إنه مجرد وهم ، لكنه كان واقعيا للغاية. كان بإمكانه الإحساس بالنسيم البارد على جلده كأنه حقيقة ناهيك عن الألم!
ركض ألكس بأقصى ما لديه ، لم يرد للمعاناة أن تكرر نفسها . لكن القدر لم يكن في صالحه، فأطرافه كانت ثقيلة ككيس مملوء بالرمل ، و من الصعب تحريكها ، كأنها تَصَدَّأَتَ . لكنه استمر في الهرب و لو بصعوبة، خوفا مما سيأتي في ما بعد."لا يمكن أن يسوء الوضع أكثر "
فور أن خرجت هذه الكلمات من فم ألكس، حتى تَصَدَّعَتِ الأرض تحت قدميه و ظهرت شقوق صغيرة خرجت منها مجسات سوداء أشبه بمجسات الحبار، و كَبَّلَتْ (قيدت) قدميه ليسقط على الأرض ثم كبلت يديه ايضا . لا مجال للمقاومة أو الحركة ، لقد انتهى أمره بالفعل .
بدأ ألكس يَتَلَّوَى بجسده مثل الدودة، محاولا النجاة لكن عواء الذئاب قد اقترب ، بل و وصلوا بالفعل .
عند وصولهم بدأت الذئاب الزمجرة في وجهه فقد كان " دخيلا اقتحم أراضيها " ، و هكذا أحاطت به ، بينما هو مكبل يتلوى ، ثم اِنقضت عليه تمزقه بأنيابها و مخالبها. احتمل ألكس الألم قدر المستطاع محاولا الحفاظ على رباطة جأشه لكن في النهاية لم يعد يستطيع، و فتح فمه لينطلق مجموعة من تأوهات، بينما عيونه السماوية غُطِيَّتْ بطبقة ضبابية، و هما تدرفان الدموع ، بدى كدمية خزفية رقيقة تمزقها الكلاب .
مشهد جلده الأبيض الرقيق و هو يهشم، حتى غطته الدماء الحمراء الفاترة بالكامل . صنع الإمتزاج بين الألوان منظرا فائقا لا يمكن للعين وصف بالكلمات ، كان المنظر يحمل الرعب و الأسى في طياته لكن حمل ايضا بعضا من الجمال الهش و الرقة ، لقد كان كافيا لتمزيق قلب أيِّنٍ كان .
في كل مرة ، في كل مرة يظن أن الأمر انتهى و يتنفس الصعداء بصعوبة ، تُشْفَى جروحه من العدم و يعيد المشهد نفسه ، بل و أسوء من قبل ، فالأضرار الناتجة عنه تزداد مرة بعد مرة ، كأن إحساسه للألم يتطور شيئا ، فشيئا حتى باتت لمست صغيرة تحمل من الألم ما تسببه ضربة من الحديد المَصْهُورِ .
لم يعد الكس قادرا على اصدار صوت ، فقد تمزقت احباله الصوتية من الصراخ و البكاء . فتوقف الأنين، و ارتفع صوت التمزيق، تمزيق الانياب لجلد الضحية. طبقة بعد طبقة ، عضلة بعد عضلة ، لتصل للعضم و تكسره، ثم تنتزع احشاءه ، و تلتهمها ببطء .
ذلك المنظر الذي من المخيف ، إلى المخيف جدا قد يحرمك من النوم لأسابيع ، المراهق المرمى على الأرض، والذئاب تبتلع أحشاء ، بعد أن شقت بمخلبها جلد بطنه لنصفين ،و قد هشمت بالفعل كل من أرجله و يديه فلم يعد في جسمه عظمة واحدة سليمة، و أحداثت ثقوبا في مجرى تنفسه بأنيابها مما سبب له صعوبة في التنفس الأكسجين النقي مما جعله يلهث للحصول على الهواء، الغريب في الأمر أنه حي ! مازال حيا حتى لو أراد الموت .بعد مدة لم يعد لذا ألكس قوة للمقاومة ، و ارتخت تعابير وجهه ، بينما اعتاد جسمه على الألم المفجع فأصبح كأنه مخدر ، لا احساس ، و لا ردت فعل .
و هكذا اختفت الابتسامة المزهرة من على وجهه ، و تحولت عيونه المشرقة لِلَألِأَ فارغة ، جوفاء تماما._ألكس_
{الموت ، أريد الموت.....لما مازلت حيا }لكنه عَلِمَ جيدا أنه لن يموت ، ليس بهذه البساطة . عند هذه النقطة انسحبت المجسات لتعود للشقوق من حيث خرجت، و انغلقت التصدعات كأن شيئا لم يكن .
أخيرا لقد تحرر ماذا سيفعل؟ الهرب ؟ المقاومة؟ أو المواجهة؟هل خمنتم ، بالطبع هو........لم يُبْدِ أي حركة ، مهلا هذا ليس ما من المفترض أن يقوم به الشخص الطبيعي ، فَفِيمَا يفكر؟
_ألكس_
{إن هربت سَيٌمْسِكون بي ، إن قاومت سَيَزْدَادُونَ شراسة، و لا فائدة من الهجوم و أنا بهذا الضعف . ( تنهد ) لا حل أمامي سوى الانتضار حتى يغادروا }و بالفعل بعد مدة سئمت الذئاب و غادرت، نهض ألكس بعد أن شُفِيَتْ جروحه، ثم نَفَضَ ملابسه من الغبار كأن شيئا لم يكن و حافظ على تعابيره المتجمدة ، لو رآه أحد ردة فعله فمن المستحيل أن يصدق أنه مر بكل ذلك الألم.
حدق ألكس بعيونه الزرقاء الفارغة في ثيابه الممزقة ، لقد كان شبه عار فَلم يتبقى سوى السروال القصير سيلما تقريبا دون التمزقات، أما بالنسبة لقميصه فقد تحول لخرقة بالية .
_ألكس_
{ تسك (تسك : صوت صرير الأسنان) ، كيف سؤقابل احدا بهذه الملابس . اآآخ ، لقد كنت أخطط للقفز من الجبل و التأكد إن كان ألبرت سيلتقطني مجددا ، و إن حدث سيكون لي فرصة رؤيتهما مجددا .}ارتفعت شفاهه ابتسامة لطيفة فور التفكير بهم ، فهم مثل عائلته . تغيرت تعابيره °180 درجة ، كأنه ليس نفس الشخص قبل قليل. هل يعاني من انفصال في الشخصية؟ أو أنه قد جُنَّ ؟ كيف لأحد ان يقفز من جرف شاهق بإرادته ؟ لابد أن عقله تضرر من كثرة الصدمات .
فجأة عاد الصوت الآلي البارد للظهور .
(تنبيه° لقد أنهى المضيف المرحلة الأولى من المستوى الأول من " مسار الجحيم " )
(تنبيه° سيتم اعادت المضيف للعالم السابق ، يتمنى لك النظام رحلة هادئة)
هل سأعود أخيرا ؟
أنت تقرأ
نظام الخلود : "الجحيم الأبدي" ( متوقفة مؤقة )
Adventureإن الموت نهاية كل مخلوق و أمر لابد منه. ألكس (Alex) فتى سيء الحظ, مات في ريعان شبابه "اللعنة, كيف أموت و أنا لم أعش سوى 16 سنة من حياتي . اين العدل ❗,لو فقط كنت خالدا لا أموت" مع هذه الكلمات التافهة يتحقق طلبه ! لينقل إلى عالم أخر , مع استحالة موته...