٠٥

128 8 2
                                        

أخبّرني ما هي اللعبّة الّتي تلعبانِها بالضبطِ؟ هل هي أنّك الشخصيّة الافتراضيّة وهو اللاعبُ الّذي يتحكمُ بك من خلفِ الشاشةِ مثلًا؟
_____________________________________

لم أكُن مُتضايقًا مِن حقيقةِ أنّه كذِبَ عليّ، إنّها حياتهُ الخاصّة قبلَ كُلّ شيءٍ وهو حرٌّ في ذلكَ.. مهما كانت عددُ الكذبَات الّتي ألقاها عليّ متأكدٌ أنّ وراءَها سببٌ معيّنٌ.. أنا واثقٌ مِن ذلكَ.. لا يُمكِن أن يكذبِ لأنّه أرادَ ذلكَ فحسبُ!

كذباتُنا دائمًا لها سببٌ..
وأسبابُنا هي تحددُ كبرَ حجم هذِه الكذبَات!

كيونغسو قد سبقَ سيهون لسيارتِه وخرج، سيهون انشغلَ بالمُعجَب تشانيول الّذي طلبَ منهُ أن يأخُذَ معهُ صورةً منذُ أنّه لا يوجدُ قلمٌ لأخذِ توقيعٍ..

كلاهُما بجانبِ بعضِهما، سيهون بابتسامةٍ مُتكلّفةٌ تقريبًا وتشانيول كانَ سعيدًا يبتسمُ كالأبله مع علامةِ النّصرِ قُربَ عينيهِ وهما يأخذُانِ سيلكَا لطيفةٌ جدًا قررَ تشانيول أنّه سينشُرها على حسابِه على الانستغرام، مُتخيلًا عددَ الإعجابات والتعليقات الّتي ستنهمرُ عليه بسببها.. تأملَها بِحُبٍ حينما ألتقطَ الصّورة.. وابتسمَ بعدَ ذلكَ شاكرًا للمشهورِ الّذي بادلهُ بتكلّفٍ.

المشهور ألتفتَ خارجًا يلحقُ كيونغسو الّذي ذهَب.. وجونغإن الّذي لا يزالُ واقفًا عندَ بابِ المطبخِ بجانبِه جونغداي ومينسوك الّلذين يضحكَان ويسخران على تشانيول كيفَ بدا كالأبله أمام هذا المشهور..

جونغإن كانَ يراقبُ بعينيهِ ظهرُ سيهون الّذي يبتعِدُ عن مدِّ ناظريهِ.. وفي كلِّ خطوةٍ كان يخطوها سيهون مُبتعِدًا جونغإن كانَ يُفكِّرُ.. يريدُ الذّهاب، يريدُ معرفةَ الحقيقةِ.. يريدُ السّرَ وراء تلك الكذباتِ الّتي ألقاها كيونغسو عليهِ.

ولكن جزءٌ من عقلِه يُخبِّرهُ..
لمَ عليه الاهتِمام، كيونغسو ليسَ شخصًا مهمًا ليهتمّ بأمرِه..
إنّه مُجردٌ شخصٌ تعرّف عليه على الانستغرام، مُجردُ شخصٍ كان يلهِي نفسهُ به عن التفكيرِ بتايمين وعلاقتِه المتزعزعةِ معهُ..

ولكِن..

شُكرًا لإهتِمامِكَ، أنا بخيرٍ..
إنّها مُجردُ وعكةٌ صحيّة أصبتُ بها لا غير..

وعكةٌ صحيّة..
هل على جونغإن أن يُصدِّقَ هذِه الكذبةَ
أم يُنكِرهَا ويلحقُ بسيهون؟
......

« سيهُون، هيه! سيهون.. توقَف! »

جونغإن ألتقطَ أنفاسهُ بتعبٍ حينما جرّ قدميهِ كالرّيحِ يلحقُ بسيهون.. وبالفعلِ قد وقفَ سيهون عندَ بابِ الحديقةِ المُغلقِ حينما سمعَ نداءَاتِ جونغإن باسمِه، عاقدًا حاجبيه في استغرابٍ لهذا الرّجُل الواقِفِ مُقابلهُ يلتقطُ أنفاسُهُ، صدرهُ يعلو ويهبُط وأنفاسهُ تتسابقُ في الخروجِ والدخولِ نجدةً من الأوكسجين الّذي حولَهُ..

I Love Your Lies.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن