قبل ذلك بتسعة اشهر
اندفعت بيسان تجرى بين أروقة المشفى الخاص الكبير بعد ان سالت بالاستقبال عن غرفه نادر الشافعي، لا تريد ان تتخيل حالة ليلى الان فمؤكد تحفر العبرات على وجهها الرقيق اخاديد ناريه تحرق قلب ابيها واخويها، عليها الاعتراف ان تسمم طفل صغير بيوم عيد ميلاده شئ مفجع، فمنذ ان هاتفتها بشرى لتخبرها بما حدث واعصابها كما اوتار الكمان التى يستلمها عازف الخوف البارع، وهذا ما اثار تعجبها، لم تكن تتخيل انها سوف تقلق على نادر او ينقبض قلبها خوفا عليه بيوم من الأيام، لابد ان يكون انهيار ليلى حتميا ومؤلما.
شعرت فجاه وكأنها ارتطمت بجدار نظرت امامها فوجدت طبيب شاب قوي البنية يرتدى عويناته والمعطف الابيض المميز،لم تنجح تلك العوينات فى اخفاء عيناه الخضراوان الساخطتان من جراء ارتطامهما ببعض مما ادى لسقوط هاتفه ارضا، فالتقطه، وعاد ينظر اليها فاضطربت وتوترت دواخلها وهى تسمعه يقول بعصبيه:
-أنتبهي ياانسة.
لا تدرى لما خالجها كل هذا الارتباك امام نظراته المتفحصه ولكنها تمتمت بأنفاس متقطعة كادت تخترق صدرها فوضعت كفها عليه علها تحكم تلك الانفاس فلا تمزقه:
-آسفة...أن هنا من أجل أخي....عنده حالة تسمم... ولا أدري بأي غرفة هو ....ولا أدري كيف حاله
الأن...
قاطعها وهو يهدئ من روعها ويجلسها على اقرب مقعد قائلا:
-حسنا، حسنا، اهدئي فأنفاسك غير منتظمة وقد يتسبب لك كل هذا التوتر بدوار، أسمحي لي بقياس ضغطك؟
اؤمات براسها ايجابا،واسلمت معصمها ليده الخبيره،بينما عيناها لم تفارق وجهه الجاد،لا تدرى سبب توترها اخوفها على نادر ام نظراته الخضراء التى طارت لقلبها كأوراق شجرة تحتضر، نفضت راسها عن تلك الفكره البلهاء فهى ابدا لم تكن من اولائك الفتيات اللاتى يسعين دائما للحب او لنيل اعجاب الفتيان.
انهى فحصها واخبرها ان ضغطها منخفض بالفعل ولابد ان تعلق محلول ملحى،لكنها رفضت وطلبت منه ان يدلها الى غرفة اخيها فاخبرها انه طبيبه المعالج وان نادر تجاوز مرحله الخطر حاليا، رددت بهدوء:
-شكرا.
ابتسم بخضراويه مطلقا سهاما خفيه لقلبها الغافى،وابتعد ممسكا هاتفه ليحدث زوجته ويطمئن على ابنته فقد نال يوما طويلا مرهقا من العمل وكم يتوق للعوده اليهما.
فتحت بيسان باب الغرفة قائله بمرحها الذى تختبئ خلفه كعربه تحتمى بغطائها من امطار النظرات الفجه الفضولية او حرارة الشفقة الباهتة الشامتة احيانا:
-أين هو ذلك الصغير الذي يتفنن في اثارة رعبنا؟
فوجئت بأعين باكيه ووجوه واجمه حزينه ،تماسكت متسائله :
أنت تقرأ
انين ملاك
Romanceكنت أفكر للتو بالشمس وغروبها الذي يقتطع من روحي جزء يوميا. -ألهذة الدرجة الجرح كبير؟ صمتت برهه ثم قالت بابتسامتها الحزينه : -نعم. التفت اليها ليواجهها قائلا : -الان ترينه كبير جدا عملاق يكاد يبتلعك، ولن تشفي منه أبدا، لكن صدقيني كلما كان الوجع أك...