4: و أخيرا, الحظ يبتسم لي❗

443 27 2
                                    

فجأة صوت أقدام تتجه نحوه.
       *هل عادة الذئاب؟*
لحسن الحظ لم تكن الذئاب,  بل مجرد قروي عجوز يجمع الأعشاب من ضفة النهر, و عندما لمح ألكس هب مسرعا لمساعدته.
القروي :"ما الذي حصل له...يبدوا جسمه بحالة جيدة لكنه فاقد الوعي " و هكذا حمله للقرية حتى يستعيد وعيه و يرتاح.

     *انتظر دقيقة الم تهاجمه الذئاب. أين ذهبت جروحه؟*

              **بعد أسبوع**
فتح ألكس عينيه ليجد نفسه مستلقيا على سرير في غرفة لم يرى مثل تصميمها من قبل ,فمع صقف من القصب المثبة بإحكام و الذي غطاه القش, و جدران من الحجر البارز بحيث تستطيع تميز كل حجر عن آخر. بدت كما لو أنها بنيت منذ قرون و عفا عنها الزمن, و أثاثها بسط يتكون من مائدة و صرير و خزانة -- منقوشة من الحواف بزخرفة جميلة ذهبية اللون, حتى المائدة و سرير يحملان نفس الزخرفة -- هو الوحيد الذي ينفي ذلك.

{يبدوا أني قد نجوت...} على حين غرة فتح باب الغرفة برقة و ظهر شخص من خلفه.
" ايه, لقد استيقظت؟"
إستدار ألكس ليرى أمامه فتاة صغيرة لم تتجاوز 15 من عمرها, مع جلد أبيض ناعم و شعر بني يتدلى على كتفيها, كانت عينيها مستديرة و واسعة مسودة كسواد الليل في غياب القمر.
" لقد استيقظت أخيرا. قبل أسبوع ذهب طبيب القرية لجمع الأعشاب من ضفاف النهر, فوجدك مغشياً عليك بعد ان رماك التيار و جسمك سليم لكنه مبتل لذا حملك لهنا خوفا على صحتك. من ملابسك فانت غريب عن المنطقة اليس كذالك؟"
هز ألكس رأسه بنعم.  لتكمل و تقول :" لا يجب ان تسبح في النهر فالجو بارد..."
لم تنهي كلامها حتى قاطعها ألكس بصوت عال :"لم اكن أسبح , بل سقطت من الجرف...اني محظوظ ببقائي سالماً"
{لقد قالت أنه عثر علي سالما, و ذراعي عادة مكانها...ما الذي يجري. من الأفضل ابقاء الأمر سرا و ادعاء الجهل و فقدان الذاكرة} لم تستغرق المحادثة بينه و بين نفسه سوى ثوان.
ردة الفتاة بفضول :" وماذا كنت تفعل بالأعلى؟"
ألكس:" أنا...لا أتذكر ...لا أذكر شيئا سوى اسمي و حادثة سقوطي." اعتلى وجهه ملامح الحزن و الخيبة و الارتباك.
الفتاة:" لا بأس, اعتبر نفسك في منزلك.  اسمي رين [rine] ,و أنا تلميذة الطبيب إن احتجت شيئا فاخبرني ". و علت وجهها ابتسامة جميلة تذيب القلوب.
ألكس :" سررت بمعرفتك. ادعى ألكس شكرا على مساعدتي, لن انسى معروفكم.''
رين :" هذا واجبنا, تناول بعض العصيدة فقد كنت فاقد لأسبوع."
صرخ ألكس:" أسبوع !"
رين :"نعم . لذا يجب ان تأكل العصيدة فقط هذه الأيام كي لا تؤدي جهازك الهضمي"
ألكس :" حسنا..." بوجه خائب الآمال.
حاولت رين كتم ضحكتها قدر الإمكان, فقد كان وجه ألكس كالجرو الصغير حين يريد شيئا. وضعت وعاء العصيدة و الملعقة ثم غادرت. فقام ألكس بحمل الوعاء و شربه دفعة واحدة من شدة الجوع, و لم يهتم لكون الوعاء ساخنا فاحترقة اصابعه , فور انتهائه لاحظ الوشم الغريب على ذراعه اليسرى.
{ما هذا الشيء ...} فجأة اختفى الوشم, و شفية حروق أصابعه, ثم بدأ قلبه يؤلمه و صدره يضيق عليه أكثر فأكثر, فأزال قميصه لتفحص موضع الألم , فدهش!

* لقد انتقل الوشم لموضوع قلبه و بدأ بالإتساع❗*
***************************
رمضان كريم 🌙

نظام الخلود : "الجحيم الأبدي"     ( متوقفة مؤقة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن