الفصل الثالث عشر

25.5K 603 22
                                    

تجلس قمر علي سريرها تبكي وتشعر بالمهانة وبجرح بكبريائها لظلمه لها ، وتفكر كيف أعطي لنفسه ذلك الحق أن يهينها هو وخطيبته تلك التي لايليق عليها اسمها ومعناه ورائحته فهي لا المعني لها ولا الرائحة ..

ولكنها عند تذكر حديثهم انفجرت بالبكاء مرةً اخري فأنبت نفسها بعصبيه : كل ده بسببك وبسبب غبائك وسذاجتك بعد ماالموقف خلص بتعيطي؟! كنتِ فين كان فين لسانك وقتها؟ وجاية تقولي ازاي هانوني كده!!.

وأكملت بغيظ : لسانك كان فين ؟ واااه اي هو عذرك ؟؟ عذرك تحترميه؟؟!

وأكملت باستهزاء: تحترمي مين.. تحترميه هو؟؟! ده ما يختلفش عنها ؟ مش كفاية غبائك عشان تزودي عليهم سذاجتك؟؟!
وأكملت وهي تكاد تنفجر من الغيظ وتغرز أظافرها في لحم يدها : احترام عشان كرامتك يا هبلة لو مهمكيش أنتِ كرامتك ماحدش هيجري وراكِ ويقولك إلحقِ كرامتك من الأرض ولا لميها العيب عليكِ مش عليهم عشان سمحتِ ليهم بكده ..!

وتابعت بنفس الشعور بالغيظ وتضغط علي أسنانها بقوة وتشعر بغليان دمها وفوارنه بجسدها بأكمله حاملًا معه المزيد من الغيظ والعصبية والغضب جاعلة من جسدها يشتعل لا يهدأ وهي تتحدث بعصبية : ياه لو أشوفهم دلوقت .. عيناها وقعت علي ورقة علي الكمدينو لحكمة مؤمنة بها

" لا يكون الندم إلا بعد فوات الآوان .. ولا حزن إلا بقفدان .. ولا آلم إلا بمرض .. ولا سعادة إلا بعد شقاء "

فكانت تلك الحكمة بمثابة تذكير لها إنه لافائدة من الندم بذلك الوقت علي ما فات وإنه لن يعيد إليها حقها ولا الزمن سيعود ولكن أمامها الحاضر لتكون لها ردة فعل لا ينسوها مستقبلًا .. شعرت بنيران تغزو صدرها مما جعلها تتابع بعزم وهي تمسح دموعها وهي تتوجه إلي والدتها التي بدأت أن تتعافي واستيقظت من تلك الغيبوبه المؤقته ولكنها حتي الآن جليسة السرير ..

فطرقت الباب ودخلت وهي تري أمها المستيقظه التي كانت تقرأ وردها اليومي وما لبثت أن توقفت ورفعت نظرها قائله : ايه ياحبيبتي واقفه كده ليه؟!

أجابتها قمر بجديه بصوت به بحه من البكاء حاولت السيطرة عليه : ماما أنا عايزة نرجع بيتنا ..!

السيدة عفاف بتساؤل قلق من صوتها وعيناها التي فضحتها من نفختها من البكاء : في ايه ياقمر ، ايه اللي حصل ؟؟ أنتِ كنتِ بتعيطي ..؟

قمر بنفس الجدية : لا ياماما مافيش حاجه ماردتيش عليا أنا واحشني بيتنا ..

تائهة في جسور حبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن