وحيدة كانت تتموضع قرب دالك الصور البارد المهمش ، سمفونية الامواج المتراطمة اصبحت تعطر كل لياليها .. لطالما كان البحر وجهتها و ملجأها بعد كل يوم متعب منفذ للطاقة و الروح .. كان البحر الاذن الصاغية لداواخلها المبعثرة و صوتها المكتوم .. وحيدة اكتفت بنفسها .. لا يؤنس خلوتها سوا لفافة الحشيش بين اصابعها .. ترتشف منها بعض الدفئ لصدرها البارد .. بعنين تقيلتين نضرت بعيني كلبتها المتلهفة للعب ، ابتسمت بهدوء و تنهيدة خفيفة تخرج من ثنايا صدرها ، عرفت انه في بعض الاحيان تكون الوحدة جميلة رُغم وحشتها ..
تسللت خيوط الشمس الى النافذة عندما فتحت عينيها بتنهيدة محمولة الحقد و عدم الرضا .. كانت تكره الصباح و تكره فكرة بداية اليوم و تكره ان لحياتها اللعينة بداية .. لم تكن شخصا صباحي بل كانت من اولائك الدين يعيشون الليل بكل ذوافيره .. تماما كاخطايا ..لكن عقلها برمج للاستيقاض باكرا و كانه يجبرها على عيش العذاب كله ..اخدت تحر رجليها تأخد حماما دافئا .. و سرعان ما تلهفت لاشعال سيجارة فور انتهائها .. كان هدوء بيتها يفوق الهدوء ! كل ما يسمع صوت شخير كلبتها النائمة . هدوء يسبب لها الصمم ، الهدوء في قاموس حياتها لم يكن دائما صمت فحسب .. الهدوء صراخ ، الهدوء انين ، الهدوء الم ، الهدوء صوت الانسان حين يكبله القهر و حين يفجره الكبت
ترحلت من منزلها متوجهة نحوها مطعمها المعتاد ، كان مطعما دو منظر رائع على ضفة جبلية ، مع انها كان بعيدا الا انه كان يستحق !كان المطعم فارغا كعادته .. اخدت احد المقاعد بينما احضرت لها الناذلة فطورها ، فكانت روزاليندا دائما ما تترك الاختياؤ في يد صاحبة المطعم . كانت بحق تحب تلك المرأة ، احبت يديها التي تصنع اشهى الفطائر لها يوميا ، و الذ العصائر .. في ذالخها كانت حقا ممتنة لوجودها .. لكنها كانت تحزن عندما ترى نظرات الخوف و الارتعاب قادمة من تلك المرأة اللطيفة ، فسمعتها السيئة قد لطخت كل ارجاء المدينة ، فاصبح الناس يعاملونها كوحش سينقض عليهم في اي لحظة ، او في الحقيقة ربما كانت كذالك !
انتقل تركيزها لوجبة فطورها اليوم ، و هاهي الان تحب تلك المرأة اكتر و اكتر .. كان عبارة عن شطيرة سلمون مع افوكادو و شطيرة اخرى لقطعة من الخس و الطماطم و كوب ليمون مع قهوة سادة بدون سكر كالعادة