الفصل الحادي والعشرون

26.2K 606 57
                                    

" تغزو الغيرة قلوبنا تجاه من أعتقدنا يومًا أنه لقلوبنا صديق .. لتراه بيوم وليلة بصورة آخري فما اختلف اليوم عن أمس ليكون من مجرد صديق إلي عالم بأكمله "

هو الآن في السيارة يشعر بالسعادة ينظر لساعته المشيرة للرابعه عصرًا بعد أن غادر المشفي وهو الآن في طريقه للبيت يشتاق للبيت وأجوائه وهاتف والدته وأخبرها بقدومه ..

فبعد أن استدعي الطبيب ليسأله كم سيظل في المشفي وإلي متي؟! ولكن الطبيب فاجأه بقوله : حضرتك لو عايز تمشي تقدر تتفضل في أي وقت إحنا خلاص إطمنا علي حضرتك ومافيش مضاعفات ..

وأكمل سليم بزهق : طيب والجبس؟؟

الطبيب بإبتسامة : ده بس هيطول شويه لكن الحمد لله الاصابه مش جامدة ، خفيفه بس الجبس بإذن الله هيتشال لسه بعد ٣ شهور ..

أصابه بالملل بعد ذلك الكلام وأن الجبس سيطول ولكن الحمد لله فإنه خرج من المشفي علي الأقل سعيد بذلك ..

وتابع وهو يحاول تصفيه عقله من الأفكار وهو يتمتع بالهواء العليل يغمض عينه ويتنفس بارتياح وهدوء لبعض اللحظات قاطعها توقف السيارة ووصلها لمقصدها ..

فتح له السائق يساعده علي الخروج ويميل لمساعدته ولكن سليم رفض وتناول العكاز يستند عليه وحده بصعوبه وهو يحاول تدريب نفسه عليه فهو سيلازمه لثلاثه أشهر ..

دخل البيت وراي أمه وخالته ينتظروه يحيوه بسعادة ولكن قمر لم تكن موجودة ولم يهتم بذلك واستأذن منهم ليرتاح لبعض الوقت وكاد أن يصعد السلام حتي قاطعته والدته بقولها بهدوء : أنا خليتهم يجهزولك الاوضه إللي تحت وينقلولك حاجتك فيها لحد ماتخف يا بني وتقوملنا بالسلامة ..

نظر لها بامنتان لشعورها به وتوفيرها عليه مشقه طلوع السلم وكاد أن يلتفت ليرتاح ولكنها قاطعته مرة أخري : العريس جاي هو وعيلته يشوفوا قمر انهاردة ..

قالت تلك الكلمات البسيطة جاعلة من الراحة تزوله ويمتلئ بالارق يلازمه طوال اليوم بالرغم شدة حاجته للراحة

التفت لها يطالعها بجمود : ليه هي قمر وافقت؟!
تولت خالته مهمة الرد تلك المرة وهي تقول بسعادة : آه يابني وافقت امبارح والعريس فرح وقال إنهم هيجوا انهاردة كمان ساعه ..

أومأ دون رد وتركهم ورحل لغرفته الجديدة وهو يفهم الان سبب عدم وجود قمر ..

تائهة في جسور حبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن