" ليتك هنا .."قال بأسى بينما ينظر إلى النائمة أمامه بعمق لولا صوت ذلك التلفاز الصغير الذي يكشف دقات قلبها لاعتقد من يراها أنها مجرد جثة بلا روح
" عودي بسرعة أرجوك فأنا أريد تعلم العزف من يديك .."
بالكاد وجد مكانا فارغا على يدها ليقبلها من كثرة الأنابيب و الضمادات عليها . ابتسم ليخرج بسرعة قبل أن يذرف دموعا متوجها كالعادة إلى نفس الغرفة المعتادة ، جلس على الكرسي بعد أن سمح له صاحب المكتب بالدخول
" ألم يتغير شيء حتى الآن "
" كالعادة ، عقلها لا يستجيب للواقع لا أدري ما العمل حقا "
" كيف لا يستجيب ، هذا غير منطقي ، ألا يستطيع الأطباء فعل شيء جديد "
شد على قبضتيه معا يجعل منه غاضبا لأنه و ببساطة قد كره سماع نفس الجملة كل يوم
" اهدأ جونغكوك ، الطبيب ليس بمعجزة لكي يشفها "
" آلاف الناس يعودون إلى وعيهم في سنة أو سنتين ، لم هي أبي "
" بني ، مادامت تتنفس هذا كل ما نريده ستستفيق في أي لحظة ،لن نفقد الأمل "
" لن أفقد الأمل بالتأكيد فأنا انتظر و انتظر "
" لابد و أنها ستمطر "
استقام ذو الشعر الأسود من مكانه نحو النافذة ينظر للسماء مكبدة بالغيوم ليهمس " ربما "
" لقد أردتك في موضوع، " استقام الآخر يمشي نحو ابنه و يقف بجانبه ينظر للسماء " سأذهب إلى كوريا بضعة أيام ، لذلك عليك الاعتناء بأمك "
" إذا؟ سأضطر للعيش هنا ؟ "
لم يجبه إنما اكتفى بالتحديق فقط و بعد برهة حين قرر الانصراف نطق أبوه
" سأغادر غدا "
" مع السلامة .."
ابتسم في وجه أبيه ليفتح الباب مغادرا
..
بعد ان اصطف سيارته بجانب منزله ترجل منها يسير بخطوات سريعة كي لا يتبلل بقطرات المطر و لكنه توقف مكانه حين لمحها واقفة أمام عتبة منزله فكر في أنه خيالها فقط ف دلك عينيه جيدا ينظر إليها مازالت هنا ،نظر إلى ساعة يده التي تشير إلى الثانية عشر و النصف بعد منتصف الليل . مالذي جاء بها إلى هنا في هذا الوقت المتأخر؟ هذا ماكان يجول في عقله
اقترب منها قليلا حيث أصبح يرى تعابير وجهها الباكية و يتساءل في نفسه عن الذي حدث ، رفع يديه ،كان يريد إمساكها من كتفيها و لكنها و بدون وعي ارتمت في حضنه و بالمقابل هو صدم من ما فعلته لذا قرر احتضانها بلف ذراعيه حولها مع أن رأسه سقطت عليه آلاف الأسئلة إلا أنه التزم الصمت فقط ينتظر أن تهدأ .