو ( الجوييم ) أو ( العامة ) أو ( الكوفريم ) التي تعني في كل تلك المترادفات ، الأصناف البشرية الأخرى غير اليهود .
والعقدة الأخرى : شدة الحرص على قطرة الدم اليهودي ، بل على حفنة التراب من رفات اليهودي ، إلى الحد الذي جعل الإسرائيليين في مرات عديدة يقايضون رفات بعض الأموات ، برقاب عشرات الأحياء من العرب السجناء ! لا أريد هنا أن أفيض في الحديث عن مظاهر وخلفيات عقدة الدم اليهودي ؛ فكل هذا أصبح معروفاً بالمعايشة ، ومكروراً بالمراقبة ومعروضاً على الأسماع والأبصار والأفئدة .
أما ما لم يعرف كله أو ينتظر جُله ، فهو ما كان يصدر ولا يزال عن النصارى الأنجلوساكسون من مواقف عدائية ضد جميع الأجناس البشرية ، لا ضد المسلمين وحدهم ؛ حيث بدا بجلاء أن أبرز من يمثلون الأنجلوساكسون وهم الإنجليز والأمريكان لديهم عقدة أخرى تسيطر على تصرفاتهم تقترب كثيراً في الشبه من عقدة التفوق العنصري اليهودي .
وقد وجدت بعد شيء من البحث والتأمل أن العقدتين اللتين تتحكمان في أكثر تصرفات كفار أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، وبالذات نصارى البروتستانت ، تتصلان بدعوى الانتساب إلى ما يسمى بـ ( البقية المختارة ) من أبناء يعقوب أو بني إسرائيل ، حيث تتنافس الطائفتان الضالتان في احتكار الانتساب إلى بقية (الشعب المختار ) من سلالة أسباط بني إسرائيل
أنت تقرأ
كي لا يستمر الهوان
Tiểu thuyết Lịch sửقد لا يمانع "السيد" من أن يرقص "عبيده" ويغنوا ويسكروا، طالما أن هذا يلهيهم عن مجرد التفكير في طلب حريتهم أو التمرد عليه وهم يرونه يغتصب إنسانيتهم وكرامتهم! هذه هي (حرية العبيد)...حريتهم في ممارسة متعةٍ تبقيهم مستعبَدين! في زماننا، عندما يقدم "السيد"...