١٦

121 4 1
                                        

هَل أنا حقًا مُعجبٌ بكيونغسو؟
_______________________





كيونغسو أَجبرَ نفسهُ على الخروج من شقتِه لِشراء القهوة من المحل في هذا الصّباح الباكِر، عندما وجدها قد نفِذت منهُ.. لذا ها هو يرتدي فوق ملابسه الرياضيّة الدّاكنة، معطفٌ أسود داكِن اللون، ثقيلٌ وطويل يصلُ أسفل ركبته من أجل الدّفء من الجوّ البارٍِد في هذا الوقتِ المُبكِر.. يغطي رأسه بقبعة المعطف الثقيل الّذي كان واسعًا عليه، حيث أخفت القلنسوةَ نصف وجههِ تقريبًا، يدسّ كلا يديه داخل جيوبِ معطفه.. ويمشي بخطواتٍ بطيئةٌ نسبيًا...

ولم يكُن كيونفسو خائفًا، فعلى ما يبدو تجربته في الذهاب إلى المحل لوحدِه في المرة السابقة منحتهُ شيءً من الثّقة والقوّة بنفسِه...

إنّ المحل يقع قريبًا من محطة الحافلاتِ.. ويستطيع كيونغسو الملاحظة من زحمة الناس الّذين ينتظرون الباص عند المحطّة أنّهم ذاهبين لمشاغلهم أو أعمالهم، حركة السيارات المتزاحمة في الشارع العام.. قد وجد بعض الطلاب بزيّهم للمدرسي وحقائبهم يمشون على الأرصفة ذاهبين إلى مدارسهم، أصحاب المحلات وهم يشرعون في فتح أبواب محلاتهم أعلانًا عن بدءٍ يوم جديد ونشيط يكلّه العمل.. 

كيونغسو كان يجول بناظريه متفحصًا الحياة الشاغرة حولهُ.. ويفكِر مع نفسه: ألا يجب أن يكونَ مثلهم؟ 

يستيقظُ صباحًا بنشاطٍ، يرتدي بدلة العمل الرسميّة
ويأكل فطوره، وربما يمرّ لشراء كوب قهوةٍ ساخنةٍ استعدادًا ليومِ عمل جديد..

سيتممُ عامَه الثّامِن والعشرينَ قريبًا.. ولم يقم بفعل شيء في حياته سوى أنّه قضى نصفها معزولًا عن العالمِ في منزِلهِ... 

ما الفائدةُ من ذلكَ يا تُرى؟ 
 هل كسبَ شيءً من ذلك سوى أنّ شخصيّته
وصلت في انحدارٍ تام بسبب عدم التواصلِ مع العالم الخارجي... 

أنّه يرى من حولهِ؟
كيف هي الحياة مزدَحمةٌ بالناسِ والعمل
وتحقيق متطلباتهم الّتي يستيقظون صباحًا كل يوم لأجلها.. 

لقد عمل مرةً في مجلةٍ لمده شهر  - إنّها نفس المجلة الّتي يعمل لديها منزليًا الآن - ولم يكن العمل إلّا نوع من العلاج النفسي حسبَ ما قاله الطّبيب، حتّى يستطيع كيونغسو أن يُظهر مهارات التواصل بين زملائه في العمل ولكن فشل في ذلكَ.. 

كيونغسو لم يكن ملتزمًا في الذّهاب إلى العمل، كان يتغيّب.. لقد ظهرت إشاعات مجنونة عنه في الشركةِ بأنّه مُعاق - كونه لا يتكلم - وأنّه مريض بشأن غيابه عن العمل.. كيونغسو لم ينجح معه هذا النوع من للعلاج، لذا تمّ تحويله كمدقق منزلي يتم للإستعانة به عند الحاجة...

I Love Your Lies.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن