القت نهير بالهاتف بعصبيه ونفخت متأففه بقوه وضيق،فها هو يعود ليرتدي ثوب الغياب،يختفي دون اي انظار سابق، يسدل علي قلبها ليل سرمدي لا ينتهي الا بعودتة،وبعد كل عودة يعدها بنبذ الغياب وهجر الاختفاء، ومازلت تصدقه،ومازلت تنخدع،ولا يزال التحميل جاري علي قلبها بالخزلان،فلا تلوم الا قلبها الذي وافق ان يتحمل،ابصرتها بيسان حائرة حزينة،فتعحبت لذلك وسئلتها :
-ماذا بك نهير؟ ستكسرين الهاتف.
-حسام لا يرد على مكالاماتي منذ الأمس، ولا حتى على رسائل الواتس اب، لقد مللت حقا من طريقته تلك.
- حسنا، أرجوك أهدأي قليلا، وتوقفي عن إرسال أي رسائل نصية له، ولا تتصلي به ايضا، قد يكون مشغولا.
ولكن نهير قالت بثقة يغمرها حزن ويفيض بصوتها فيملؤه:
-لن يهاتفني، بل سيتركني هكذا أتعذب بغيابه ووحدتي.
فقد كانت تظن انها كلما احبته كلما ازداد تعلقه بها، بيد ان اغداق الحب والحنان يسوق القلوب دائما الى القسوه فرحماك ياالله بقلوبنا التى لا تعرف سوى الحب والحنان،فالبعض يظن الغياب يزيد العشق شوقا وينهك القلب سعيا، فيصبح اكثر سهولة لاستقبال الحبيب بكل شروطة وعيوبة،وبالفعل يفعل،ولكن اثناء سعي القلب المرير ينهل من عشقه افدنة ويتركه صحراء جدباء لا حب فيها ولا حياة.
حزنت بيسان كثيرا لتعلق صديقتها بحب رجل بائس اناني، لا يهتم لها ولمشاعرها،فاصرت عليها ان تتوقف عن الاتصال به، فأخبرتها نهير بأسى:
-لا أتمكن من فعل ذلك بوسي، أشتاقه كثيرا، كما اختنق وأنا بمفردي، فهو عودني أن يملأ يومي كله.
فتعجبت بيسان وسألتها:
-ألم تفكري قبلا أن حبك له مجرد ضعف واحتياج أو فراغ عاطفي، أي شئ غير الحب الحقيقي.
-وما الفرق بينهم، أوليس الحب هو أحتياج اثنين لبعضهما.
-لا، الحب احتياج قلبين لبعض، قلبين يشعرا ببعض، يعلمان احتياجات بعض ويلبيانها، ولا أحد منهما يستغل حاجة الآخر ويعذبه بها.
سهمت نهير قليلا ثم سألتها كطفل يود ان يجد من ياخذ بيده لعبور منحنى خطير يعج بالسيارات:
-حسنا، وإذا كان أحد الطرفين يستغل أحتياج الآخر له كي يلبي رغباته العاطفية، ويرضي غروره، دون أن يهتم أذا كان شريكه حزين او سعيد، دون أن يتحسس أحتياج الاخر ومدى توافق رغباتهما، كل ما يهمه أن يجده وقت احتياجه، وان قوبل ذلك الاحتياج بالرفض يكون الغياب هو العقاب.
-أذا ممنوع عليك الحزن او الضيق أو حتى تخبريه عن أي شئ يضايقك في حياتك أو حتى منه، هل تعتقدي انه بهذه الطريقة يحبك؟
-بالطبع لا، من يفعل ذلك لا يحب غير نفسه فقط.
نظرا هما الاثنتان خلفهما كان هذا امير ويبدو انه سمع الكثير،تضرج وجه نهير باحمرار اثر تواجده،بينما قالت بيسان باسمه:
أنت تقرأ
انين ملاك
Romanceكنت أفكر للتو بالشمس وغروبها الذي يقتطع من روحي جزء يوميا. -ألهذة الدرجة الجرح كبير؟ صمتت برهه ثم قالت بابتسامتها الحزينه : -نعم. التفت اليها ليواجهها قائلا : -الان ترينه كبير جدا عملاق يكاد يبتلعك، ولن تشفي منه أبدا، لكن صدقيني كلما كان الوجع أك...