كانت ليلي عفوية جدا تبادلنا أطراف الحديث بعدما تركنا فرانك بمفردنا تعرفت عليها و كذلك سألتها سبب لون شعرها الذي أثار إنتباهي قالت أنها تحب التغيير و كل فترة لون جديد و تسريحة جديدة هذا غريب ربما أنا الوحيد التي لم أصبغ شعري أبدا بعد القليل من ثرثتنا أنا و ليلي ذهبنا للغذاء بكافيتريا الشركة و لاحظت في فترة الغذاء كثرة الموظفين الموجودين طبعا تجاهلت نظراتهم غير مفهومة مما جعلني أتسائل عن سببها لكن أخبرتني ليلي أنهم كانوا فضوليين بشأن مصممة الجديدة لجولي روب بعد بحث طويل عن طاولة فارغة لم نجد كما سبق لي القول أن فعلا هذه الشركة مليئة بالموظفين و أرى أن هذا من منطقي فهي شركة كبيرة و مشهورة في باريس إتجهنا إلى طاولة كانتا فيها بنتان تتحدثان لذا ليس لدينا خيار جلست لتجلس ليلي مقابل لي و كل واحدة فينا تجلس بقرب واحدة من فتاتان بدأنا نتناول طعامنا كنت حقا جائعة فقط كان فطوري عبارة عن تفاحة فقط ألقيت التحية ليلي على فتاتان لابد من أنها تعرفهما أما أنا فإكتفيت بالابتسام لهما كان صمت سيد المكان حتى تكلمت إحدى فتاتان
^مازلت لا أصدق أن المدير قد طردها^ أردفت بملامح مندهشة
^كان من المتوقع حدوث هذا فقد خالفت قاعدة من قواعد الشركة^ أجبتها صديقتها
^من هي ؟ كيف حدث هذا ؟^ أردفت ليلي بتساؤل طبعا متوقع منها
^إنها كاثرن من قسم خياطة القطع قامت بخطأ و خلطت الألوان و قد علم المدير بهذا و أنت تعرفي أن ليس هنا فرصة ثانية^ أردفت الفتاة الجالسة بجانبي
^أوه...هذا مؤسف حقا^ أجابتها ليلي
كنت أستمع لكلامهم بتمعن لكني لم أشارك به كنت منشغلة بالأكل و لأن هذا موضوع تسبب لي بتوتر و أنا آكل عندما أشعر بالتوتر عادة خفت أن أخالف قواعد ذلك المدير السخيفة من دون قصد و يكتشف أمرنا إبتلعت ما بقي في حلقي من طعام
^سأسبقك للمكتب ليلي^ أردفت و أنا أنهض من مكاني
أومئت لي لأشق طريقي للمكتب خرجت من كافيتريا و إتجهت للسلالم كون المصعد معطل من صباح اليوم وصلت للطابق رابع الذي يقع فيه مكتبي كان الممر طويل و فكرت في أن ألقي نظرة على باقي الممر مشيت قليلا لكن لم يكن هناك شيء سوى أبواب المكاتب الأخرى لكن لفت إنتباهي مكتب في آخر الممر كان بابه مختلف كان أسود بينما كانت الأخرى بالبني الغامق وقفت أتأمله لأقرأ لوحة فوقه المدير ريكاردو ما اللعنة إنه مكتبه لكني تداركت الأمر متأخرة ليفتح الباب فجأة لأراه بملامحه الباردة كالعادة لكنه تفاجأ قليلا برؤيتي أمام باب مكتبه ما الذي سيظنه اللعنة!!!! حدق بي بإستغراب
^ماذا تفعلين هنا أنسة كارن ؟^ أردف بصوته الرجولي العميق و عينيه تبحث في عيني عن إجابة وأنتبهت لطوله و عرض كتفيه و عضلاته القوية و حجم جسمي الصغير مقارنة به
لم أعرف بما أجيب أو ماذا أقول ككذبة كي أخرج من هذا المأزق الذي ورطني فيه فضولي لذا تشبتت بذرة صغيرة التي بقيت لي من جرأة و أردفت
^فقط كنت ألقي نظرة على باقي الممر^
لا أعرف لما أتوتر دائما بجانبه و تنفذ مني كلمات
أطلق زفير ليردف بهدوء
^هل تضيعين الوقت في التسكع أنسة كارن ؟^
صدمت من كلامه الفظ معي فأنا أعمل بجهد و أيضا فهذه فترة راحتي و أظن أنه لاحظ إنزعاجي فملامح وجهي تفضحني على أية حال لاردف
^هذه فترة إستراحة الموظفين سيد ريكاردو^
لم يبد أي ردة فعل
^الى مكتبك أنسة كارن^ إكتفى فقط بقول هذا و هو ينتظر مني أن أرد مثلا لا أعرف لكن يبدو عليه الإستمتاع بكونه فظ و إلقائه للأوامر لم أقل كلمة أخرى أومئت لأعطي ظهري و أتجه لمكتبي و أنا ألعن نفسي يا له من موقف محرج دخلت المكتب لأجد ليلي بإنتظاري
^أين كنت كارن ؟^ قالت بملامح متسائلة
^كنت أتفحص المكان قليلا^ أردفت بلا مبالاة و أنا أجلس لأكمل عملي
^لا أستطيع التجاهل موضوع البنت التي تم طردها^ أردفت ليلي بعد تنهيدة طويلة تدل على تفكيرها بالموضوع
^هذه القواعد سخيفة جدا ليلي أي إنسان يمكن أن يخطأ بحق الجحيم^ قلت بإنزعاج و تفاعل على كلامها
^أجل معك حق المدير صارم جدا لكن لا ننكر وسامته أيضا و هيبته أراهن أن كل الموظفات في شركة واقعين بحبه^ أردفت بحماس و مدح لمديرها
لكني تجاهلت كلامها لا أريد الإعتراف بوسامته رغم أنه لا يكمن تجاهلها لذا إكتفيت بقهقهة صغيرة لأعود لعملي
-----------------------------------------------------------
بعد مرور ساعات و أنا منغمسة في التصميم و كذلك مساعدة ليلي التي إندهشت من سرعة عملها و ذكائها رغم أنها غبية في بعض الأوقات و ها أنا أمام باب شركة أنتظر سيارة أجرة للذهاب للمنزل بعد يوم متعب و مليئ بالعمل أكاد أسقط من النوم و الإرهاق لمحت فرانك و هو يأتي بإتجاهي بإبتسامته الدافئة لابتسم له بالمقابل
^أهلا أيتها الجميلة من تنتظرين ؟^ أردف بمزاح
خجلت من كلامه و تغزله بي أطلقت قهقهة صغيرة لأردف
^ههه..سيارة أجرة^
^هيا سأوصلك للمنزل في طريقي^ أردف بهدوء
^لا... لا بأس فرانك^ نفيت بسرعة
^لا أقبل أي إعتراضات هيا بنا^ أردف و هو يجرني من معصمي ليفتح لي الباب و بصراحة كنت أحتاج هذا فأنا متعبة كثيرا على إنتظار سيارة أجرة
شغل سيارة بعدما أخبرته مكان المنزل كان صمت لبضع دقائق ليكسره فرانك بكلامه طبعا ففرانك من مستحيل أن يبقى صامتا ليس مثل سيد صارم
^إذن..كيف كان أول يوم ؟^ أردف بينما ينظر لي تارة و لطريق تارة
^متعب جدا..^ أردفت بعد تنهيدة طويلة
^ههه أجل أرى ذلك تبدين متعبة لكن ستعتدين^
أردف بإبتسامته الجميلة التي دائما أسرح فيها ليس مثل مديره الذي دائما تطغى عليه ملامحه الباردة
^يبدو أن ريكاردو أعجب حقا بتصاميمك^
^هل تعتقد هذا ؟^ قلت بإستغراب فهو لم يقل شيء بخصوص هذا الأمر
^أجل رأيت ذلك في ملامحه عندما كان ينظر إليها و كذلك فقط قبلك في شركة بسرعة دون أي تردد مما يدل أنه إنبهر بموهبتك كارن^
صدمت من كلام فرانك و أعتقد أنه محق لكن لما لم يقل شيء جميلا في حقي فكل تعبي على الأقل يستحق مدحا أو تشجيعا
^فيما تفكرين ؟^ أردف فرانك و هو يلوح أمام وجهي يبدو أنني إنغمست في تفكير في كلامه و لم ألاحظ أننا وصلنا
^لا شيء فقط العرض قريب جدا و أنا أعمل جاهدا لأجاري موعد التسليم^ أردفت ببرود
^لا تضغطي على نفسك كارن^ أردف بلطافة محاولا تخفيف عني مما جعلني أرتاح قليلا

أنت تقرأ
حبك أنار قلبي....
Randomبنت طموحة تسعى وراء تحقيق حلمها لتلتقي به كبوسها و في نفس الوقت مديرها لا حل لها سوى ان تتحمله لتحقيق حلمها لكن ماذا يحدث ان وقعت في حب معذبها و هل ستكمل طريقها نحو حلمها تابعوا القصة.....