9: بداية الكارثة (2)

168 15 0
                                    

تقدم ألكس للأمام متجاهلا شعوره. كانت القرية حيوية نوعا ما.
تفقد الاثنان معظم المحلات ، ليعتروا على ما قد يناسب ألكس ، لكنه لم ينسى الحذر و ظَلَّ طوال تلك الفترة ممسكاً بغطاء رأسه ، و حذرا ، رغم ذلك ما زالت عيونه السماوية تلمع من وقت لآخر. لاحظ ألبرت الأمر ، لذا ربت على رأسه .

" إن أردت شيئا ، فلا تترد و أخبرني ، هذا العم يملك ما يكفي من النقود، حسنا؟ "

ابتسم ألكس بلطف ، و خجل بينما هز رأسه بنعم.  بعد فترة ، لمح ألكس قلادة بسيطة ، منقوشة على شكل زهرة متفتح ذات لون أشبه باللهب . لم يعلم لماذا لكنه كان منجذبا لها ، كما لو أنها تناديه.
اتسعت عيونه السماوية و بدأت تتألق ، ثم سحب رداء ألبرت بلطف .

" امم... سيد ألبرت ، في الحقيقة هناك شيء أعجبني."

" أوه ، أين هو؟ "

توسعت ابتسامة ألبرت ، و أحس بالرضى، بينما يلف بصره يسارا و يمينا بحثا عن " ذاك الشيء" ،الذي لا يعلم ما هو حتى!
أشار ألكس إليها ، و هو متحمس .
ألقى ألبرت نظرات فاحصة على المتجر، في محاولة تحديدها، قبل أن يذهبا لشرائها.

__________________

بعد أن تجولوا في السوق لمدة ، توسطت الشمس السماء ، و أُزِيحَت الغيوم  ، لتنتشر أشعة الشمس الذهبية، و تُدفِئ الجو . و بهذا قد اقترب الظهر ، وحل وقت الذِرْوَة، حيث اِمتلأ السوق بالقروين . لحسن الحظ كانا قد أنهيا التسوق بالفعل ، و خططا للعودة .
لكن طريق للخروج كان مزدحما جدا. أمسك ألبرت بيد ألكس الصغيرة ، و اندفع من بين الحشود الكثيفة، كان أغلب ما يشعرون به هو استِظامَهم بالناس ، أو العكس ، مما جعل كل عضمة في جسدهم تَإِنُّ( أي يصدرون صوت أنين).
بعد خروجهم، توقف ألبرت ،و هو يحاول جمع أنفاسه، ثم استدار ليرى إن كان الاخر بخير ، لكنه لم يكن موجوداً . بدأ العرق البارد يتصبب من جبين ألبرت. فأسرع عائدا أدراجه ، و لم يكن لديه الوقت حتى للتفكير السليم .
بدأ يبحث بين الحشود ، بينما يناديه ،و يسأل المارة  إن رأوه.
في هذه الأثناء ، تم إلقاء ألكس بعيدا من قبل الحشود إلا أن سقط أرضا ، و قبل أن ينهض ، مد له رجل عجوز -- بشعر اَشْيَب ، و وجه مجعد ، لكن ملامحه بدت مسالمة ، و ظَهْرٍ مقوس، بينما يتكئ على عصى -- يد المساعدة.

" أيها الشاب ، هل أنت بخير ؟"

" أنا بخير ، شكرا لمساعدتك سيدي"

أظهر ألكس امتنانه لرجل، و شكره بأدب.
فَقَهْقَه العجوز، و ربت على ظهره بقوة ، حتى سقط غطاء رأس ألكس ، و ظهر شعره الجميل ، خالص السواد.

بدأ العجوز يرتعش بينما يتراجع للخلف ، و صرخ بأعلى صوته.

" شي...شيطان ، و...وحش "

التفت الحشد بسرعة ، لتقع عيونهم على ألكس،  كانت نظراتهم مظلمة و تحمل في طياتها بعض الخوف، و الكثير من الكره.  تجمد ألكس مكانه من شدة الرعب ،و لم يعلم لما كانت تلك النظرات موجهة له، حتى العجور الذي عامله بلطف ، بدأ يرتجف خوفا منه .
أعاد  ألكس وضع الغطاء كأن شيئا لم يحدث لكن لا فائدة ، فقد رأوه بالفعل. ثم صاح طفل صغير .

"لنقتله ، يجب ان نتخلص منه قبل يؤدينا"

و تبعه الآخرون  " نعم، يجب أن يموت"
فقد الناس صوابهم، و بدؤوا يلقون بكل ما تقع عليه أيديهم ، من حجارة ، فؤوس ، حقائب ، و غيرها. بينما ألكس يهرب للنجاة بحياته، و لولا أن جسمه قد أصبح أسرع و أفضل ( إن كنتم تتذكرون حادثة الذئاب ، حيث زادت سرعته ) لكان في مرمى هجماتهم، و عندها سيكون بالتأكيد ميتا .
فجأة انتهى الأمر ، و علق في طريق مسدود ، و الحشود المجنونة تقترب ، فغَطت عيونه السماوية طبقة ضبابية، بينما تتسلل الدموع من بين رموشه الرقيقة ، و هو يضغط على شفته السفلية في محاولة كتم صوت بكاءه فجرحت بقوة، مما جعل الدماء تسيل من فمه الوردي حتى نهاية وجهه ، لتنتج مهشدا قد يُعيد الموتى للحياة حتى!

_ألكس_
{ ما الذي فعلته لأستحق هذا ؟ الموت في حادث سير كان أرحم بمئة مرة! }

النهاية





امزح😂،فقط.

فهل سينجوا ألكس من هذه المصيبة ؟ و كيف؟

نظام الخلود : "الجحيم الأبدي"     ( متوقفة مؤقة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن