الإتحاد الإسلامي واقع أم مهزلة!!!!!

14 3 0
                                    

الحمد لله الواحد القهار، العزيز الجبار، مقلب الليل والنهار، لا تدركه الأبصار، وكل شيء عنده بمقدار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: لا يخفى على الجميع ما تمر به الأمة الإسلامية منذ أكثر من قرن لا سيما في السنوات الماضية؛ من فرقة وضعف وهوان وظروف استثنائية، حتى تكالبت عليها الأمم من كل حدبٍ وصوبٍ، واستباحت بيضتها وانتهكت حرماتها ودنّست مقدساتها، والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون. وقبل الإجابة الصريحة على الأسئلة المطروحة، من واقعية الاتحاد الإسلامي وإمكانية تطبيقه، والمصالح المرجوة من ذلك لا سيما بقضية فلسطين، والخطوات العملية لتحقيقه، لا بد من تأمل وتدبر لسنن الله الكونية في قوة وضعف المجتمعات، نهوضها وديمومتها من سباتها وتأخرها، الانتصار والتمكين من الهزيمة والتقهقر. المتأمل في تتابع الأحداث وتسلسلها تاريخيًا، يجد أن حال الأمة هذا طارئ عرضي، وأن وضعها الطبيعي الريادة والسيادة والعزة والغلبة والتمكين والصدارة بين الأمم، ولكلٍ أسبابه ومقدماته، فصحة الانتهاء من صحة الابتداء، {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ}

كان العرب قبل الإسلام في جاهلية دهماء وضلالة عمياء، يُضرب بهم المثل بالتفرق والتنازع والحروب وما حرب البسوس وداحس والغبراء بأكبر برهان، حتى إن إمبراطور الدولة الفارسية وصف حالهم بدقة، في حواره مع سفراء المسلمين قبيل غزوة القادسية، (فتكلم يزدجرد فقال: إني لا أعلم في الأرض أمة كانت أشقى ولا أقل عددًا ولا أسوأ ذات بينٍ منكم، قد كنا نوكل بكم قرى الضواحي ليكفوناكم، لا تغزوكم فارس ولا تطمعون أن تقوموا لهم. فإن كان عددكم كثر فلا يغرنكم منا، وإن كان الجهد دعاكم فرضنا لكم قوتًا إلى خصبكم وأكرمنا وجوهكم وكسوناكم وملكنا عليكم ملكًا يرفق بكم. فأسكت القوم فقام المغيرة بن شعبة: إنك قد وصفتنا صفة لم تكن بها عالمًا، فأما ما ذكرت من سوء الحال فما كان أسوأ حالًا منا، وأما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع، كنا نأكل الخنافس والجعلان والعقارب والحيات، ونرى ذلك طعامنا، وأما المنازل فإنما هي ظهر الأرض، ولا نلبس إلا ما غزلنا من أوبار الإبل وأشعار الغنم. ديننا أن يقتل بعضنا بعضًا، وأن يبغي بعضنا على بعض، وإن كان أحدنا ليدفن ابنته، وهى حية كراهية أن تأكل من طعامه، وكانت حالنا قبل اليوم على ما ذكرت لك فبعث الله إلينا رجلًا معروفًا نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده، فأرضه خير أرضنا، وحسبه خير أحسابنا، وبيته خير بيوتنا، وقبيلته خير قبائلنا، وهو نفسه كان خيرنا في الحال التي كان فيها أصدقنا وأحلمنا، فدعانا إلى أمر فلم يجبه أحد...)

كي لا يستمر الهوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن