متى....متى....متى....النصر؟؟!

9 2 0
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم

متى... متى... متى... متى النصر؟

(المعنى..)
قال الله جل شأنه: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}..
إن تنصروا الله: شرط، جوابه: ينصركم..
فما نصر الله؟.. وما نصرنا؟..
متى ننصر الله؟، ومتى ينصرنا؟.
النصر في لغة العرب[معجم مقاييس اللغة 5/435] بمعنى: "إتيان الخير وإيتائه" فهو على وجهتين: الأول: إتيان الخير.. أي قصده وفعله، تقول العرب: نصرت بلد كذا، إذا أتيته، قال الشاعر:
إذا دخل الشهر الحرام فودعي بلاد تميم وانصري أرض عامر
الثاني: إيتاء الخير.. أي إعطاؤه وبذله، فالنصر: العطاء، قال الشاعر:
إني وأسطار سطرن سطرا لقائل يا نصر نصرا نصرا

* (الشروط..)
وبهذا يتضح المعنى الشرعي للنصر، فنصرنا لله تعالى يكون بمعنى قصدنا وفعلنا للخير الذي أمر به؛ ونصره لنا يكون بمعنى إيتاءنا وإعطاءنا الخير الذي وعد به؛ ومعنى الآية:
يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا دين الله تعالى بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتوحيده وحده بالطاعة والعبادة، لا شريك له، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وموالاة المؤمنين ونصرتهم، ومعاداة الكافرين، ينصركم على أعدائكم، فيظفركم بهم، ويشف صدوركم منهم، ويعليكم عليهم، ويعزكم ويذلهم، ويجعل العاقبة لكم، كما قال تعالى:
{ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز * الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}.
وقال:{وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا}.
وقال: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون}.
وقال: {فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون}.
وقال: {والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا}.
فقد اشترط لحصول النصرة من الله تعالى أمورا هي من نصر الله، هي كما وردت في الآيات:
1- توحيده بالعبادة والطاعة، في قوله: {يعبدونني لا يشركون بي شيئا}.
2- تصديقه، واليقين بما أخبر به وأمر، في قوله: {الذين آمنوا}.
3- القيام بطاعته، في قوله:{وعملوا الصالحات}.
4- المحافظة على الصلوات في أوقاتها، في جماعة، في قوله: {أقاموا الصلاة}.
5- أداء الزكاة تامة، وإخراجها في وقتها، في قوله:{آتوا الزكاة}.
6- القيام بالنصيحة، بالحث على الخير، والزجر عن الشر، في قوله:{أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر}.
7- عدم الثقة في الكفار، والاطمئنان إليهم، ومودتهم، ونصرتهم، في قوله:{ولا تركنوا إلى الذين ظلموا}.
8- نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، بالاتباع والتأييد والذب عنه في قوله: {وعزروه ونصروه}.
9- نصرة المؤمنين، بالتأييد، والجوار، والمنع، والإكرام، في قوله:{آووا ونصروا}.

فهذه الشروط منها:
ما هو حق لله تعالى، من عبادته وحده، ومنع عبادة غيره، أيا كان، سواء كان قبرا وضريحا ومزارا، أو صنما ووثنا، أو شخصا ومخلوقا؛ وكذلك طاعته وحده، ومنع طاعة المخلوقين، مهما كانوا، مشايخ أو حكاما أو علماء، في معصية الله تعالى، واتخاذهم أربابا من دون الله تعالى؛ وكذلك معاداة وبغض من كفر به، ولم يؤمن برسله، والتبريء ممن تحقق عنادهم بعد البلاغ.
ومنها: ما هو حق بين المؤمنين، من صدقة الأغنياء على الفقراء، والنصيحة للمؤمنين، ومودتهم، ومحبتهم، ونصرتهم، ومنع الكافرين منهم.
فالطائفة التي تمتثل لهذه الشروط بالفهم والتطبيق هي الطائفة المنصورة، بهذا وعد الله تعالى حيث قال: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}..
وقال:{وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا}.
وقال: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور * أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز * الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}.

كي لا يستمر الهوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن