تفرقت رموشها عن بعض مما يدل على استيقاظ عينيها .. تجولت بهما في المكان فأدركت موقعها بغرفتها ..
لمحت كفين تحضتنان كفها.. جاعلا إياها وسادة له ليريح رأسه عليها ،
رفعت ظهرها عن السرير مما جعله يرفع هو الآخر رأسه .. و قد ابتسمت هي بخجل
" أنت بخير الآن ؟"
أومأت له بخفة، و بعد تفكير منها تتذكر ما حدث " والدتك ! لقد استيقظت " قالت بصوت مرتفع قليلا ..كمن نسي شيئا مهما
" أجل لقد رأيتها ، هي الآن نائمة "
" كم الساعة الآن ؟ هل نمت طويلا ؟"
أخذ الآخر هاتفه من على الطاولة بجانبهما ليريها الساعة .. كانت تشير إلى السادسة و النصف صباحا ،
" و أنت ؟ أقصد ألم تنم ؟" حاولت إخفاء فضولها عن سؤاله و لكنها كانت قلقة بشأنه ..
" بلى .. لقد استيقظت قبل ربع ساعة تقريبا "
" أعتذر بشدة .. و أنا شاكرة لك كثيرا " انحنت له ليرفعها هو من كتفيها ليبادلها نظراته مباشرة
" سلامتك هي كل ما يهمني .. و الآن و أنت بخير أستأذنك "
و كأن شيئا ما كان يهز قلبها .. يقرع جدرانه مثل الطبول .. و يصرخ النجدة ...
اكتفت بابتسامة زينت محياها، و قد كانت سببا في شعوره المشابه كذلك ليخرج مسرعا نحو غرفة نبع حنانه الذي اشتاق إليه بشدة..
فتح بابها ، لمحها نائمة ليتذكر ردة فعله لما حدث البارحة ،فعند دخوله منزله و رؤية أمه تقف على أقدامها من جديد ..
تجمد مكانه لما رأى عازفة قلبه مغمى عليها أرضا ، فلم يدري أيحتضن أمه التي اشتاق لحضنها أم يسأل عن سبب الحادث الذي آلم قلبه .
" أمي " كانت كلماته مسجونة بعقله فدموعه التي فاضت جراء فرحته بعودتها كانت كافية للتعبير عن شوقه .. ركض لحضنها لتشاركه دموعها أيضا ..
" من هذه الفتاة جونغكوك ؟" سأل والده الذي قد قتله فضوله نحوها
" مالذي حصل لها " تجاهل سؤال والده ليتقدم منها واضعا رأسها على فخذه ، واضعا يده على جبينها
" اغمي عليها فجأة .. لما رأتنا " أجابت أمه بصوتها الهادئ لتكمل أيضا " من هي ؟ "
" بيننا عمل ، سآخذها إلى المشفى "
" لا داعي لذلك ، هي بخير .. تحتاج للراحة فقط "
أومأ لأمه ثم لأبيه ليحملها نحو غرفتها تاركا إياها هناك .. ليعود متوعدا باحتفال بمناسبة عودة أمه بينهم من جديد ..
-
كان جالسا بالصالة محتضنا أمه فهو لم يفارقها منذ لحظة استيقاظها ..