15 : جسد بلا فائدة

202 17 9
                                    

هل سأعود أخيرا؟


غمرت الفرحة ألكس، فقد كان يحبهم كعائلته لا أكثر و لا أقل.

على عكس السابق لم يظهر أي ضباب هذه المرة ، بل فقط شعاع من الضوء الساطع أجبره على غلق عيونه ، لكنه لم يدم لأكثر من ثانية و اختفى ، ليفتح ألكس عيونه على منظر مألوف ، سقف من القصب و جدران من الحجر . إنها نفسها، غرفته في منزل الطبيب ، بدأ قلب ألكس يرقص فرحا ، لكنه قد توقف . النهوض ، لما لا استطيع النهوض ؟ 

_ألكس_
{لما لا أشعر بأطرافي، ما الذي يجري ؟ }

حاول ألكس تحريك أصبعه، لكن لا فائدة فهو لم يكن يشعر بها حتى! الشيء الوحيد الذي بإمكانه تحريكه هو رأسه و عضلات وجهه ، لم يكن لذا ألكس خيار سوى إدارة رأسه لتفقد الغرفة ، فصدم بوجود فتاة صغيرة نائمة على الكرسي ، إنها رين .
ظهرت ابتسامة دافئة على وجه ألكس، فمن خلال ما مر به اكتشف طبيعة مشاعره نحوها . بالنسبة له فهي كالأخت الصغيرة التي لم يحصل عليها ، أخت صغيرة لطيفة و خجولة ، لا طالما فكر ألكس " كيف يمكن أن تكون اختي الصغرى بهذه الظرافة " (so cute).

*عقلي : "هذا خذاع، أعيدوا لي توقعاتي و أفكاري " 😑

فتح ألكس فمه، لمناداتها لكن الغريب في الأمر أنه عاجز عن إصدار أي صوت.

{ما الذي يجرى ؟}

حاول الكس التحرك أو السؤال ،مرارا و تكرارا، لكن لا فائدة ، في النهاية تقطعت أنفاسه و بدأ يلهث حُصُولًا على الهواء ، لذا استسلم و أطلق العنان لأفكاره.

_ألكس_
{هناك احتمالان , الأول أن سقوطي ذلك اليوم في طريقي للعودة إلى منزل الطبيب ، قد أثرت على جسمي كثيرا ، و الثاني أني مازلت في ذلك الوهم الغريب فبعد كل ما مررت به أي شيء ممكن. }

بينما ظل ألكس يصوغ فرضيات عن ما جرى ، كانت رين بدأت بالاستيقاض .

تثأبت بينما تمدد يديها عليا كقطة كسولة ،لكن كل هذه التحركات قد تقوفت بسبب المشهد الذي جعل عيونها تتسع من الصدمة.

بعد ذلك تغير تعبيرها من الصدمة للفرح!

فبدأت بالبكاء و هي تنادي على ألبرت .
فور سماعها أسرع إلى الغرفة خائفا من أن شيئا سيئا قد حصل .

كان شعره مبعثر ، و ملابسه غير متناسقة بينما طٌبِعَة هالة سوداء تحت عينيه، و الوضع نفس بالنسبة لرين . من الواضح أنهم كانوا قلقين عليه .

ارتفعت زاوية فم ألكس بابتسامة دافئة ، بينما خرج كل من ألبرت و رين من حالتهما و اِبْتَهَجَا .

كان الجو مسالما إلا أن بدأ ألبرت بالاعتذار.

" أنا...أنا آسف، لو لم آخذك للقرية ذلك اليوم ، لما سقطت و أصبت بالشلل "

إِسْوَدَّ وجه ألكس بينما كان يفكر ،{ هل كان يلقي اللوم على النفس ؟ لما ؟}

حاول ألكس مواساته ، لكن الصوت لم يخرج من فمه ، لذا لم يكن لديه خيار سوى الابتسام بكل ما لديه ثم هز رأسه إِنْكَارًا . تمنى حقا أن يفهموا قصده ببعض التلميحات ، و لحسن الحظ الطبيب لم يكن غبيا و فهم قصده ، و إبتسم بمرارة .

بعد هدوء الجو بدأ ألبرت يشرح لألكس حالته .

" يبدوا أن سقوطك على رأسك أخِر مرة ، قد أضر بالباحتين الحركية و الحسية في المخ على نطاق واسع منا سبب لك الشلل. "
توقف لحظة مع تعبير مرتبك و حزين قبل أن يواصل
" لكن الغريب في الأمر، أنه بعد أيام تمزقت أحبالك الصوتية و بدأت تتقيء الدم ، ثم فجأة تعافة عضلات رأسك من الشلل! حتى أنا لا أستطيع تفسير الأمر كل ما أستطيع قوله أن جسمك فريد من نوعه "
خفض ألبرت رأسه في تعبير عن العجز .


لم يهتم ألكس للأمر فهو كان يعرف أنه سيشفى، لكن ما أراد معرفته هو لماذا هاجموه . عند تذكر الأمر أظلم وجه ألكس و إعتلت ابتسامة غيربة وجهه، لكن أحد لم يلاحظ التغيير الذي لم يدم سوى ثواني قبل أن يعيد لوجهه تعبيره المشرق ، كأنه ذئب في زي خروف.

ل

احظ ألبرت فضوله ، ففتح فمه و اغلقه
لكنه لم ينطق ببنة كلمة ، لم يعلم كيف يشرح له الأمر، لذا إكتفى بسحب البطانية و تغطيته جيد ثم رمق رين بنظرة سريعة ليغادروا ، و قبل أن يعبر الباب نطق .

" تصبح على خير ...غدا سأخبرك بكل ما أعلمه "

ثم أغلق الباب .

_ألكس_
{ و أخيرا سؤشبع فضولي ، لأرى السبب الذي جعل أولائك البرابرة المتخلفين يجنون عند رؤيتي .}

كان وجه ألكس مستقيما و باردا مع ابتسامة، لم تبدوا كابتسامة حتى !
في ما كان يفكر فيه بحق خالق الجحيم ؟

........................................................

آسفة على التأخير 😢 كانت لدي الظروف العائلية التي منعتني من التنزيل ، لكن سأحاول تنزيل فصل واحد في الأسبوع و إن لم أستطع سأقوم بتجميع هم في دفعت .

أرجوا أن تتفهموا الوضع 😅.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 06, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نظام الخلود : "الجحيم الأبدي"     ( متوقفة مؤقة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن