الفصل الخامس عشر

28.2K 630 30
                                    

" هل دائمًا الوقت في صفنا أم يمكن أن يخوننا أحيانًا ويفوت ولا يبقي إلا الندم .. أ يكون خطأ الوقت أم إننا وثقنا به أكثر مما ينبغي ؟! "

وصل سليم لبيت مني وهو الآن ينتظر أسفل بنايتها ياخد أنفاس ويزفرها بهدوء محاولةً تهدئه نفسه قبل أن يصعد إليها حتي يستطيع أن يعرف منها ما يشاء بهدوء حتى تتكلم ولكن إن ذهب وهو في ذلك الحال فلن يمسك أعصابه وسيرتكب جريمة بمجرد أن ينظر إلي وجهها ..

عند وصوله لتلك الجمله أغمض عيناه بنفاذ صبر وهو يضغط علي أسنانه بغيظ يشعر بالغباء من نفسه .. وثم نزل من السيارة عندما شعر بهدوء نسبي لاعصابه وهو يصعد البنايه المكونه من عشر طوابق قاصدًا بيت سكرتيرته بالطابق الخامس ..

في حين نري سيدة بلغت من العمر ستون عامًا تجلس علي السرير غير قادرة علي الحراك وهي تشاهد التلفاز بعد أن تناولت ادويتها وهي تسمع رنين جرس شقتها فتصيح بصوت عالي لتجذب انتباه ابنتها الواقفة في المطبخ تعد طعام الغداء فالساعه قد تجاوزت الرابعه عصرًا .. فما كان من أبنتها التي لم تكن سوي مني السكرتيرة
أن أجابت سريعًا بصوت عالي بتعب : حاضر ياماما جايه ..

وبمجرد أن فتحت الباب ارتسم علي وجهها معالم الرعب وهي تري سليم يكتف يده وينظر لها بغضب وملامح وجهه لاتبشر بخير أبدًا فبلعت ريقها بصعوبة وهي مازالت عينها في عينه ..

فما كان من سليم إلاأن تحدث باستفهام بسخريه : ايه يا مني هفضل واقف علي الباب كتير ؟؟!

مني بخوف وبصوت بالكاد سمعه وهي تبتعد عن الباب : لا اتفضل ..

فدخل سليم التي التفتت إليه وهي تنظر في لظهره وتفكر بتعب الم ينتهي ذلك ؟؟! .. ألم تخرج من تلك اللعبه ومن كل شي ؟؟! لماذا إذا حتي الآن لايتركوها ووالدتها تنعم ببعض السلام !!

فلم يمر حتي الآن علي تركها للعمل سوي يوم وأتي اليها سليم ثم مالبثت أن استعادت نفسها وهي تراه جلس وينظر لها ومازال سخريته علي وجهه فهي تعلم أن تلك السخريه يكمن خلفها بركان غضب ثائر يوشك علي الانفجار فالسخريه أفضل بكثير ..

فحمحمت لإيجاد صوتها وهي تسأله وقد أنزلت عيناها في الأرض لاتتحمل وقع نظراته تلك : تحب حضرتك تشرب ايه ؟؟

وكاد أن بجيبها ولكن ارتفع صوت والدتها وهي تنادينها بصوت مرتفع ..أيقظ انتباه التي نستها من مفاجاتها بضيفها : مين ياااا مني ؟؟

تائهة في جسور حبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن